فاروق الباز
أبصر فاروق الباز النور في الثاني من كانون الثاني\ يناير عام 1938 في بلدة زغازيغ في دلتا النيل في مصر. بدأ حياته بأحلام متواضعة وطموحات هادئة، لكنه ما لبث أن ذاع صيته ليصير من أشهر علماء الجيولوجيا في العالم. تابع دراسته الجامعية في مجال علم الجيولوجيا والكيمياء في جامعة عين شمس (1958)، وحاز شهادة الماجستير من جامعة ميسوري (1961) وأكمل دراسة الدكتوراه من الجامعة نفسها (1964)، بعد قيامه بأبحاث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (1962- 1963). اشتهر اسم عالم الجيولوجيا فاروق الباز في مجال العلم حين انضمّ في العام 1967 إلى برنامج الفضاء أبولو الذي أطلقته وكالة الفضاء الأميركية ناسا- وقد شكّلت هذه فرصة مفاجئة لبرفسور شابّ كان يخطّط لأن تكون حياته المهنية محصورة بالأبحاث على الأرض. خلال عمله مع وكالة ناسا، طوّر برنامج تدريب لروّاد فضاء مهمّة أبولو، وأشرف عليهم خلال عمليات المراقبة القمرية والتصوير، كما شغل منصب أمين اللجنة التي اختارت مواقع الهبوط على القمر. في العام 1973، انضمّ إلى مؤسسة سميثسونيان، حيث أنشا مركز أبحاث الأرض والكواكب وأداره. وفي العام نفسه، اختارته وكالة ناسا للعمل محققاً رئيسياً لتجربة "مراقبة الأرض وتصويرها" في إطار مشروع أبولو-سويوز الاختباري، وهي أولى مهام الفضاء الأميركية السوفياتية المشتركة. بعد العمل لفترة من الوقت في القطاع الخاص، بصفته نائب رئيس قسم العلوم والتكنولوجيا في شركة أنظمة إيتيك البصرية، انضمّ الباز إلى جامعة بوسطن في العام 1986 فأنشأ مركز الاستشعار عن بعد وأداره. وتطوّر المركز في عهده فصار قوة رائدة في تطبيقات تكنولوجيا الاستشعار عن بعد في العالم. في العام 1997، اختارته وكالة ناسا "مركز امتياز في مجال الاستشعار عن بعد." ذاع صيت الباز عالمياً لاستخدامه الرائد للتصوير الفضائي ليسبر أسرار الأرض القاحلة ويحدّد موارد المياه الجوفية. وقد شرح في دراسته حول الصحراء، والتي امتدّت على 30 سنة، كيفية نشوء الأراضي القاحلة وتطوّرها نتيجة التقلبات المناخية العالمية. وصارت طرقه البحثية تعتمَد اليوم في دراسات الصحراء في العالم. خدم الباز وطنه مصر حين قبِل تعيينه مستشاراً للشؤون العلمية للرئيس الراحل أنور السادات (1978- 1981). سافر الباز إلى المناطق المصرية النائية، فوصف الموارد الطبيعية في كلّ منها وكيفية الاستفادة منها بأفضل طريقة ممكنة. وحتى يومنا هذا، لا يزال عدد كبير من المشاريع التي انطلقت خلال تلك الفترة يقدّم الخدمات إلى الشعب المصري. يعتبرالدكتور الباز عضواً ناشطاً في عدد كبير من اللجان والمجالس، وقد تلقى الجوائز وشهادات الدكتوراه الفخرية من مؤسسات مختلفة في العالم. هو متأهل وله أربع فتيات وستة أحفاد.