الماضي وحروف الجر..

الماضي وحروف الجــــــــر..

لما عزمت على أن أصحر وقد أنتابني شعور قوي صادق لذاك المكان المتسع

فشددت الرحال لمّا الظل قد مال ’ وحولي غوغاء من نساء غلبن الرجال...

وهاتف يهتف: أيها المقبل أقبل ’ وذر عنك ما تركت ’ فالعيش معه ضرب من الخيال...

*- كلام طيب رغم ما يكتنفه من إبهام..

*- أوَ وجدت ذلك فيه أيها الغلام..؟

*- بلى ’ وأكثر ’ فإن أذنت لي فالسر أخطر..

*- وما ذاك؟ ’ هات ما هو غامض خفية دون الجهر..؟

*- نعم’ سأفعل بعد باسم الله والله أكبر..

*- لا تطل فإني على عجل’ وإن قمري قد أفل كذاك البدر...؟

*- أتناجي ربك بسحر..؟

*- أصدقك الخبر’ إي والله وإياه من ذنوبي أستغفر

*- ما حاجتك وقد مضى ما مضى من العمر..؟

طمأنينة نفس’ وراحة بال’ وأمن وأمان ’ وصدق لسان’ وعونا لي على نوائب الدهر...

*- أهذا كل ما تبتغي أيها التائه الحائر..؟

*- أجل’ إن شاء القادر المقتدر ’ وهو حسبي وأملي قبل أن أُدس في ظلمات القبر..

*- وما ذا عن الماضي وحروف الجر..؟

*- حسبك ما قلتَ’ وما جرح الظهر إلا هذا الظفر..؟

*- إذن هوّن عليك ’وكن راضيا بما قُدّر..؟

*- راض ورب الكعبة’ غير أن الندب ما فتئ يتسع ويكبر..

*- أسقه من طيب الكلام’ بآي من القرآن واستعن بالذكر..؟

*- أنا لما قلتَ ’ واللهَ ليلا نهارا أحمد وأشكر..

*- أشم من كلامك رائحة تذبذب ’ وكأني بك مقبل مدبر ’ ألآ هيّا أفعل لا تتأخر..؟

*- صه؟. إنك بي لا تحس ولا تشعر..

*- ما الأمر...؟

*- إني فوق فوهة بركان ’ لو تزحزحت قليلا لأنفجر ..

*- وما دهاك لركوب البحر..؟

*- كان ذلك ما بين الشباب والكهولة ’ وكنتُ وقتها هائما لا أميز بين فجر وعصر

*- والآن هل أدركت ما وراء البحر.؟

*- بلى وحتى النخاع’ رجاء كفى لا تزد ؟ ’ فإني كلما تذكرتُ عُصِرتُ .. دع عنك فشرابي ما كان إلا من مر الصبر..؟

*- اللهَ لك أدعو واسأل أن يعينك على ما أنت فيه من حِجر وهجر..

*- ونعم بالله ولا حول ولا قوة إلا بالله ’ به آمنت’ وإليه أسلمت’ والأمر كل الأمر له فوّضت’ فلعل يوما يصفو فيه كبد السماء وتبزغ شمس الصفاء ’ ويدنو البعيد الغريب من اليتيم القريب’ حينها إن رحلتُ أكون وفّيتُ العهد ’ وبلغتُ القصد’ والله على ما قلت وأقول لشهيد.

إبراهيم تايحي

الماضي وحروف الجر.. موجود في : منتديات مملكة الفرات

توقيعابراهيم تايحي