مواقف لا تنسى
مواقف لا تنسى
(( الحرمان ))
الدكتور : ما شاء الله منوره القاعة اليوم بوجود ....... ,, ما شاء الله عليك ,, تجي محاضرة وتغيب
,, على العموم حبيت أبلغك ترى أنت غبت خمس محاضرات وباقي لك محاضرة وتأخذ حرمان في المادة اللي أدرسها .
اناااااا : أممممممم ,, طيب يا دكتور كم باقي محاضرة لك ؟؟
الدكتور : غير هذي المحاضرة ,, باقي لي محاضرتين الأسبوع الجاي ,, أي محاضرة من هالمحاضرتين تغيب فيها أو تتأخر أكثر من عشر دقائق ,, لا تتعب نفسك ولا أشوفك في الأختبارات النهائية ,, وموعدي راح يكون معاك الترم الجاي وبنفس المادة هذي .
انااااا : لا ما عليك بأذن الله راح أكون موجود الأسبوع الجاي ,, وراح أكون أول طالب يدخل القاعة ,, ما بقى الا أشيل المادة هذي اللي هي أسهل مادة .
الدكتور : نشوف يا ...... <<< بخبث
هذا الحديث الذي دار بيني وبين الدكتور في الكلية التي كنت أدرس فيها ,, في عام 2007 ,, لا أنكر بأنني كنت مهملاُ لمواعيد المحاضرات ودائماُ أقوم بتحليل المحاضرات المسموح لي بالغياب فيها (( 5 محاضرات )) إلا أنني كنت من المتميزين دراسياُ <<< أيه هين
الآن أحدثكم من وسط الأسبوع الذي تبقت فيه محاضرتين لذلك الدكتور الذي لا أعلم حتى هذه اللحظة سبب كرهه لي رغم احترامي له وإعجابي بطريقته في التدريس .
في محاضرة يوم السبت كنت متواجد أمام الدكتور ,, ولو أنني تأخرت خمس دقائق ,, وقبل ذلك الدكتور تواجدي في القاعة على مضض أتضح على محياه << كلمتي المفضلة
تبقت محاضرة أخيرة لذلك الدكتور قبيل دخول الاختبارات النهائية,, وكان موعد تلك المحاضرة يوم الأربعاء ,, اليوم الذي سهرت قبله على متابعة مباريات دور أبطال أوربا ,, ولم أنم إلا متأخراً .
ولأنني من الأشخاص الذين يقدسون النوم ,, لم أستجب لرنات المنبه الذي كان يناديني ويحاول إيقاظي لمحاضرة الدكتور الأخيرة ,, لم تكن تلك النداءات تعني لشخصي أي شيء ,, ولم أستفق من ذلك السبات إلا على نغمة جوالي عندما كان صديقي العزيز سلطان يتصل بي :
أنا : هلا سلطان وش بغيت .
سلطان : يا..... وينك ,, باقي على المحاضرة حقت الدكتور عشر دقائق وما أشوفك في القاعة ؟؟
أنا : هااااااااااااااااااااه ,, من جدك
ثم ناظرت في ساعة جوالي فوجدتها تشير للسابعة والخمسين دقيقة ,, أي قبل موعد المحاضرة بعشر دقائق
جن جنوني ,, رميت هاتفي المحمول من الارتباك الذي سيطر علي ,, كنت متوتر ,, لبست ملابسي بسرعه
ركبت السيارة ,, أدرت المحرك ,, وانطلقت بأقصى سرعة تملكها سيارتي نحو الكلية .
كان منزلنا يبعد عن الكلية التي أدرس فيها ما يقارب 15 كيلومتر ,, أي أنني أحتاج إلى ربع ساعة أو عشرة دقائق ,, وكل الذي لدي من الوقت هو 5 دقائق قبل بداية المحاضرة بالإضافة إلى 10 دقائق كحد أقصى مسموح لي فيها بالحضور كمتأخر .
قطعت الإشارة الأولى ,, وقطعت أشارة ثانية ,, وإشارة ثالثة ,, وكان تلك الإشارات ملك والدي .
قطعت نصف الطريق بخمس دقائق تقريباُ ,, وكان الفضل للدكتور الذي جعل مني شوماخر النسخة السعودية
على الطريق كنت أتخيل محيا ذلك الدكتور وهو سعيد جداُ ,, بل أن السعادة قد لا تتملكه في حال قيامة بتدوين أسمي كطالب محروم ,, وكأنه سوف يستلم جائزة نوبل لأفضل الدكاترة الذين لا يتساهلون في أعطاء طلبتهم الحرمان .
كنت عندما أتخيل محياه وهو سعيد أضع كامل ثقل قدمي على دواسة البنزين ,, وأجعل السيارة تنطلق وكأنها طائرة .
اقتربت كثيراُ من الكلية,, والتي لا يفصلني عنها أكثر من خمسة كيلومترات .
كنت مسرعاُ على طريق يوجد عليه مدرسة ابتدائية للبنات ,, قبيل وصولي لتلك المدرسة بمترات ,, شاهدت سائق أعترض طريقي بسيارته المحملة بالعديد من الفتيات الصغار ,, ولا أنسى منظر تلك الطفلة الجميلة التي كانت تخرج رأسها من شباك الباب الذي يقع خلف باب السائق .
كانت عملية تحول قدمي اليمنى من دواسة البنزين إلى دواسة الفرامل هي أسرع تحول حدث في التاريخ ,, كانت سرعة سيارتي قبيل خروج ذلك المغفل في طريقي تتجاوز 160 كيلو متر في الساعة .
أكثر ما أغضبني في ذلك السائق المغفل أنه لم يتحرك ومازال يقف في بشكل عرضي في منتصف الطريق ,, وكان ينظر إلي بمظهر الغبي المندهش والذي لا توجد لديه ردة فعل سريعه ,, لأنه تفاجأ بعد رؤيتي قادم من الخلف وكأنني مرسل لحصد روحه والأرواح الصغيرة التي معه << القلوب للبنات الصغار مو للهندي
لم تنفعني تلك الفرامل ابداُ ,, لأن سيارتي كانت وكأنها تتزلج على ذلك الأزفلت ,, وكان مصيرها الارتطام بقوة في سيارة السائق إلا إذا ...
إلا إذا قمت بتوجيه مقود السيارة واعتليت الرصيف ,, لأنه لا مجال لدي ماعادا ذلك الخيار .
وفعلاُ تم ذلك ,, وكتبت حياة جديدة لجميع المتواجدين في سيارة السائق الأحمق ,, لأنني قمت بعمل بطولي باعتلائي ذلك الرصيف ,, ولكنني نسيت أمر عامود الإنارة المزروع في وسط ذلك الرصيف .
بعد صعودي على الرصيف الفاصل بين الشارعين ,, لم أعد أذكر شيئاُ ,, سواء دخان أمامي عم أرجاء المكان ,, ومقدمة سيارتي أصبحت تتواجد لدي في داخل السيارة ,, وكنت متعباُ جداُ ,, وحولي ناس يحاولون سحبي من داخل سيارتي ,, والتي فقدت حياتها بعد ذلك الحادث .
بعد معاناة أستطاع بعض المتواجدين إخراجي من السيارة ,, وقاموا بتمديدي على الرصيف ,, وأحضروا الماء وقاموا بسكبه على محياي .
بعد قرابة مرور قرابة ربع ساعة على ذلك الحادث,, كنا ننتظر وصول سيارة الإسعاف ,, كان عدد المتجمهرين حولي يزداد ولا أعلم حتى هذه اللحظة سبب عشق الشباب السعودي للتجمهر وقت وقوع الحوادث <<< ياخي أذا أنت ما راح تساعد ولا تنقذ ليه تجي تتفرج ,, وبعضهم من الوقاحة يطلع جواله ويصور الجثث والعالم المصابه
كان من بين المتجمهرين زميلي في الكلية سعد القحطاني ,, والذي تفاجأ عندما رآني ممداُ على الأرض ,, ودار بيني وبينه هذا الحوار :
سعد : سلامات وش صار لك .
أنا : ياخي ما تشوف الحادث اللي صاير قدامك ,, طلع سواق هندي (( طوووووط << كلمات بذيئة جداُ في حق السائق الهندي )) معاه بنات صغار في سيارته بطريقي وكنت بسوي فيها حريف وارقي الموتر على الرصيف وبعد ما اتعدى السواق الهندي ارجع مره ثانيه للطريق .
سعد : اوووف ,, حمدلله على سلامتك ,, شكلك كنت طاير
أنا : أي والله تخبر أنت أن محاضرة اليوم آخر محاضرة لنا ,, واذا ما حضرتها راح آخذ حرمان في المادة ,, وما صحيت من نومي الا متأخر وكنت أحاول ألحق على هالمحاضرة ,, ولكن ربك ما كتب ,, وخلاص حملت المادة لأنها راحت علي بسبب السواق الهندي الغبي .
سعد : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
أنا : ليه تضحك يا سعد فيه شيء يضحك
سعد : لا بس حبيت أقولك أن الدكتور غايب اليوم ولا جاء لمحاضرته
قهرني