اســــــم وصفــــــــة.....
هو في الشرق يعرف باسم يوسف...وفي الغرب ينادى عليه : جوزاف
هي في مطلع الشمس تسمى مريم...وفي مغربها تدعى : ماريا....
وأنتِ وأنا توأمان تائهان , لا يُعلم لهما وجهة ولا مكان....
إذا وطأت قدماك أرض غرب يستحيل عليك أن تمشي حافيا , فالأرض هناك لزجة ممزوجة بماء معين , يجري من العينين على الخدين,....
أقول العينان الطبيعيتان , بغض النظر عن لونهما , فكثيرا ما خُدعت بناتنا في الشرق , وكثيرا ما غُرر بأبنائنا أيضا.
أمي ذات ليلة قصت علي كيف كانت تزين المرأة لزوجها,أو في حلقة النساء المحاطة بالحياء , وقد راعتني وشدت انتباهي طبيعة التجميل, حتى شعر الرأس ... أليس شعر رأس المرأة آية من آيات الجمال لإمرأة ذاك الزمان...؟قلت لها:
*- يا أماه هل لون الشعر كما ذكرتِ , أم يهجن مثل ما هو الحال اليوم؟
لم ترد علي, وكأنها لم تتبين قصدي, فرحت أبسط لها
*- أعني هل كان من بينكن من تغير لون شعرها, كيفما ومتى شاءت؟
*- لا ولدي ..؟.لم يحدث أن رأيت أو سمعت بذلك أبدا..
*-طيب وهل تحلق المرأة شعرها لدرجة مضاهاة الذكور من الرجال..؟
- وهذا أيضا لم يُسمع به مطلقا , ولم أعلم به البتة...
*- أمــــاه .. وكيف هم يومها الرجال..؟
وكأن الطير على رأسها .. وكأني بها متسائلة عما أرمي إليه...مرت لحظات ..هي شاخصة ببصرها نحو الأعلى, وأنا أعد نبضات قلبي والتي فاقت عدها العادي , بعد تنهد نظرت إلي مليا , مسكت بيدي , فسرى في تيار أشد من ضربة كهربائية .. شعرت بشيئ غريب غزا كياني, ثم قالت
*- الرجال....؟؟؟؟؟. لا أعرف إلا أباك , وما دونه مجرد خيال...ولدي العين لا تعلو على الحاجب , والحب إن لم يضرج بدم الوفاء عنه أغرب , وإن أنت يوما سئلت عنه لا تجب ...؟ أفهمتني حبيبي...؟
*- ولِما هذا أمـــــاه..؟
*- حبيبي إني مذكرتك بما ذكروني به وقتها : افتح بصدق قلبك؟ ورطب بالحنان كبدك ؟ لا تكن لجوجا فتسقط في أعين النبلاء هينا ..؟ ولا تظهر ما بعد الأنياب فتُعرك وتداس بالأقدام زمنا..؟ واصبر على البلاء حتى يأتيك خبر من السماء.؟ فوالله ما خاب من بربه تمسك و تسربل بالدعاء
خذ مني ما أنا قائلة لك ؟ وإن ركبت رأسك والبحر هائجا إليك عني..؟
[ إن كنتَ تريدها كمريم فكن أنت كيوسف] والله المستعان
إبراهيم تايحي