ماذا يريد الغرب منا؟
أبواق العلمانية نهق أهلها , ودق الأقزام طبولها , واحتضنتها أفئدة خاوية من بني البشرية
أو ما يدعى بالحشرات الآدمية , التي أخذ بناصيتها, وقاد ساستها المتخلفون عقليا المتحضرون مدنيا نساءهم إلى الهاوية , وما أدراك ما هي؟ نار حامية .
وراح رذاذ ما تشدقوا به سرابا يتوهج لمعانه في آفاق المعمورة الفانية, ينتثر ويتجبر , فاحتفى به طربا ونشوة بل وشغفا أصحاب الطبول والميول , لأنهم أصلا بلا بصيرة ولا عقول.
فزينوا القبيح باسم السيد المسيح , وما قال السيد المسيح ذلك وما فعل؟
وعليا رفعوا فزاعات نقيق ضفادع, ليوهموا الآمنين والآمنات أنهم ذو تحرر وسيادات
فتنادوا فيما بينهم أن هلموا للمساواة , وافشوا ذلك بين النساء اللواتي في الحجرات؟
وسأل سائل من بني جلدتي وعقيدتي عن هذا النبإ العقيم , وهذا الشر القادم السقيم, ماذا يرد هؤلاء من هؤلاء ؟ وماذا يبتغي هو من هي ؟ وماذا بعد هذا الا من غراب تحميه غرابيب
يا من عقولكم في بؤر الظلمات راسخة , والترهات قلوبكم بها وسخة
تنادون بالمساواة , اليكموها منا فاعتنقوها إن كنتم حقا دعاة؟
إن المساواة بين الرجل والمرأة في أخذ الحقوق والواجبات , قيمة سامية وغاية نبيلة
يسعى إليها الجميع – ذكر وأنثى- الا أنها أصبحت سلاحا ذو حدين تستخدمونه ضد المرأة في الداخل والخارج , حيث جعلتم منها أداة لخدمة أهدافكم غير النبيلة, و تعالت صيحاتكم مطالبة بتحرير المرأة من كل القيود الدينية والاجتماعية , وإطلاق حريتها لتفعل ما تشاء , وكيف تشاء؟, ومتى تشاء؟... والحقيقة التي عميتم عنها ما لهذا خلقت المرأة ؟ وما هذا دورها في المجتمع؟
تطالبون بتعليم المرأة على قدم المساواة مع الرجل في أي مجال ترغب فيه , أو تهفو نفسها إليه
دون النظر إلى ما ينفعها بوصفها امرأة , لها رسالة خاصة في الحياة , ولها مهمة عظيمة جدا يجب أن تعد لها .
ولم تكتفوا بذلك فرحتم تشيعون أن المرأة مهضومة الحقوق مكسورة الجناح ناقصة , والحقيقة التي لا غبار عليها عندنا نحن قد غابت عنكم أنتم .لأننا نملك دستور حياة من خالق الحياة
فالمرأة عندنا تكمل نقص الرجل والرجل حينها يكمل نقص المرأة وبها تستقيم الحياة , حيث العلاقة التنافسية وفق نظرية المساواة بين الرجل والمرأة الغربية تشيع روح العداء والتسخط بين الجنسين كما تحيل العلاقة بينهما من علاقة ود ورحمة إلى علاقة تحد واستعلاء وعداء
قال الحق سبحانه وتعالى( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الروم 21 .
إذن هذه الروح العدائية للمرأة من الرجل في المجتمعات الغربية وغيرها من المجتمعات العلمانية لن تجدي شيئا , ولن تغير من طبيعة الإنسان وفطرته التي فطره الله عليها .
قال عز وجل(.. فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله..) الروم 30
فالمرأة امرأة والرجل رجل , والسيادة خارج البيت للرجل , وإن ظهر بعض المسترجلات الشواذ من النساء, وستظل المرأة التي أخرجتها الفلسفة الغربية العلمانية من وظيفتها الإنسانية العظمى وهي الأمومة ورعاية الأسرة ضحية السير في الطريق المعاكس للنظرة والحياة الإنسانية وعلى غير هدى ولا بصيرة.
ويبقى لدينا طرح , وهو عبارة عن رد فاصل : لماذا تنادي المرأة بالاستقلالية ؟
الحقيقة تلكم كذبة كذبتها المرأة على نفسها ... وتعيش بتلكم الكذبة تعسة .. لماذا العناد والمكابرة؟
فالمرأة لن تقدر أن تؤدي رسالتها في هذه الحياة منفصلة مستقلة عن الرجل , لأنها باختصار
خلقت منه وهي جزء لا يتجزأ منه , وكما قيل .[ لأنه في حياتها يمثل الأب الذي كبرها والأخ الذي صانها ودافع عنها , والزوج الذي يهتم بها ويتعب من أجلها , والابن الذي تجده عندما تكبر ]
قال الله عظم شأنه وتقدست أسماءه (... اليوم أكملت لكم دينكم , وأتممت عليكم نعمتي , ورضيت لكم الإسلام دينا ) المائدة 03 .
أفبعد هذا القول من قول؟ اللهم ثبت مودتك ورحمتك وسكينتك في قلوب عبادك المؤمنين والمؤمنات واجعل اللهم القناعة والرضا بما أنزلت وأمرت في عقولنا وأفئدتنا أجمعين
.
ابراهيم تايحي