النصف الآخر
كلنا كالقمر له وجه مظلم , وكلنا كالشمس تحرق من له لسان مؤلم.
وبين هاتين الآيتين أرض الله وما خلق من متحرك وصنم.
أرضه التي لا يشاركه فيها أحد مما خلق من جن وإنس ونبت وغنم
فكل من في السموات والأرض له خاضع خانع طائع وله أسلم
فكيف تطلب مني أن أحيف عن الصراط ..لا والذي علم بالقلم
إني أفضل أن أرعى غنما على أن أعبد صنما
فأين القياصرة ؟ وأين الكياسرة؟ وأين الأباطرة؟ كلهم مروا, وهم الآن تحت كثبان وردم.
فهل من أحد خلد؟ ولو كان نبيا أو رسولا ؟ أو من كان صاحب كلم؟
أنت نصفي أيتها الأمة فلا ترخصي فتداسي بالقدم ؟
وأنا أيضا نصفك فلا أغالي ولا أبالي لحديث اللمم
فأنت وأنا خلقنا من عدم.
ومني خلقت لغاية عالمها بالأحوال لا يسهى ولا ينم.
ومهما قومتك بعد فإن الأعوج فيك لا يستقم
لكنك مدرسة الرجال ومربية الأجيال و بالله على ذلك أحلف وأقسم
لا يخدعنك الغرور , لا تستهويك البحور , لا تثنيك عن الذكر الدثور فسجدة مطمئنة في جوف الليل أفضل لك من سكنى القصور, وتسبيحة لله جوهرها خالص قبل السحور هي لك مشكاة ونور و وملائكة إياك مستقبلة بالفرح والحبور.
أيها النصف الآخر : رويدك لا تتسرع , لا تتعجل الأمر قبل أن يقضى إليك
فالله باعثنا سراعا من بطون اللحود والقبور, فبادلني الود بالود أبادلك , أصدقني في الله الأحد, وارحمن من قبل أن أهد. صحيفة ذنوبي لا أذكر أولها لكن خالقي كتبها, وكبائر جرمي لا حصر لها لكن ربي ستير قد يغفرها , وبطش يداي لا عد لها لكن الرحيم عني يتجاوزها, وزنا عيني لا أنكرها لكن الغافر ماسح أثارها
أما ما بيني وبينك أيها النصف إن لم يسامح أحدنا الآخر اليوم فلا ريب من ذاك القصاص
ابراهيم تايحي