الكنغ
الجنس :
عدد المساهمات : 18239
العمر : 45
| تقرير مباراه السنغال و زامبيا امم افريقيا 2012 |
| تقرير مباراه السنغال و زامبيا امم افريقيا 2012 قص مسلسل كأس الأمم الإفريقية 2012 ثاني حلقاته على أرضية ملعب "باتا" بعد إسدال الستار على اللقاء الإفتتاحي الذي جنى فيه البلد المنظم غينيا الاستوائية العلامة الكاملة عقب نجاحه في تجاوز فرسان ليبيا، وتوفق منتخب زامبيا في تدوين أولى المفاجآت بإنتصاره على المنتخب السنغالي الذي يعتبر أحد المرشحين البارزين لنيل لقب الـ"كان" في نسخته الثامنة والعشرين.
حمل شوط المباراة الأول في طياته مفاجأة من العيار الثقيل لاحت ملامحها مع بروز المنتخب السنغالي بمردود باهت إلى أبعد الحدود يكاد يكون الأسوأ له في السنوات الأخيرة، وعلى عكس حالة التيه التي ميزت زملاء مامادو نيانغ برز المنتخب الزامبي بتقديم أداء مميز ومتوازن مكنه من فرض سيطرة شبه كلية على مجريات هذا الشوط.
شوط كانت بدايته سريعة وخاطفة بعد تمكن منتخب الرصاصات النحاسية من توقيع هدف الإفتتاح مع مطلع الدقيقة 12 عبر رأسية من لاعبه إيمانويل مايوكا الذي استغل غياب المحاصرة كلياً وانعدام التركيز في دفاع السنغال.
إثر هذا الهدف المفاجىء كان الجميع ينتظر ردة فعل قوية من أسود التيرانغا لتعديل الكفة والعودة إلى أجواء المباراة التي لم يدخل فيها السنغاليون أصلاً، ولكن ماحصل كان العكس فقد شهدت باقي أحداث الشوط سيطرة كاملة من قبل المنتخب الزامبي الذي كان أكثر حيوية من منافسه الذي كان حاضراً اسماء وأجساداً وغاب روحاً.
ولم يتأخر كثيراً أبناء المدرب الفرنسي الماكر هيرفي رينارد من تتويج أدائهم المرموق في الشوط الأول، وكللوا مجهوداتهم بالهدف الثاني في الدقيقة 21 بعد تمريرة بينية متقنة من القائد كريستوفر كاتونغو انفرد على إثرها المهاجم رينفورد كالابا بالحارس السنغالي بونا كوندول وربح معه حواره المباشر ليضمن لمنتخب الـ"شيبولوبولو" أسبقية مريحة في شوط أول أفلت فيه نجوم مثلث بيرمودا في نسخته السنغالية، والمتكون من مامادو نيانغ و موسى سو ديمبا با ليتحول المشهد من صفة الأسود الشرسة إلى الحملان الوديعة.
صحوة سنغالية لم تكف
جاء النصف الثاني من الحوار السنغالي الزامبي مختلفاً عن سابقه حيث شهد صحوة ملحوظة لأبناء المدرب الوطني أمارا تراوري الذين استعادوا شيئاً من مستواهم المعروف، ليفرضوا سيناريو معاداً مع إختلاف الأدوار، فمنتخب السنغال هو من قام بشن الحملات الهجومية أما الزامبيون فقد إكتفوا بملازمة مناطقهم الخلفية لتأمين نتيجة التقدم الحاصلة.
ملامح الصحوة السنغالية بدت جلية على أكثر من صعيد، فدفاعه المهزوز الذي برز به في الشوط الأول أصبح أكثر تماسكاً بعد قيام المدرب تراوري بتعويض ريمي غوميس الذي ترك مكانه لزميله دام ندوي منذ الشوط الأول، بالإضافة إلى تبديلين على مستوى الخط الأمامي كان لهما الفضل الأكبر في تغيير الوجه الشاحب لأسود التيرانغا والحديث عن إيسيار ديا الذي أخذ مكان مامادو نيانغ (46) وبابيس ديمبا سيسي الذي حل عوضاً عن موسى سو (67).
تحويرات تكتيكية فارقة للمدرب السنغالي سرعان ما أعطت أكلها على أرض الميدان، الأمر الذي انعكس على مردود الهجوم الذي تمكن من إحداث الخطر على المرمى الزامبي في أكثر من فرصة تبقى أبرزها الفرصتان اللتان ضاعتا من قدم كل من موسى سو في مناسبة أولى (53) عندما سدد كرة جاوزت العارضة الأفقية بقليل بعد تمهيد ذكي من إيسيار ديا، والفرصة الثانية (68) والتي أنتجت عمل فردي ممتاز من بابيس سيسي الذي توغل وسط مناطق الجزاء ورفع عرضية بالمقاس على رأس زميله في نيوكاسل ديمبا با الذي سدد كرة رأسية قوية اعترضت طريقها العارضة الزامبية.
ورغم معاندة الحظ له تمكن المنتخب السنغالي من بلوغ مبتغاه ووصل إلى مرمى الحارس الزامبي كينيدي موينيه في الدقيقة 74 بعد عمل جماعي منظم ختمه المهاجم دام ندوي بحركة فنية نجح من خلالها في ترويض الكرة على صدره والتخلص من المراقبة اللصيقة قبل أن يسدد كرة قوية بيمناه إستقرت في المرمى الزامبي.
ما تبقى من أحداث اللقاء كان مختصراً في مشاهد الحروب القديمة، حيث كانت الصورة حملات هجومية سنغالية في مواجهة استبسال واستماتة خط دفاع المنتخب الزامبي الذي نجح في تأمين نقاط المباراة وتدعيم حظوظه منذ الآن في اقتطاع إحدى تذكرتي العبور إلى الدور الثاني من الكان.
جدير بالإشارة أن فوز منتخب الـ"شيبولوبولو" على "أسود التيرانغا" يحمل في باطنه أكثر من معنى وأكثر من إحالة تاريخية، لعل أبرزها حادث سقوط الطائرة التابعة للسلاح الجوي الزامبي على الأراضي الغابونية، والتي كانت تقل على متنها بعثة المنتخب التي كانت متوجهة للتباري مع السنغال بالذات في إطار مباراة ضمن تصفيات كأس العالم...حادثة مؤسفة حصدت أرواح معظم أفراد المنتخب الزامبي الذي أعاد إحياء ذكرى المأساة من زاوية تبعث على بث الفرحة والإبتهاج بعد الفوز على نظيرهم السنغالي.
| |
|