تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة
,تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة
,
تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة
د- عطية عطية محمد
أستاذ الصحة النفسية المساعد
كلية التربية - جامعة الزقازيق
معنى التأهيل :
يحمل مدلول التأهيل معان كثيرة تشمل التأهيل الطبي والمهني والاجتماعي والنفسي ، وهناك تعريفات مختلفة لتأهيل المعاقين .
ومن التعريفات الشائعة ما يلي :
التأهيل
هو تلك العملية المنظمة والمستقرة والتي تهدف إلى الوصول بالفرد المعاق
إلى درجة ممكنة من النواحي الطبية والاجتماعية والنفسية والتربوية
والاقتصادية . وهناك تعريف آخر للتأهيل هو عملية مساعدة الفرد في الحصول
على أعلى درجة من الاستفادة من النواحي الجسدية والاجتماعية والنفسية
والمهنية والاقتصادية التي يمكنه الحصول عليها .
من أكثر
التعريفات شيوعا من معنى التأهيل هو التعريف الذي وضعه المجلس الوطني
للتأهيل في أمريكا سنة 1942 والذي لا يزال لدى العاملين في هذا المجال ،
هذا التعريف يشير إلى أن التأهيل يعني استعادة الشخص المعاق كامل قدرته
على الاستفادة من قدراته الجسمية والعقلية والاجتماعية والمهنية
والاقتصادية هذا وتعرف المنظمة العالمية التأهيل بأنه الاستفادة من مجموعة
الخدمات المنظمة في المجالات الطبية والاجتماعية والتربوية والتقيم المهني
من أجل تدريب وإعادة تدريب الفرد والوصول به إلى أقصى مستوى من مستويات
القدرة الوظيفية أما عملية التأهيل فهي تلك العملية المنظمة التي تهدف إلى
أن يستفيد الشخص المعاق وينمو جسميا وعقليا وحسيا ، ويكون لديه قدر ممكن
من القدرة على العمل ، وقضاء حياة مفيدة من النواحي الاجتماعية والشخصية
والاقتصادية .
الفرق بين التأهيل وإعادة التأهيل :
ويجب
علينا أن نفرق بين التأهيل وإعادة التأهيل ، إذ أننا نعني التأهيل عندما
نشير إلى الخدمات المطلوبة لتطوير قدرات الفرد واستعداداته عندما لا تكون
هذه القدرات قد ظهرت أصلا ، هذا ينطبق على المعاقين صغار السن الذين تكون
إعاقتهم خلقية أو حصلت في مرحلة مبكرة من عمرهم . إعادة تأهيل فرد كان
تدرب أو تعلم مهنة ما ومارس هذه المهنة مدة من الزمن ، ثم حدث أن أصيب
بعاهة وأصبح معاقا ، ولم يستطع العودة إلى عمله أو مهنته الأصلية بسبب
إعاقته الجديدة وهكذا فإنه يتضح أن عملية تأهيل المعاقين بشكل عام لا
تقتصر على التأهيل المهني ومساعدة الفرد على التدريب على مهنة معينة ،
والاستقلال بها فحسب ، وإنما هي عملية شاملة تأخذ بعين الاعتبار جوانب
النمو المختلفة عند الإنسان ، وتهدف إلى إعادة قدراته على التكيف في
مجالات الحياة المختلفة . إن عملية التأهيل تشمل استعادة الفرد لقدراته
الجسمية والعقلية بالإضافة إلى جعله أكثر قبولا لذاته من جهة ، وللمجتمع
من جهة ثانية . أما التأهيل المهني فهو ذلك الجزء من العملية المستمرة
المنظمة التي تشمل تقديم الخدمات المهنية ، كالإرشاد والتوجيه والتقييم
والتدريب والتشغيل ، وبالتالي تحقيق الكفاية الاقتصادية للمعاق عن طريق
العمل . أما التأهيل الشامل فهو عملية متبعة لاستخدام الإجراءات الطبية
والاجتماعية والتعليمية والتأهيلية مجتمعة في مساعدة الشخص المعاق على
استغلال وتحقيق أقصى مستوى ممكن من طاقاته وقدراته والاندماج في المجتمع .
مبررات التأهيل :
1- يعتبر الإنسان بغض النظر عن إعاقته صانع للحضارة وبذلك ينبغي أن يكون هدف مباشر لمجالات التنمية الشاملة من خلال جهودها المتنوعة .
2-
الشخص المعاق يعتبر فردا قادرا على المشاركة في جهود التنمية ومن حقه
الاستمتاع بثمارها إذا ما اتيحت له الفرص والأساليب اللازمة لذلك .
3-
إن المعاقين مهما بلغت إعاقتهم واختلفت فئاتهم فإن لديهم قابلية وقدرات
ودوافع للتعلم والنمو والاندماج في الحياة العادية في المجتمع لذلك لا بد
من التركيز على تنمية ما لديهم من إمكانيات وقدرات في مجالات التعلم
والمشاركة .
4-
لجميع المعاقين الحق في الرعاية والتعليم والتأهيل والتشغيل دون تمييز
بسبب الجنس أو الأصل أو المركز الاجتماعي أو الانتماء السياسي .
5- تعتبر عملية التأهيل حق للمعاقين في مجال المساواة مع غيرهم من المواطنين ذلك لتوفير فرص العيش الكريم لهم .
6-
تعتبر التنمية الشاملة للتأهيل جزء منها وما تتطلبه هذه التنمية من تطوير
في الهياكل والبنية الاقتصادية والاجتماعية ركيزة أساسية في القضاء على
أسباب الإعاقة بمختلف صورها .
أنواع التأهيل
- التأهيل الطبي والبدني
وهو
إعادة الفرد المعاق إلى أعلى ستوى وظيفي ممكن من الناحية البدنية أو
العقلية عن طريق استخدام المهارات الطبية للتقليل من الإعاقة وإزالتها إن
أمكن وتتضمن خدمات التأهيل الطبي ما يلي :
أ- العمليات الجراحية التي تساعد الفرد في أن يستعيد قدراته الفيزيولوجية ( الجسدية ) .
ب- العلاج بالأدوية والعقاقير .
ت-
استعمال الأجهزة المساعدة وذلك للتقليل من أثر الإعاقة مثل السماعات ،
النظارات الطبية ، العكازات ، الأطراف الصناعية ، الأجهزة الطبية .
التأهيل الاجتماعي والنفسي :
وهو إعادة الفرد المعاق إلى أعلى مستوى ممكن من الناحية الاجتماعية والنفسية وذلك عن طريق استخدام :
أ-
العلاج النفسي ويتم بالجلسات الإرشادية والنفسية التي تهدف إلى تقليل
المشكلة ومحاولة الوصول إلى حل يشارك فيه المعاق بأقصى قدر ممكن ، وتستغرق
هذه الجلسات في الحالات الصعبة زمنا طويلا .
ب- الإرشاد النفسي يهدف إلى حل المشاكل الأقل حدة .
ج - الإرشاد الأسري يهدف لمساعدة الأهل في تربية ابنهم المعاق .
التأهيل المهني :
إن
عملية التأهيل المهني هي سلسلة متتابعة من الخدمات مصممة كي تنقل المعاق
نحو هدف التشغيل في مهنة ذات فائدة وكسب ، ويشكل التدريب المهني جزءا
أساسيا وهاما في عملية التأهيل المهني للمعاقين ويتضمن أي نوع من التدريب
والذي يمكن أن يكون ضروريا للتأهيل وإعداد المعاقين للتشغيل المناسب
والناجح .
التأهيل الأكاديمي :
وهو
تعليم المعاقين أكاديميا حسب قدراتهم ودرجة إعاقتهم الجسمية والعقلية ،
وتزويدهم بالمهارات الأكاديمية اللازمة والتي تفيدهم في حياتهم العملية
كإجادة القراءة والكتابة والحساب أو نشاطات الحياة اليومية .
معوقات العملية التأهيلية :
1- يتطلب التأهيل إمكانيات مادية وبشرية هائلة ، قد لا تتوفر لكثير من المجتمعات ، وخاصة النامية منها .
2- التأهيل عملية تتعامل مع عناصر معوقة نسبيا في السن بالتالي تواجه عقبات تعليم الكبار .
3-
التأهيل هو إعادة تدريب المعاق على مهارة معينة تتناسب مع قدراته الباقية
، فهي عملية هجر أمر مألوف ، إلى أمر آخر غير مألوف مما يؤدي إلى مقاومة
المعاق ، تمشيا مع النزعة العامة للفرد لمقاومة التغير.
4- عدم
وجود مقاييس مقننة تقيس المعاق ، سواء عند التأهيل المهني كعملية تستهدف
اختيار المهنة المناسبة للفرد ، أو عند التوجيه المهني كعملية تستهدف
اختيار الفرد المناسب لمهنة بعينها .
برنامج رعاية المعاقين
1- البرامج الوقائية :
ويقصد بها مجموعة من البرامج التي تهدف إلى وقاية الإنسان من الإصابة بالعاهة أو المرض والحد من نسبة المعاقين والمرضى
2- البرامج العلاجية :
ويقصد بها البرامج التي تساعد الفرد الذي أصيب بإعاقة ما على مواجهة مشكلته ، ويمكن أن نعرض هذه البرامج في الخدمات الآتية :
1- العلاج الطبيعي وعن طريقه يمكن الوصول بالجهاز الحركي إلى أقصى درجة ممكنة من اللياقة البدنية .
2-
العلاج بالعمل وهو يساند العلاج الطبيعي في تحسين اللياقة البدنية ،
ويستخدم في تقييم القدرات عند المعاق ، وتدريبه على القيام بالأنشطة
اليومية من مأكل وملبس معتمدا على نفسه بقدر الإمكان .
3- العلاج الطبي والتدخل الجراحي وهما لازمان في كثير من الإعاقات البدنية والحسية والعقلية وخاصة في حالات تأخير العلاج .
4- الأجهزة التعويضية والأجهزة المساعدة وتوفير مثل هذه الأجهزة يمثل ركنا هاما في مساعدة المعاق على التكيف مع الإعاقة .
5- التدريب المهني عن طريقة يدرب المعاق على العمل المناسب له بعد تقييم قدراته وإمكانياته واستعداداته الشخصية .
6-
العلاج النفسي يقوم به متخصصون ويعمل على إعادة التوازن النفسي للمعاق
وأفراد أسرته ويساهم في اختيار العمل المناسب لحالة المريض العضوية ،
والنفسية ، وظروفه الأسرية .
7- الخدمات الاجتماعية من أهم
الخدمات التي تقدم للمعاق ابتداء من المساهمة في حل مشاكله الشخصية
والأسرية والبيئية ، إلى مساعدته في الالتحاق بالعمل ، ومتابعة رعايته .
8- الخدمات التعليمية وهي خدمات تعليمية خاصة للمعاقين الذين لا يستطيعون تحصيل العلم أو التأقلم في المدارس العادية .
9-
الخدمات الترفيهية وهي ضرورية كي يظل المعوق قادرا على تحمل مشقة الحياة
والمواظبة على العمل ، ولذلك يجب توفير النوادي الرياضية ، والاجتماعية
والثقافية الخاصة بالمعاقين .
3- البرامج الإنمائية :
ويقصد
بها البرامج التي تهدف إلى تنمية شخصية المعاق ، وزيادة أدائه الاجتماعي ،
ودعم السلوك الاجتماعي له ، ولقد أثبتت نتائج الدراسات أن فقد المعاق لجزء
من قواه الجسمية ، أو الحسية يجعله يقوم بعمليات تمرين زائدة لتنمية ما
تبقى لديه من قدرات ، كي يتمكن من تعويض القدرات المفقودة .