الكنغ
الجنس :
عدد المساهمات : 18239
العمر : 45
| * حب الوطن من الفطرة |
|
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد : -
فإن كلمة الوطن لها وقعها على النفوس، إنه الأهل والأحباب، إنه الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه، والأرض التي تهفو إليها قلوبنا ، فما أن يتذكر الإنسان وطنه حتى يسرح في خياله شريط الذكريات ، والشوق إلى تلك المنازل التي شهدت مسقط رأسه، وإلى تلك الطرق التي شهدت أولى خطوات أقدامه ، وإلى تلك الأحياء التي نشأ وترعرع بين ربوعها ، بعيداً كل البعد عن ترف الحياة أو قسوتها ، حتى لو كان هذا الإنسان لا يحمل جنسية هذا الوطن 0 فحب الوطن هو انتماء موجود مع وجود الإنسان ، إنه شعور فطري وغريزي وشيء متأصل في النفس البشرية، نشأ مع نشأة الإنسان ، مع التأكيد على حبنا لجميع البلاد الإسلامية وحرصنا على سلامتها وأمنها فهي بلادنا ، وأهلها هم أهلنا، ففرحهم فرحنا ، وألمهم ألمنا ، فعن النعمان بن بشير y قال: قال رسول الله r : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) رواه الشيخان ، ولكننا لا نلام إذا أحببنا وتعلقنا بالأرض التي ترعرعنا بها، فإذا كان الطائر يحنُّ إلى وكره، فالإنسان أحق بالحنين إلى وطنه، فحب الوطن فطرة فطر الله الإنسان عليها. حيث قرن سبحانه وتعالى كره الناس الخروج من ديارهم؛ بكرههم قتل أنفسهم، قال تعالى: ) وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ((سورة النساء 66) وجعل الله النفي من الأرض إحدى عقوبات من حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فساداً.
إن حب الوطن بمعانيه ليس هتافات وشعارات تستهلك في الاحتفالات، إنه الحب الذي يدفع الإنسان لتحصين وطنه من الفواحش والمعاصي والمنكرات ، والتصدي لكل ما يخل بأمنه وسلامته ولمن يسعى لإفساد مرافقه العامة وإهدار ثرواته وطاقاته ومكتسباته . إنه الحب الذي يفرض علينا الإسهام الفاعل في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعتُه قولاً كان ذلك أو عملا أو فكراً ، وبذل الغالي والنفيس من أجل رفعته وسموه و تطوره، و الزهد في مصالحنا إذا تعارضت مع مصلحة الوطن ، والمصلحة العامة ، كما ينبغي علينا تشجيع العلم والعلماء وطلبة العلم والبحث العلمي، وتشجيع المشاريع الاقتصادية و التجارية والزراعة الهادفة والصناعات الحديثة حتى نصل إلى التنمية الشاملة ، وعلينا الاهتمام بالنشء والشباب وغرس القيم الإسلامية في نفوسهم .
إخواني في الله : إن كل مواطن يحب وطنه عليه أن يتيقن أنه على ثغر ولن يؤتى وطنه من ثغره، فيتقن في عمله ويتقي الله عز وجل فيه، ويخلص في وظيفته، ويطور من أدائه ، ويتحلى بعلو الهمة ، وتحمل المسؤولية، فيحارب الغش والواسطة والرشاوى والعصبيات و النعرات التي تهدم الوطن ،وأي مواطنة تلك التي تكرس المحسوبيات، وتستغل النفوذ، وتتساهل في المال العام
وإلا فكيف يحب وطنه من يخالف أنظمته وقوانينه ؟! ويسيء إليه في الداخل أو الخارج؟! ويتعدى على حرية وأرواح الآخرين ؟! فكلنا سفراء لهذا الوطن. وهل من الوطنية إغراق الوطن بالفسق والفجور والرذائل بحجة الاحتفالات أو التنشيط السياحي وانتعاش الاقتصاد ؟! فلا أمن للوطن بدون الإيمان الصادق ، ولا عزة للوطن بغير الإسلام . قال عمر بن الخطاب y عندما فتح القدس : [ نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله ] .
إن اليوم الوطني هو مناسبة للتعبير عن شيء بسيط من حبنا لهذا الوطن، إنها فرصة لنجدد الهوية الوطنية والانتماء الوطني ، فلا ينبغي علينا أن نَحْصِرُ حب الوطن في الاحتفال، أو بتعليق الأعلام على الجدران وعلى السيارات، والخروج في مسيرات ، ورش الرغوة على السيارات ومن يقف على الطرقات. فاليوم الوطني هو مناسبة تذكرنا بأن الوطن هو الأسرة الواحدة الكبيرة، التي يعيش أفرادها في بيت كبير ، وكل واحد منا هو لبنة من لبنات هذا البيت ، يسعى لإعلاء بنيانه ونحميه بالإيمان والعلم والأخلاق الفاضلة، يتعاون فيه الجميع، والكل يعمل على النصح لأهله ، وتوثيق روابط الحب والألفة بينهم، والإحسان إليهم ، بعيداً عن مصادر الخلاف وشق الصفوف والنزاع، ويحب بعضنا بعضاً ، ويحسن بعضنا الظن بالآخرين، ويتدارك زلاتهم ، ويحب كل واحد منا لأخيه ما يحب لنفسه ، و نراعي حقوق بعضنا، ونجتنب الظلم ، فإلهنا واحد، وديننا واحد ، ونبينا واحد ، ووطننا واحد ، وهمنا واحد ، وأملنا واحد ، ومستقبلنا واحد .
واعلموا رعاكم الله أن الإنسان مهما بعد عن وطنه فإن حنين الرجوع إليه يبقى معلقاً في ذاكرته لا يفارقه، من أجل هذه الفطرة ، بشّر الله تعالى نبيه r وهوّن عليه لوعته بفراق مكة ، وأنزل عليه قوله تعالى :) إن الذي فرض عليك القرآن لرادّكَ إلى معاد ( قال ابن عباس رضي الله عنهما أي إلى مكة .
واعلموا حفظكم الله أنه لا تعارض بين الولاء للعقيدة والولاء للوطن ، ولا تناقض بين أن نعتز بأننا مسلمون، وبين أن نقدس الوطن الذي نعيش فيه ،فالعقيدة والدين فوق كل مقارنة ، فإذا كان حب الوطن نابع من عقيدة سليمة تصبح التضحية بالدم والمال والأهل واجباً شرعياً علينا ، فحياتنا لا قيمة لها بدون وطن ، هذا الوطن الذي خدم الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض ، وكرم الإنسان الذي يعيش فيه وأمّنه على حقوقه، وماله وعرضه ، حتى أصبحت كرامة الإنسان وحقوقه هي كرامة و حقوق وطنه، وأن آماله هي آمال وطنه .
إخواني في الله : اعلموا أننا جميعاً في هذه الدنيا غرباء،وأن هذه الغربة سرعان ما تنقضي ونرجع إلى وطننا الأول. الذي أعدّه الله سبحانه وتعالى لنا قبل أن يخلقنا. إنه وطننا الحقيقي والأبدي إنه الجنة التي خلق فيها أبونا آدم وأمنا حواء، ومنها هبطا، ونحن ذريتهم، نَحِنُّ إلى وطننا الحقيقي. وقد أُمرنا بالتجهيز والعمل الجاد للعودة إلى دارنا ، دار الخلد والنعيم ، دار القرار.. ( فهل من مشمّر لها ؟ ) ، إن ثمن الدخول إليها يسير، فما عليك إلا أن تتقي الله عز وجل وأن يكون هواك تبعاً لما أرسل به نبيك محمد r .
وفي الختام ندعوا الله العلي القدير أن يحمي بلدنا وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه ..... آمين يا رب العالمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|
ديالا
الجنس :
عدد المساهمات : 41
العمر : 45
| رد: * حب الوطن من الفطرة |
| سورية الله حاميها ونحن نعشق سورية ونحب اسدنا المغوار | |
|
ست الحباايب
الجنس :
عدد المساهمات : 1355
العمر : 69
| رد: * حب الوطن من الفطرة |
| ايه والله صدقت حب الوطن با الفطره اللهم احمي سوريا واهلها اشتياقي لها كبير وحبي لها عظيم رائعه من روائع الكغ | |
|
حنين
الجنس :
عدد المساهمات : 8287
العمر : 38
| رد: * حب الوطن من الفطرة |
| وطني حبيبي أغلى من روحي ربي يديم الأمن ولاأمان على سوريا الحبيبه وأهلها وقائدها
ربي يحميك ياسوريا الف شكر الك ياكنغ بعشق سوريا
| |
|