ربما أنك لاحظت أنه يتردد في الآونة الأخيرة مصطلحات عديدة ومختلفة تسمعها من وسائل الإعلام المختلفة. مثل العودة إلى المربع الأول أو منطق العصا والجزرة أو غيرها من المصطلحات الاجتماعية أو السياسية أوحتى الاقتصادية. هذه المصطلحات قد تمر عليك وعلى الكثير غيرك مرورالكرام على الرغم من خطورة دلالاتها المعرفية.
ولنأخذ مصطلح الشرق الأوسط كمثال على ذلك. هذا المصطلح الذي تسمعه ونسمعه معك كل يوم مرات كثيرة ولكن القليل منا يعرف معناه.هذا المصطلح الذي يصف موقعًا جغرافيًا يقع بين الشرق الأدنى لموقع آخر و بين شرقه الأبعد وهنا ينشأالسؤال التالي: هذاالشرق الأوسط بالنسبة لمن؟ أو أين يقع بالضبط على الخريطة؟
إن مصطلح الشرق الأوسط يعبر عن موقع جغرافي يضم دولاً مثل باكستان وتركيا والدول العربية بالنسبة لموقع جغرافي مرجعي ألا وهو أوربا أو بريطانيا تحديدًا لأن هذا المصطلح خرج من مكاتب وزارة خارجيتها أيام كانت تحتل أغلب الدول في أسيا وأفريقيا وكان اسمها بريطانيا العظمى.
ولعل هذا الأمر حرك في رأسك الكثير كما فعل بي من قبل ولعلك تتساءل ما الذي يجعلنا نتقبل هذا المصطلح الذي يجعل بلداً مثل بريطانيا صغيرًا في حجمه لم يعرف لها حضارة إلا من عدة قرون من الزمن نقطة مرجعية لمنطقة أصيلة نزلت فيها جل الرسالات السماوية وهي مهد الحضارات الإنسانيةالأول؟!