منذ أن اختفت المطربة السعودية عتاب عن الساحة الفنية قبل أكثر من اثني عشر عاماً كمطربة وتوفيت لاحقاً في العام 2007، لم يقدم البلد الذي يملك أكبر شركة إنتاج فني في الوطن العربي "روتانا" أي مطربة للساحة الفنية، حتى ظهرت المغنية داليا مبارك بفيديو كليب حمل عنوان "من الآخر" أصدرته المغنية السعودية قبل أيام قليلة.
وفي الفرق بين التجربتين، حققت المطربة عتاب انتشاراً واسعاً بأغانيها خلال الفترة ما بين عامي 1968 و2003، حيث حققت صاحبة أغنية "اني الأسمر جاني" شهرة عربية واسعة بخاصة في العاصمة المصرية القاهرة، وكانت واحدة من أشهر مغنيات الأفراح والمناسبات السعيدة في المجتمع السعودي، حيث ساهم الفنان طلال مداح بدعمها فنياً بخاصة بعد استقرارها في القاهرة، وهناك تعاونت مع شعراء وملحنين كبار في عالم الأغنية العربية مثل الشعراء فائق عبد الجليل وعبد اللطيف البناي ويوسف ناصر والشاعر الحضرمي الكبير حسين المحضار والأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن والأمير خالد بن يزيد وصالح جلال والشاعرة ثريا قابل، فضلا عن الفنان طلال مداح والفنان الكبير طارق عبد الحكيم والملحن محمد شفيق والفنان فوزي محسون والفنان الدكتور عبدالرب ادريس والموسيقار سراج عمر والفنان سلامة العبدالله وفهد بن سعيد والملحن الكويتي يوسف المهنا.
أما داليا مبارك، فهي ابنة 24 عاماً، دخلت الفن بدعم من عائلتها، فهي تجيد الغناء بالإنجليزية عدا العربية، وكانت تحظى برعاية من والدها الذي قدمها في أوبريت "سند الخير" وهي في الرابعة عشرة من العمر، حيث لمعت فكرة الغناء في مخيلتها، واستطاعت الترشح لأن تكون ضمن المواهب المشاركة في أول مواسم برنامج اكتشاف المواهب "أربز غوت تالينت"، لكن وفاة والدها لاحقاً، حرمها من الذهاب إلى بيروت، فقررت بعد سنوات أن تتعلم أصول الموسيقى في أحد المعاهد المتخصصة في إمارة دبي.
في نهاية العام 2014، أطلقت داليا عبر موقع "يوتيوب" أغنية "قلبت الطاولة" من كلمات وشم وألحان فايز السعيد وتوزيع موسيقي: زيد عادل وإشراف عام محمد درويش الزرعوني، كبالون اختبار للساحة الفنية، فحققت نسبة استماع وصلت حتى اليوم لخمسة ملايين مرة، واليوم تطل مجدداً بعد عام كامل في أغنية جديدة، بعنوان "من الآخر" من كلمات: أحمد الصانع وألحان: فايز السعيد وتوزيع موسيقي زيد عادل وإشراف عام محمد درويش الزرعوني، وهذه المرة عبر كليب غنائي من إنتاج "روتانا"، وحقق الكليب مائة ألف مشاهدة في أول أسبوع عرض له.
وفي كليب الأغنية، تعتمد داليا على مشاهد لها وحدها، متكئة على فكرة المخرج بالتركيز على وجهها، للمساهمة في ايصال صورتها مع صوتها إلى الجمهور العربي، للتعرف على أول مطربة سعودية تقدم أغنياتها من إنتاج روتانا، وتظهر داليا في الكليب مثل أي شابة في عمرها تحب الحياة والمرح، غير مبالية بالقيود التي تحيط بمجتمعها، ويذكر لوك ومظهر داليا مبارك في الكليب بالمطربة العالمية بيونسيه.