فائدة تدبيريه
يقول تعالى:
(سبح لله ما في السموات والأرض) ومرة يقول
(سبح لله ما في السموات وما في الأرض)
فهل هناك فارق بينهما؟
- كل الآيات بلا استثناء إذا كرر (ما) يعقب الآية بالكلام على أهل الأرض في كل القرآن في آيات التسبيح كلها،
اي إذا قال:
(ما في السموات وما في الأرض)
يعقب الكلام لأهل الأرض
مثلا في سورة الصف
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) لأهل الأرض،
كذلك في سورة الحشر
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ (2)) لأهل الأرض.
- وإذا لم يكرر (ما).
لا يذكر أهل الأرض ولا يعقبها.
وإنما يعقبها بشيء عن نفسه أو شئ آخر؛
مثلا في سورة الحديد :
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2)
لم يتكلم على أهل الأرض.
- إذاً في جميع القرآن : حيث كرر (ما) يعقب الآية بالكلام على أهل الأرض. ولذلك لاحظ في سورة الحشر
أولها قال:
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
كرر (ما) لانه عقب بعدها بأهل الارض،
بينما في نهاية السورة
(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
لم يكرر (ما)
لأنه لم يأت بعدها كلام على أهل الأرض وانتهت السورة.
لذلك نقول القرآن تعبير فني مقصود كل كلمة،
كل تعبير،
كل ذكر،
[لمسات بيانية
د.فاضل السامرائى]