قاعدة العينات العشر للآباء والأمهات المثاليين
مصلح بن زويد العتيبي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛أما بعد
فهذه عشرة أمور تبدأ بحرف العين من اعتنى بها من الآباء والأمهات نجح بإذن الله في أداء أمانة التربية وكانت الثمرة إن شاء الله جيلا مميزا يحقق التميز الإسلامي لأمتنا ؛ وقد سميتها
قاعدة العينات العشر للآباء والأمهات المثاليين ؛ وقد اخترت هذا الاسم تسهيلا لاستذكارها واستخدامها ؛ وهي كالتالي :
الأول / عبّر:
يظن البعض أن كونه أبا أو أما كافيا لإرواء مشاعر الأولاد ؛ وهذا غير صحيح .
تأمل فقط كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعبّر عن حبه للحسن والحسين بتقبيلهما أحيانا وحملهما أحيانا أخرى وذكر محبته لهما في أحيان كثيرة .
فعبّر أنت عن حبك لأولادك بما يشعرهم بحبك لهم ؛
وتجنب بعض التعبيرات التي تسبب لهم الضرر كإهمال مناصحتهم أو متابعتهم أو توجيههم أو تركهم على راحتهم فيما فيه مضرة عليهم في دينهم أو دنياهم .الثاني / علّم
احرص كل الحرص على تعليم أولادك واختيار أفضل الجهات التعليمية لهم .
وقبل دخولهم المدرسة علمهم ما يمكن أن تستقبله أفهامهم ويستوعبه إدراكهم .وأعظم علم تعلمه أولادك علم توحيد الله وإفراده بالعبادة ؛وعلم مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم ووجوب اتباعه ؛وعلم شرائع الإسلام وفقه أحكامه ؛وعلم حقوق المسلمين جميعا .
الثالث / عوّد:
الإنسان يعيش حياته كاملة كما تعود أن يعيش عليها في بداياتها .
فمن تعود النشاط كان نشيطا ومن تعود على الكسل كان كسولا .
فعود أولادك على فعل الخير والجد والأجتهاد والنشاط .
وعودهم على تحمل المسئولية والمبادرة وكل فعل جميل وسيعتادون ذلك دائما ؛ وتذكر قول الشاعر :وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
الرابع / عز:
كل ولد من أولادك ذكرا كان أو أنثى يحمل صفات إيجابية تبدأ ملامحها عليه في صغره أو في سن معينة ؛ فإن عرفتها وعززتها كان ذلك سببا لتميزه ونجاحه وإن تركتها وأهملتها ربما أدى ذلك لزوالها واختفائها .
الخامس / عرّض:
هذا منهج نبوي عظيم لا يخفى عليكم يكفي التعريض عند وقوع خطأ معين بدون أن تُحرج المخطيء بين إخوانه وعندما تفعل هذا فتذكر أجر الستر على المسلم ولا تظن أنك لا تنال ذلك في سترك على ولدك .
السادس/ عدّل
يسعى كثير من أولادنا لإسعادنا ب فعل ما نرجو أن يفعلوه من خير أو بتطبيق ما نوجهه لهم من نصح وإرشاد ؛ ولكنهم قد يخطئون في التطبيق .
وهنا يأتي دور التربية الرشيدة فعندما تعلم حسن القصد وخصوصا مع صغر سن الولد فلا تثرب عليه كثيرا بل أرشده إلى كيفية التطبيق الصحيح وعدّل على فعله وبين له الخطأ ،وسيكون ذلك كافيا لتحقيق الجانب المشرق للتربية في هذا الموضع .
السابع / عمّق :
اجعل علاقتك مع أولادك عميقة جداً بحيث يتحدث معك أولادك بما يريدون بدون حرج ولا تردد ؛ كن صديقا لهم .
فبعض الآباء والأمهات يقيمون سدودا بينهم وبين أولادهم ؛ والمربي الناصح من يزيل السدود والعوائق ويمد الجسور والروابط.
لأن أولادك إذا لم يتحدثوا معك تحدثوا مع غيرك وهنا يحدث الخلل العظيم عندما يتحول التوجيه من الموجه الرحيم إلى صاحب جاهل أو زميل منحرف .
الثامن / عوّذ
التعويذ يشمل تعويذهم وتعليمهم الأذكار المشروعة وحثهم على تحصين أنفسهم في كل وقت .
كما أني أشير بالتعويذ هنا إلى الدعاء الدائم لهم مع الحرص على تحري أوقات الإجابة .
وكم كان الدعاء بفضل الله سبب صلاح وحفظ وحماية للأولاد وكم ترك الدعاء بعد فضل الله في عقب إبراهيم الخليل من الأنبياء والمرسلين والصلحاء والمصلحين .
التاسع / عوّض :
قد لا تملك مالا يكفي لإسعاد أولادك ماديا فعوضهم عن ذلك بما تملكه من حسن خلق وقد تكون ضعيفا في جانب معين من جوانب التربية قويا في جانب آخر فعوضهم بالجانب القوي عن الجانب الضعيف .
وهكذا في كل أمر من أمور التربية مع أولادك .العاشر /
والمقصود بذلك عدم التدقيق في كل الأمور فبعض الأمور حقها التعدية وعدم الوقوف أمامها كثيرا ؛ لأنها لا تستحق كل هذا الاهتمام منا .
والإنسان العاقل الرشيد يقع أحيانا في الأخطاء فلا نلوم هؤلاء الأولاد على خطأ يقعون فيه .
فتجاهل بعض الأخطاء الغير متكررة والتي قد تكون غير مقصودة أيضاً .
والفرق بين التعريض والتعدية أن التعدية عدم الوقوف أمام الخطأ نهائيا وأما التعريض فهو التنبيه على الخطأ بدون ذكر المخطئ .
خاتمة : حمل هم التربية دليل على رجاحة العقل ومن حمل هم التربية صادقا وفقه الله للتربية السليمة .
لن تحقق ربحا أعظم من ولد صالح ولا خسارة أعظم من ولد غير صالح .
فأسأل الله أن يصلح ذرياتنا وذرياتكم وذريات المسلمين جميعا في مشارق الأرض ومغاربها