لا تغضب من كونك تغضب كثيرا! فالغضب شعور إنساني طبيعي نمر به جميعا. ولكن انتبه فالغضب قد يصبح مدمراً لك ولمن حولك إن لم تتم السيطرة عليه في الوقت المناسب.
فقد أوضح د. تشارلز سبيلبيرجر، الطبيب النفسي الأميركي الحاصل على درجة الدكتوراه في دراسة الغضب، أن الغضب هو حالة عاطفية تتدرج مشاعر الشخص فيها من الضيق الطفيف وحتى الغضب والتهيج الشديد، ولكن تختلف طرق الأفراد في التعامل معه.
وحدد سبيلبرجر في دراسة نشرت له على الموقع الرسمي للجمعية الأمريكية للطب النفسي، ثلاثة تكتيكات عادة ما يلجأ الشخص الغاضب للاستعانة بواحدة منها للتعامل مع مشاعره وهي التعبير أوالكبت أو التهدئة، مشيراً إلى أن الأسلوبين الأول والثالث هما الأفضل للصحة النفسية والجسدية، إذ أثبتت الدراسات العلمية والتجارب العملية أن الغضب يخلف مشكلات صحية متعددة تتدرج من الشعور بالصداع والإعياء مرورا بارتفاع ضغط الدم ووصولا إلى أمراض القلب والجلطات الدماغية، فضلاً عن آثاره السلبية على حياة الأفراد في المنزل والعمل وحياتهم الاجتماعية بشكل عام.
وأكد سبيلبرجر أنه يمكن للفرد تجنب كل هذه المشكلات من خلال استراتيجيات بسيطة وسهلة التنفيذ للسيطرة على الغضب والتخلص من التوتر والضغط العصبي، ومنها:
1- الاسترخاء: هناك طرق عديدة للاسترخاء عند الشعور بالغضب، من أشهرها، التنفس بعمق، والتفكير في أشياء تبعث على الاسترخاء، أو ترديد كلمات وعبارات تفيد الاسترخاء مثل "إهدأ" أو "هون على نفسك" أو غيرها.
2- إعادة التفكير: فالغضب يرتبط دوما بأفكار تتعلق بمشاعر سلبية، لذا قد تفيد محاولة الابتعاد عنها والتفكير بأخرى إيجابية وبطريقة بناءة، حيث تذكر نفسك بأن الغضب لن يحل المشكلة، وأن الأزمة في حد ذاتها لا تمثل نهاية العالم.
3- حل المشكلات: ينتج الغضب في الكثير من الأحيان بسبب مشكلات لم تحل بعد، وفي هذه الحالة يكون من المفيد وضع خطة لحل هذه المشكلات والتعامل معها بدلاً من تجاهلها.
4- التواصل بشكل أفضل: وذلك عن طريق الانصات جيدا للطرف الآخر، والتفكير الهادئ قبل التفوه بأي كلمة.
5- استخدام روح الدعابة: إذ يمكنك تخيل الموقف الذي يغضبك في صورة كارتونية، أو وضعه في إطار كوميدي، للحد من شعورك بالغضب.
6- تغيير الأجواء المحيطة: ففي بعض الأحيان تكون الأجواء المحيطة بنا هي المحفزة على الغضب، لذا قد يفيدك الحصول على فسحة من الوقت لنفسك بعيدا عن الأجواء الروتينية.
7- إرجاء النقاش: حينما لا تجد نفسك مستعدا تماما لخوض نقاش بناء حول ما يغضبك، اطلب من الطرف الآخر إرجاء الحوار إلى وقت لاحق.
8- التجاهل: فبعض المواقف المثيرة للتوتر والغضب يكون من الأفضل تجاهلها أحيانا، مثل الفوضى أو الضوضاء التي يحدثها الأبناء.
9- إيجاد بدائل: إذا كان هناك شيء أو موقف ما يغضبك بشكل يومي أو مستمر، حاول البحث عن بدائل له، كالعمل في مكان هادئ بدلا من العمل من المنزل أو في مكان صاخب.
10- لا تقسو على نفسك: قد تتمكن بعد التخلص من غضبك من مسامحة من أغضبك، ولكن إن تم ذلك دون اقتناع، قد ينتج عنه ردة فعل عكسية، ويقود إلى الشعور بالظلم وبالتالي المزيد من الغضب.