ابراهيم تايحي
الجنس :
عدد المساهمات : 974
العمر : 72
| ما أحنّ كبد الأم وما أقسى قلب الوالدة.. |
| ما أحنّ كبد الأم وما أقسى قلب الوالدة..
رجل غني تزوج امرأة فقيرة ’ حتما سيكون لون المولود- بغض النظر عن الجنس- بين أسود فاتح وأبيض تشوبه حمرة ’ أو بعبارة أدق أسمر بهي السمرة
........................................Métis أو بلغة الغرب
لا علينا إنه نفس بشرية مع تسجيل حرمانه من الحقوق الأبوية ’ إلى جانب تحريم إرضاع والدته له ’ مما استدعى كبدا آخر بدل القلب المُتحجر..... امرأة أتى بها ريح الجنوب ’ تميزت بكبد وحنان’ وقلب ملأه الإيمان ..إنها هبة من الرحمن لهذا الرضيع الجوعان....
ما أحنّ كبد الأم وما أقسى قلب الوالدة...
تبنته بعد ما أرضعته حليب الأمومة .. لفته بقطع من قماش مهلهل لا تملك غيره ليال طوال خاصمت النوم ترجو تحقيق الحلم ’ ’ سهرت بجانبه تمسح وجنتيه مما سال عليهما من عينيه ’ تمرر راحة يدها على صدره فيسكن ويهدأ بينما هي تتفقد خفقان قلبه ’ وحين تستشعر برغبته للنوم كثيرا ما كانت تطبع على جبينه قبلة هي أصدق من الصدق نفسه ’ وأملس من الحرير ذاته ..
ومرت الأعوام والسنين تترى وإذا بالأسمر رجل كامل الرجولة ..
شرب من أبار العلم الشرعي والوضعي ما شاء الله له ..وكان يغدو ويروح دون أن ينسي أو يتناسى أمه في كل صغيرة وكبيرة مما تشتهي نفسها
وذات ليلة طرق طارق لم يكن في الحسبان أبدا ... أين أمي ؟ مالي لا أرى لها أثرا ولا أسمع لها حسا ؟’ نادى عليها وفتش كل زوايا وأرجاء البيت وما أحاط به
أمـــــــــــــــــــــــــــاه...أمـــــــــــــــــــــــــــــاه أين أنت أمــــــــــــــاه...
أرجوك ردي عليّ؟ ’ أتوسل إليك أنا صغيرك الذي لا زال بحاجة إليك ...
أمــــــــــــــــــــــــــاه ما قيمة الحياة دونك وبعدك..؟
أمضى ليله ينادي حتى أنبلج الفجر بصبحه ..توضأ فصلى ’ وفي سجوده دعا الأجل الأعلى : رضاك رب ’ أعدها لي ’ هي أمي وأنا ابنها ’ لا أطلب إلا هذا يا رب ..لعل..لعل.. لعل.
إبراهيم تايحي | |
|
حنين
الجنس :
عدد المساهمات : 8287
العمر : 38
| رد: ما أحنّ كبد الأم وما أقسى قلب الوالدة.. |
| اسجل اعجابي بما تكتب الاخ ابراهيم لك كل الود وباقات الياسمين | |
|