اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.
أيها الكرام : لقد قرن الله تعالى الكذب بعبادة الأوثان فقال :{فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور }[الحج:30]. فهل بعد ذلك سبيل إلى أن يتخذ المؤمن الكذب مطية لسلوكه أو منهجا لحياته.لقد كان الكفار في كفرهم وجاهليتهم لا يمتطون الكذب ولا يتخذونه منهجا لحياتهم أو بلوغ مآربهم، فهذا أبو سفيان ذهب قبل أن يسلم إلى الشام فلما سمع به هرقل ملك الروم بعث إليه ليسأله عن النبي فقال أبو سفيان: فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه أو عليه.
أيها الأحبة : إن بعض الناس يكذب ليضحك به القوم وقد جاء في الحديث: ((ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له)) رواه الترمذي وأبو داوود. وإن بعض الناس يكذب على الصبيان لأنهم لا يوجهون إليه النقد، ولكنه في الحقيقة أوقع نفسه في الكذب وفتح لهم باب التهاون به والتربي عليه، وعن عبد الله بن عامر أن أمه دعته فقالت: تعال أعطك فقال النبي : ((ما أردت أن تعطيه؟ قالت: تمرا فقال لها رسول الله : أما إنك لو لم تعطه شيئا لكتبت عليك كذبة)) [رواه أبو داود والبيهقي].
أيها الإخوة : إذا كان مظهر الأمة الإسلامية مظهر كذب وتقليد أعمى وأكل مال الغير بغير حق فأين المظهر الإسلامي أرأيت إذا ظهر المسلمون بهذا المظهر أفلا يكونون سببا للتنفير عن دين الإسلام ؟كذب في المقال وخيانة في الأمانة، وغدر في العهد وفجور في الخصومة .فعجبا لأمثال هؤلاء الذين ألبسوا أنفسهم ما تعروا به أمام أعدائهم واتبعوا سبيل الهالكين وابتعدوا عن سبيل الصالحين !!!
ودعواتي وتقديري لكلِّ من تصلهم همساتي .