BASHAR
الجنس :
عدد المساهمات : 3579
العمر : 34
| الزواج الثاني: فضيلة للرجل وعيب على المرأة |
| شرع الله سبحانه وتعالى الزواج أماناً للرجل والمرأة وجعل لكليهما الحق في الزواج مرة ثانية إذا فرق الطلاق أو الموت بين أحدهما وزوجه الأول، لكن عدداً من المجتمعات العربية شرعت منهجاً مغايراً فجرمت الزواج الثاني على المرأة وألزمتها بالعيش وحيدة، فيما تساهلت مع الرجل واعتبرت زواجه الثاني تحصيناً له.. أليست تلك قسمة ضيزى؟!
للمرأة اختبار وللرجل استمرار هكذا شرّعت التقاليد الاجتماعية البالية: لا يجوز إبقاء الرجل عازباً من دون «امرأة»، ويُخاف عليه من الوحدة والكبت الجنسي أو فِعل الحرام. فالزواج برأي مجتمعنا الشرقيّ للرجل استمرارية لحياته، وحال لسان عائلته، كأخته وأمّه، يقول: «لا تستطيع أيّها الرجل أن تقوم بمهام البيت من طبخ وغسيل وترتيب واحتضان ورعاية، خصوصاً في وجود أطفال، لذا فالأم البديلة هي الحل». ولكن ماذا عن المرأة في حال توفي زوجها الأوّل، أو حصل طلاق بينهما؟ الجواب في حالة المرأة يأتي معاكساً: «هذا اختبار من عند الله، وعلى المرأة الصبر والرضا عن قدرها، وتناسي فكرة الزواج من آخر لأنّه «غريب».
الآثار المترتبة على رفض الزواج الثاني: الحرمان من الحق في الزواج الثاني في حد ذاته يحمل من الإثم ما يحمل، لأنه يخالف شرع الله وسننه الكونية، ويتعارض صراحة مع القانون المطبق للأحكام الشرعية في نطاق الأسرة، فكل فرد في المجتمع عليه أن يشجع النكاح المشروع بغض النظر عن ترتيبه طالما أنه يحقق مصلحة مشروعة، ويتم بلا غش أو تدليس، وأما الحاجة إليه فيدركها صاحبها وحده، ولا داعي للضغوط وممارسة سطوة المجتمع على الراغبين في زوج آخر أو زوجة أخرى، كل من ينكر أو يستنكر الزواج الثاني بحجة رفض المجتمع له، أو استناداً إلى ذرائع أخرى مهما كانت يخالف الطبيعية البشرية، ويدفع الناس إلى مخالفة شرع الله تعالى لإرضاء رغباتهم بطرق غير مشروعة أو بأنكحة فاسدة أو مستترة ضررها أكثر من نفعها تعرض الأسرة إلى مخاطر عديدة كانت في غنى عنها إذا عاشت في ظلال نشأة ظاهرة علنية مشروعة ديانة وقضاء، شرعية وقانوناً، إن كل من يفعل ذلك أو يشارك فيه بغير وجه حق يقع في إثم كبير، ويشارك في جرائم عديدة ليس فيها ذرة من مشروعية بسبب مراعاة الناس وكلام الناس، والحق أن مراعاة شرع الله تعالى هو الأولى بالاعتبار، واحترام القوانين والنظم هو الأجدر بالمراعاة مهما كانت التبعات، وليضع كل إنسان نصب عينيه الإثم المترتب على رفضه للزواج الثاني، وليتصور الأثار السيئة بجميع تداعياتها المترتبة على رفضه، والبدائل الضارة بالأسرة والمجتمع لهذا الرفض غير المشروع في شرع الله تعالى والقوانين المنظمة للأسرة في ديار الإسلام، وليفعل الصواب فيناصر النكاح ويرفض السفاح، تقصيدا لأواصر الأسرة، وحماية للمشروعية في المجتمع، والله تعالى من وراء القصد·
حكم الزواج في الإسلام ولما كان الإسلام دين الفطرة، ودين الله الذي أراد عمارة الأرض على هذا النحو فإن الإسلام قد جاء بتحريم التبتل والحث على الزواج لكل قادر عليه ويدل على هذا أحاديث منها: حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: [رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل ولو آذن له لاختصينا]، والتبتل هو الانقطاع عن الزواج عبادة وتدينا وتقربا إلى الله سبحانه وتعالى بالصبر على ذلك والبعد عما في الزواج من متعة وأشغال ابتغاء رضوان الله سبحانه وتعالى، ومعنى هذا أن هذه العبادة غير مشروعة في الإسلام. بل قد جاء حديث آخر يبين أنها مخالفة لسنة الإسلام وهديه وهو الحديث الآتي: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن ثلاثة نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: أصلي ولا أنام، وقال بعضهم: أصوم ولا أفطر، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: [ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأتزوج النساء. فمن رغب عن سنتي فليس مني] (متفق عليه). وهذا صريح في أن هذه الشريعة أعني التبتل والرهبانية ليست من دين محمد صلى الله عليه وسلم في شيء. | |
|
جامعة الكل
الجنس :
عدد المساهمات : 20616
العمر : 59
| رد: الزواج الثاني: فضيلة للرجل وعيب على المرأة |
| جزاك الله كل خير وجعله بموازين حسناتك بورك فيك وأثابك جنان الفردوس | |
|