-
”حدثونِي عن الجنّة فقالو:
في الجنّة أهلٌ لا يفقدوا، وأحبة لا يرحلوا
وأصدقاء لا يغيبوا.
في الجنّة؛ نعيّم لا يدركه الخيال، وسعادةٌ لا تعرف الزوال، وأحلام لا تعرف الُمحال.
في الجنّة،
ليس ثمّة عقاربٌ للساعة؛ فالزمن قد توقف،
وسيكون الخلود إلى مالا نهاية..
بقاءٌ سرمدِي في نعيمٍ مقيم!
في الجنّة ..
حُزنٌ راحِل، وهمٌ زائِل، ضيقٌ مُتبدل، فَرح متزلزل وعمرٌ طويل المدى.
في الجنّة؛
لا تعب، لا مرض، لا شقاء، لا أنين، لا حنين،
لا انتظار للسنين. فقط سلامة، وسعادة، وعبادة.
قُصورها ذهبٌ والمسكُ طينتُها
والزعفرانُ حشيشٌ نابتٌ فيها،
أنهارُها لبنٌ مصفى ومن عسلٍ
والخمرُ يجري رحيقًا في مجاريها
في الجنّة فقط:
فوق ما نحلم، فوق ما نأمل، فوق ما نتخيّل..
في الجنّة فقط:
عينٌ لا تدمع، قلبٌ لا يألم، جسدٌ لا يفنى، فرحةٌ لا تبلى..
يقول ابن عباس: يرسل الله ريحًا في الجنّة فتهز أوتار أشجار الجنّة، فتتعازفُ أوراق الأشجار مع العيدان عند الغوانِي، فـ يسمع أهل الجنّة غناءً ما سمعوا بمثله. [وهذا لمن ترك غناء الدُنيا!]
في الجنّة؛
سنضحك كثيًرا، وننسى شكل التعب..
سنترك الوجع جانبًا، سنفرحُ أضعاف فرح الدُنيَا
فرح من نوعٍ خاص، أبديّ .. لا نهاية له!
الجنّة..
فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلبِ بشر ..
الجنّةُ شجانِي حبها حتى بكيتُ
وفي قلبِي لها شوقًا بنيتُ،
فقالت: هل سعيت لكِي ترانِي؟
فقلت: أنا لغيركِ ما سعيّت ..“
جمعنَا الله وإياكم ومن نحبّ فيها على سُررٍ متقابليّن