هـــــاتفي عقيــــــم لم يــــرن...
... وقد وُجد القلم بعد أحقاب مرت بها أمم...ثم كُبّ في سبات دائم
وحين أستفاق رأى كثيرا من الناس به لم تعد تهتم..
من قبل كانوا يتعلمون كيف يكتبون , ولما ميزوا بين الحرف والكلم
امتلأت رقعة العالم ..
كان عليهم أن يرتدوا درع الصبر والإنتظار حتى يعود إليهم بالجواب الزاجل من الحمام ...., ممن كاتبوا من سكان الأمصار والأقطار
وحبلت المحبرة فوُلِد شيئ عظيم عند العجم , هم سموه هاتفا.. نقالا.. محمول أو أرضا ثابتا, وكنت من بين المحظوظين فكان لي هاتف , أخذ مني الوقت جله إن لم أقل كله, ظننت أني به سعيد , فأحترمته وحرصت عليه حرص الوالدة على رضيعها , أتخذته رفيقا في البر والبحر , في الظلام والضياء , في السراء والضراء..
كبُر معي لأنه هو الآخر لا يبتغي أحدا من البشر أن يقربه ..أن يلمسه ويمسه...
بيد أن من الناس من رأوا مني ومنه ما اعتقدوه سوءا, فحل بهم سوء الظن,وحطت بكلكلها عليهم الغيرة والبغضاء والحسد . وحفاظا عليه
رحت أهجره.. أقاطعه.. أضربه, بل واستبدله أحيانا, حتى ظن من حولي أني تخلصت منه , إنه بمثابه العدو اللدود والخصم الصلب العنيد في مخيلاتهم.. غير أنهم تناسوا أنني أحتفظ بقلبه وفؤادة وكبده وكل جوارحه
في السويداء التي لا يطلع عليها أحد من البشر إلا رب البشر ...
واليوم ما بك أيها العزيز؟ لما أراك عقيما عاقرا؟ أين زهوك و بهاؤك
أين هو منك ذاك النغم ,وقد عودتني.. دربتني.. وطّنتني عليه ؟
وحاجتي منك.. إليك أن ترن..أن ترن...أن ترن.
كفى وكفاني رنين وأنين الآخرين ..
حسبي ما لحق بي منهم. هم يقولون : صدورنا متسعة بيضاء , وأنا أقول: صدرها ضيق لا يتسع إلا لإثنين ..
وأبقى على حافة الوادي أنتظر أمر رب العالمين , فإذا حل أجلي وأُدخلت رمسي , أقول أللهم أنت وحدك تعلم أني لصادق وللعهد موثق ...
تعبت حتى خاصمني التعب سئمت حتى كرهني النصب....
أللهم الساعة أقم ....؟
إبراهيم تايحي