فتشت عن رسمك ما ذكر لي أحد اسمك...
إن كنت أنا رجلا ما أنا عن فرسي بمترجل....
وإن كنتِ أنت امرأة حرة ,لا داعي لقطع حبل العهد والمسرة...؟
غدا ينبئك خبير من أنا ومن أكون؟ اما اليوم كونك ترينني قزما , لعمرك الأقزام يوما تتعملق , ولكن ...؟ نعتيني وصفا بأقل من قامتي , ما كان ذاك إلا إحدى الثلاث
*- إما فرد فريد بذاك النعت تفرد
*- وإما ثاني إثنين , أنتِ وأنا أضر بهما الوجد
*- وإما نحن الثلاثة نحلم وعلى فراش الوهم نتقد...
جستُ بين الديار سائلا أهلها هل لديكم من أخبارعن أم كانت هنا ساكنة تسبح الواحد القهار , راكعة ساجدة , تصوم يومها, وليلها ملأته ذكرا واستغفارا.... لم يعرني منهم من أحد لا السمع ولا الإبصار...
فتشت عن رسمك ما ذكر لي أحد اسمك...
بحثت في زوايا الكون عن سر الإختفاء.... فما ألفيت إلا رمادا من ذكريات كانت وقت الصفاء...
بابا طرقت ..وآخرا فتحت...بيتا عنه سألت... خيمة فيها تربيت .. ما تأوب طيفك ..أين أنت يا شقيقة الأقمار... وعكة بي من شدة الضراء...
أماه أين فرسي وأين أخفيت عني قوسي ؟
ألآ ردي علي أماه إني مكلمك بأدب وهمس؟
[ القربة ] لا ماء بداخلها والنهر جفت روافده مذ سنوات وقبل الأمس
السماء وجهها ملتهب , وقدماي تحت جمر ولهب , إني دنوت من رمسي
ترينني أشق طريقي قبل زقزقة العصافير.. أخض وأمخض عقلي لعلني أدرك أثر السير .. لعلي استأنس بمربض البعير. فما وجدت من الجن أحدا ولا من إنس .. فإلى أين أنا سائر ؟ إلى أين أنا سائر...؟رحمتك يا رب الناس...
كنتُ وسأبقى وفيا لباديتي ..مرضعتي. مربيتي .. صانعة رجولتي.....
وذات يوم حل بديارنا مخلوق غاب عني وصفه ..أهو من البشر .. من التراب وعلى الأرض استقر ؟ لا بل إنه أتى من وراء البحر..
ضمني إليه ضما حتى إختلفت ضلوعي , ومن زفيررئتيه سكر عقلي فاختنقت فسالت على وجنتي من العينين دموعي ....
من عينيه يتطاير الأحمر من الشرر و بشدقيه خاطبني : أنتَ لست من البشر؟ ألك قلب مثلي؟ أفيك كما في من كبد ؟ إياك أخاطب فأرفع البصر..؟
ثم رمي بي بعيدا صوب مجرى النهر , وما كان فراشي إلا الصلد من الصخر..
جمعت شتات أفكاري بعد هذا الأمر , واستعرت من أجداد أجدادي جرأة العرب, حيث الحسب والنسب .. الأصالة والأصول , وصدق ماهية الحب
ولكن...؟؟؟.
هيهات ما بزغت شمسي , لقد رحل وأختفى نور القمر , لا حكمة ولا تبصر .كل تلاشى وتناثر ...
عدت لخيمتي أجر ذيول الخيبة , هشمت الأكواب والأقداح ,..أعلنت الحداد ورفعت راية الأتراح , فيا أسفي ويا حسرتي على تلك الأيام, أيام الأفراح.. لا طعم لك أيتها الحياة بعد, فكل حلو مضى وراح...
تعاقبت الليالي فاشتدت حيرة بالي , يا قلب ما هذا بسؤال..؟
اللهم رب بك آمنت , فسدد خطاي وأزل عني همي .حقق حلمي يا رحيم
يا فالق الحب والنوى , يا عالم السر والنجوى .صدني عن سوء الهوى
وخذ بيدي يا منزل المن والسلوى.
وكأن وعد الموعود مني بان واقترب .. ذهب ليلي . هزل ويلي. تجلى صبحه بصباح , حي على الصلاة حي على الفلاح
إبراهيم تايحي