قصر بلقيس ملكة سبأ التي ورد ذكرها في القرأن الكريم
دولة سبأ (الألف الأول قبل الميلاد)
سبأ هي أكبر وأهم تكوين سياسي خلال العصر السبئي الاول، وتمثل عمود التاريخ اليمني القديم من خلال ما ورد من نقوش المسند على الالواح الحجرية .. عرفت اللغة القديمة لبلاد العرب الجنوبية وعرفت قائمة حكام دولة سبأ كما عرفت ألقابهم في الفترة الاولى بلقب "المكرب" ثم لقب الملك خلال الفترة الثانية من العصر السبئي الاول.
اتخذت من صرواح عاصمة لهاوهي أشهر مدينة يمنية قديمة.
تؤكد الدراسات واعمال التنقيب في مواقع أثرية عديدة في أحد السدود القديمة التي سبقت سد مأرب العظيم وفي معبد "بران" المعروف بعرش بلقيس أن تاريخ سبأ يرجح أن يعود إلى مطلع الألف الأول قبل الميلاد، وهذا يتفق مع ما ورد في التوراة عن زيارة ملكة سبأ للنبي سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد. ويؤكد حدوثها ما ورد حول الزيارة في سورة النمل من القرآن الكريم .
وعلى مدى ثلاثة آلاف عام حفظ التاريخ العديد من شواهد الرقي الحضاري والمجد السبئي التي أصبحت رموزاً تاريخية، ومنها سد مأرب ومعبد الشمس وعرش بلقيس.
ويمثل سد مأرب ذروة الحضارة اليمنية في محال هندسة السدود وأنظمة الري في العالم القديم والشواهد الباقية من صد في السد العظيم والمعابد في صرواح ومعابد آوام وبران وعثر. بالاضافة إلى المعابد المطمورة داخل مدينة مأرب وما تحتويه من الاعمدة الحجرية الضخمة المهندمة وأساليب العمارة السبئية في أسوار معبد آوام وصرواح وما يتخللها من زخارف.
* سد مأرب العظيم
أشهر الأثار اليمنية القديمة ويعود تاريخ بناءه كما ورد في النقوش المسندية إلى القرن الثامن قبل الميلاد، ويبعد 8 كم جنوب غرب مركز محافظة مأرب. وكان أرتفاعه 35م وطول حجم السد 720م وسمكة عند القاعدة 60م وكانت أساساته من الاحجار الضخمة وفوقها جدار ترابي مملط بالحجارة والحصى من الجانبين وغطى سطح الجدار الخارجي بأحجار بركانية غير مهذبة .
وعند طرف جسم السد يقع الصدفان "فتحتان" كان يخرج منهما الماء إلى شبكات وقنوات الري ولا تزال جدران الصدفين قائمة كما وصفها "لسان اليمن الهمداني" قبل أكثر من ألف عام ، وقد تركزت عبقرية نظام الري في مأرب القديم على تجميع مياه وديان كثيرة وحجزها لرفع منسوب المياه بهدف ري أكبر مساحات ممكنة من أرض الجنتين وفق نظام هندسية دقيق.
ولسد مأرب العديد من الآثار الملحقة منها:
- سد الجقببة : يعود تاريخه إلى العصر السبئي الأول ويعتبر سد تحويلي لما يفيض من مياه السد العظيم.
- السد التحويلي "المنشأة": وقد بني السد ما بين 2000-1000 سنة قبل بناء سد مأرب العظيم . وبني بالحجارة بأسلوب مقاوم للسيول وربط الاحجار بمادة الرصاص.
- البئر السبئية وتقع في الجهة اليمنى من الطريق المؤدي إلى السد.
* محرم بلقيس
يعتبر أكبر المعابد السبئية وأهمها ويرجع تاريخ بناؤه إلى القرن 8 ق.م وفقاً لما ورد في النقوش المسندية القديمة وسمي معبد أوام أو معبد الشمس".
وقد كرس لعبادة القمر "الأب" والشمس الأم و"الزهراء" ويشبه من حيث الشكل، الكلية، يبلغ محوره الطولي 94م والمحور القصير 82.3م سمك السور 3.90م ارتفاع السور 9م . وسور المعبد حجري مزخرف بإفريز علوي يعتبر نموذجاً للزخرفة السبئية على الجدران الخارجية.
* عرش بلقيس "معبد بران"
عرفته النقوش القديمة بانه بيت الآلهة المقه "القمر" .. ومر المعبد بمرحلتين الاولى من الألف الثاني قبل الميلاد حتى بداية الألف الأول قبل الميلاد والمرحلة الثانية تبدأ من 850 ق. م حتى نهاية الدولة السبئية.
المعبد عبارة عن بناء مربع الشكل له ساحة مكشوفة يتوسط الساحة البئر المقدس مع ملحقاته. وتطوق الساحة المكشوفة جدران من الجهات الثلاث الجنوبية والغربية والشمالية كما يوجد صف من الكراسي المرمرية الثابتة في الجهة الغربية منها .
وكان يوجد في الساحة الخلفية لقدس الاقداس تمثال للثور المقدس محمول على ست أرجل بطول 4م وتقف الاعمدة على قواعد حجرية ثابتة ويزن العمود الواحد 17 طن و360 كيلو جرام وطوله 12 م وسمكه 80 سم من جهتي الشمال والجنوب و60 سم من الجهة الشرقية والغربية.
* معبد الآلهة "القمر"
يقوم معبد الآلهة "القمر" سيد الوعول، فوق تل طبيعي يرتفع 15م تقريباً من قاع سطح الوادي ولا يزال الجزء الشرقي من المعبد قائماً بشكل نصف دائري يصل ارتفاعه إلى 7 م، ويرجع بناءه إلى العصر السبئي الأول "عصر المكاربة"، ومبني بالحجر المهذب المصقول وشيد بطريقة تفريغ الهواء وله مدخل من الناحية الجنوبية، ويتصل بالجدار الغربي أربعة أعمدة تمثل قدس الأقداس للمعبد، وبجانب الجدار من الداخل توجد مائدة حجرية مستطيلة الشكل تحيط بها مقاعد حجرية ويقع المعبد غرب محافظة مأرب بمقدار 37كم والتي تبعد 120 شرق العاصمة صنعاء.
البئر المقدسة وتقع على بعد 30 متر من معبد سيد الوعول باتجاه الشمال.
* خربة سعود "كتال القديمة"
وهي آخر المدن السبئية المجاورة للمدن المعينية وتتربع فوق تل مرتفع من سطح الوادي، مربعة الشكل يقدر طول كل جانب من جوانبها بـ(270)م، يحيط بها سور دفاعي يمثل نموذجاً للتحصينات الدفاعية للمدن، ويوجد بها بقايا أعمدة معبد وكانت المدينة تتعرض لهجمات المعينين بين الحين والآخر، وتعد احدى الواقع الاثرية الهامة في منطقة صرواح.
__________________
لااله الا الله