إنها لعين حمئة تهفو...
لولا الليل ما عرفنا النهار....ولولا اليمين ما أنكرنا اليسار...
كنت ولزمن قريب أخال نفسي أنني الفارس الذي لا يشق له غبار...
بيد أن الحيات وإن لانت ملامسها. من أنيابها تسيل أودية وأنهار....
يا هذا ..؟ ويا تلك...؟ لعمرك كانت عذبة مياه البحار....
حين ألمَّت بي صروف الدهر , زاد الخناق ضيقا حول عنقي فلم أجد وسيلة مريحة إلا الفرار أو الإنتحار.......
وعجزت مرة أخرى عجز الكسيح القاعد عن الأولى , وأماعن الثانية فخشيت أن أكون من الكفار , فرحت أكتفي بالدعاء والإستغفار...
رب إفتح بيني وبين قومي , أنت ربي ومالكي وإلهي طهرني من هذا الصديد وانزع من صدري هذا المسمار....؟
وكلّت يداي , وجف حلقي , وحيد أنا في هذه القفار...
فمالي ومال قومي أحمل لهم ثمارا فيبيتونني على جمر وكي بنار..؟
ملني الصبر وأنا به متشبث .... هجرني الصحب من الأخيار...
تراني دوما أرنو لمتسع من ضيق فأُقذف كل حين بأحجار...
أنظر..؟ أنظر مغيب الشمس يا شرق...؟
إنها لعين حمئة تهفو , هذا قول الحق...
فأين أجد الحق بينكم ؟ وأين هو جوهر الصدق...؟
وحتى ثيابي حسبتموها عدا ؟ ألآ أيها الزمن بي أرفق..؟
ألآ ترحموا مخضرما ؟ ألآ ترفعوا أياديكم فقد أوجعتموني ألما...؟
أليس من بينكم من بي يرحم و يشفق...؟
هيا اطرحوا طلباتكم فإني ولما تطليون لموافق ...؟
دعوني فقط أستريح ..دعوني ألعق رحيق كبدي ؟ دعوني أصارع الريح؟
ليس الليل بسرمدي ولكن أراه بجيوشه علي قد أطبق..
ألا فأبصروا؟ ألآ فأنظروا هل رأيتم خيرا وقت الشفق...؟
إن كنتم علمتم فأنا لا وكلا إني سئمت التملق.....
إن كنتم حقا أحرار فكوا أصفادي و حطموا قيودي؟ لكن لا تسألوني ..؟
إني باق على عهودي ووعودي
يا بديع السموات ويا منزل الآيات ارحم عبدك قبل الممات
وتجاوز عما فات..؟
إني حتما عليك مقبل , فأنر قلبي ونق حبي من كل الموبقات ...؟
إبراهيم تايحي