إنهــــا شجرة الزيتون يا صاح....
أين منبتها..؟ وما ثمارها..؟ كم عمرها..؟ من المستفيد منها..؟
تساؤلات لم تحبل بها العقول فتنجب الجواب اللائق بها...؟
حيرت عقول دكاترة الجامعات وزد قليلا, وعجز أمامها حماة الطبيعة اليابسة والخضراء وما هو منه كل شيئ حي , وحتى من أدعى أنه صاحب قلم , وما حبر قلمه إلا أجاج من سقم وألم...
عذرا هي لم تشتكي هؤلاء وأولئك , لأنها ببساطة شجرة مباركة
إن سألتني عن الأصل فهي الأصيلة
إن سألتني عن الثبات فهي الثابتة
إن سألتني عن الشموخ فهي الشامخة
إن سألتني عن الآيات فهي آية الآيات
أمَا إن أنت سألتني عن منبتها , هنا أعتذر لا أجيب....؟
امَا لِما لا أجيب..؟ لأني لا زلت أبحث في كل الزوايا المضاءة والمظلمة
لازلت أفتش بين الثنايا وما تخفي الصدور... بين شعيرات الرضيع وصوف الحمل الوديع. بين القصر وخيمة الشَّعر والشِّعر , وحتى أمثالي ممن سكنوا الكهوف ورضوا بما ستر عوارتهم من وبر..هم أيضا لم يدركوا كنه حقيقتي , إلا القليل القليل منهم من عرفني عن قرب بالعين أو بقطعة كبد..............
طرقت الأبواب , وقطعت الشاق من المسافات ..كل هذا والأمل يحدوني لأعثر على لب الجوهر وقوام ظهر.. عن كاتم سر ..عن لسان بالشهد والشهادة يقطر.. عن كبد رغم المحن و قلب ظهر المجن يصبر ..عن فؤاد نقي
إن هو رآني يسر ويستبشر , وإن غبت عنه لا يتضمر بل الله يذكر ثم إياي يتذكر..عن قلب فيه الإيمان ثبت ونبت وأثمر..إني عربي بدوي بأبائي وأجدادي أفتخر ولا أنكر. وإني أولا وأخير إبن الحبيبة أمي الجزائر...
أواضح هو..؟ أجلي هذا الذي قلمي به وعنه عبَّر..؟
إن كان ذلك فثمارها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر... إنكِ قطعة مني وأنا منك يا حبيبيتي يا أمي ...
أثبت لا تتعجل فإني موافيك بالخبر , أما عمرها هو لقاء وعطاء , ذاوعد الله العلي المقتدر...أتبتغي معرفة من هم المستفيدين...؟
هم من تحلوا بالصبر فجزاؤهم عند الله رب العالمين جنة ورضوان.
هنا يأتي تساؤلي ويتصدره إنشغال أهم: حين يشيخ العمر هل له من باقية..؟
حين يضعف البصر تجمع الشمس والقمر , إنذار لنفس لاهية..
حين يُستبدل هذا بهذا , وتتغنى تلك بذاك لا ريب أنها الفانية...
تصفيقات عمت المكان وهزت أرجاءه .. ويد ربتَ بها صاحبها على كتفي وقال:
-/ برافو... برافو وكأني أمام رائد رواد فلسفة القرن الواحد والعشرين
-/ آآآآه أهذا أنت...؟ أين كنتَ حين كنتُ...؟
-/ على مرمى حجر منك وحتى همسك سمعتُ..
-/ قلتها.. همسي. أرأيت هذا إنه فأسي؟ , وهناك على قرب رمسي , وهذه الصرة المهلهلة كصاحبها جمعتُ فيها بؤسي ويأسي..
ألآ تراني صفر اليدين مكسور الجناحين. دامع القلب والعين لا حول لي ولا قوة ولا بأس ...؟
-/ وأخيرا ما أنت ناوً فعله يا خير الناس..؟
-/ التوكل على الله والإستعاذة به من شر الوسواس الخناس
-/ صدقا صديقي , صاحبي ورفيقي . أجبني ولا شيئا تبخسني...؟
-/ عما أجيبك والدرهم في جيبك , وإني أرى ا لناس بك معجبين ..؟
الحمد لله على كل حال , ما دام أمري بيدي خالقي وهو رازقي , وبحالي مشفق... ألآ يكفيك هذا أيها اللجوج ..؟
-/ بلى ..بلى هو كاف وقد كفاني وأنزلني من أعلا البروج ..
-/ هيا عد لأهلك قبل أن يجن الصقيع , وتدثر ونم هنئيا نوم الرضيع
-/ وأنت ..؟ أليست لك من أوبة للأهل و الأحبة..؟
-/ أنا.. أنا ..آآآآآه لأنا من أنا ؟ دعني يرحمك الله أناجي العليم السميع
إنها شجرة الزيتون يا صاح
إبراهيم تايحي