امرأة بين شعر وشعر
أنثى هي من بني البشر تلك التي أعنيها...
أنثى هي التي تحملتني, وبعد تسع وضعتني, فحمّلتها فوق طاقتها.
أنثى هي أرضعتني , ربتني, علمتني سقتني , طببتني بإذن ربها...
أثنى هي التي خضتني شهورا بين يديها.....
وأخيرا لما اشتد ساعدي أنكرتها... هجرتها ولم أعد أذكر ودها...
عجبا لي ولمن كان مثلي ,؟ جاحدا , عاقا , متأففا منها و حقها....
ومرت السنوات تجر أيامها ولياليها . شهر قمره يهل وآخر نجمه يفل والحال لم يتغير ولم يتبدل , زبد يعج وكبد ناره تتأجج . من أنا ؟إن لم أكن ذاك الشقي ...؟؟؟؟؟؟؟
عن الإستقامة أنا أعوج وعن اللحاق بالركب أنا أعرج......
أجل وكأن على قلبي كنانا وفي أُذني وقرا وكبدي حجرا وصخرا
رحمتك يا رب فقد مسني الضر . لمن أبوح؟ لمن أشتكي؟ بمن ألوذ ولمن التجئ؟ومن سواك إليه أفر...؟
إنها يا رب أمي وذاك العمود في قلب الخيمة هو أبي.
يا رب أرحم أمي واعفو عن أبي , ومن هذا الجب المظلم أخرجني....؟
أيتها الأنثى يا ذات العصابة النيرة , والبسمات المتناثرة , ويا من قضيت الليالي علي ساهرة, باكية حائرة. لربك مستغفرة, والفتح منتظرة...
يا من أضاء الله محياها وبيّض قلبها... رب الجنان من جنتك اجعل سكناها
يا من كنتِ ترتمين عليَّ لتقيني وقع السوط من أبي وكان ظهرك مرتعا له
كيف أرد جميلك؟ وأنى لي ذلك؟ , قلبي لك أماه عن الدعاء لا يعتريه سهو
أنت هناك , وأنا هنا أتجمر صيفا حسرة على ما فرطت في جنبك, فيا ليتني سبقتك.... يا ليتني سبقتك....؟؟؟؟؟
لمن أشعر وبمن أشعر بعدك , فالأوراق التي تغطي أغصان أشجار بساتين الدنيا قاطبة كلها تذكرك, لأنك يا أمي فريدة بين الحرائر...إنك امرأة بين شعر وشعر.
إبراهيم تايحي