السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا تعرف عن قصة ناقة صالح ؟
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في مواضع عدة فى سور الأعراف - هود
- الحجر - النمل - السجدة -إبراهيم - الإسراء - القمر
- براءة -الفرقان - سورة ص - سورة ق - النجم -
والفجر - الشعراء
استمرّ سيدنا صالح عليه الصلاة والسلام يدعو قومه إلى الإيمان
واستمرّ قومه على عنادهم وتكبرهم من اتباع الحق، ولما
وجدوا منه استمساكًا برأيه وإصرارًا على دعوته إياهم إلى
عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام خاف المستكبرون
من قومه أن يكثر أتباعه وأن ينصرفوا عنهم إليه
وفي ذلك ذهاب لسلطانهم وتفتيت لقوتهم، فأرادوا أن
يظهروا للناس أنه عاجز غير صادق في دعواه وهذا
من خبث نفوسهم وظلام قلوبهم عن اتباع الحق،
فطلبوا منه معجزة تكون دليلاً على صدقه وقالوا له: أخرِجْ لنا
من هذه الصخرة (وأشاروا إلى صخرة كانت هناك) ناقةً
ومعها ولدها وصفتها كيت وكيت وذكروا لها أوصافًا
وقالوا له: إن أخرجت لنا من هذه الصخرة ناقةً ومعها
ابنها ءامنّا بك وصدقناك، فأخذ سيدنا صالح عليه السلام
عليهم عهودهم ومواثيقهم على ذلك
وقام وصلى للهِ تبارك وتعالى ثم دعا ربَّه عز وجلّ
أن يُعينه ويجيبه إلى ما طلب قومه فاستجاب الله
دعوتَه فأخرج لهم سيدنا صالح عليه السلام
بقدرة الله ناقةً ومعها ولدها
من الصخرة الصماء.
فقد أمر الله هذه الصخرةَ أن تَنفطر عن ناقة عظيمة طويلة
فيها الصفات التي طلبوها ومعها ابنها، فلما رأى قومُه
هذا الأمر الخارق للعادة الذي فيه الدليل القاطع والبرهانُ
الساطع على صدق سيدنا صالح عليه السلام
امن قسم منهم ومنهم ::
جندع بن عمرو وكان من رؤسائهم ومعه رَهط من قومه
واستمر أكثرهم على كفرهم وعنادهم وضلالهم، وقد صدهم
عن الإيمان دؤاب بن عمرو بن لبيد والحباب صاحب
أوثانهم وغيرهما.
وعندما أخرج لهم سيدنا صالح عليه السلام
هذه الناقة مع فصيلها بقدرة الله تعالى قال لهم
ما أخبرنا الله تعالى :{هذه ناقة الله لكم}
(سورة الأعراف/73)
أضافها عليه السلام لله تعالى إضافة تشريف
وتعظيم وأخبرهم أنها لهم دليل صدق على دعوته
عليه السلام، وأمرهم أن يتركوها تأكل في أرض الله
قال تعالى :{قال هذه ناقة لها شِرب ولكم شِربُ يومٍ معلوم} (سورة الشعراء/155)
وحذرهم أن يتعرضوا لها بالقتل أو الأذى،
وأخبرهم أنهم إن هم تعرضوا لها بالسوء يأخذهم عذاب
وهلاك عظيم، قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز
:{قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ
مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154)
قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ (155)
وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)}
(سورة الشعراء).
مكَثت ناقةُ صالح عليه الصلاة والسلام في قبيلة ثمود
زمانًا تأكل من الأرض، وترِدُ الماء للشرب يومًا
وتمتنعُ منه يومًا، ممّا استمال كثيرًا من قومه
عليه السلام إذ استبانوا بها على صدق رسالة نبيّهم
صالح عليه السلام
وأيقنوا بذلك، مما أفزع ذلك المستكبرين من قومه وخافُوا
على سلطانهم أن يزول وقالوا للمستضعفين الذين أشرق
نور الإيمان في قلوبهم ما أخبرنا الله تعالى في كتابه :
{قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ
لِمَنْ ءامَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ (75)}
(سورة الأعراف)،
فأجابوهم {قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75)}
(سورة الأعراف)، ولكن جواب المؤمنين من أتباع
صالح عليه السلام لم يؤثر في المشركين المستكبرين
وظلت قلوبهم قاسية كالأحجار
قال الله تعالى :{قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ ءامَنتُمْ بِهِ
كَافِرُونَ (76)} (سورة الأعراف).
ورأى المُستكبرون من قوم نبي الله صالح عليه السلام
في هذه الناقة خطَرًا جسيمًا عليهم فاتفقوا على أن
يعقروها ليستريحوا منها
قال الله تعالى :{إِنَّا مُرْسِلُواْ النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ
وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ
شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ} (سورة القمر).