التقليــــد البلـــــيد


..... حين يكفهر وجه السماء في الغرب نهرع نحن في الشرق لرفع المظلات ,
 وما كانت المظلات  يوما  لمبادئنا إلا مضللة إيانا تضليلا


..... وحين تتعرى أشجار باريس وتتبرأ أغصانها من أوراقها , نسارع نحن لزرع شجيرة الياقطين لنستر فيما بعد عورة أقوالنا عن أفعالنا


..... حين ينبعث صاروخ الغرب شاقا كبد السماء , نبتهج نحن على أرضنا وعيوننا ترنو وقد غشاها العمى


......حين تنثر لند ن رحيق عطرها  وعبقها , تتشابك وتتقاطع ألسنتنا لهثا لأجود أنواعها

..... حين تكتظ شواطئ أثينا بسياحها ومصطفيها ,
 نبيع إرثنا حبا وشغفا لآثارها


...... وعندا تعصر عناقيد الكروم في مخابر طوكيو , وقتها تتيه حبات عقلنا  تحت وطأة بحر عربدتها.


أهذا هو التحضر في مفهوم من نزع الحياء؟
 وارتضى بدخان مصانع ومزابل الغرب حضارة؟


أهذا هو التحضر وما دونه جهل وتأخر؟ , في زوايا النسيان وركام القمامة لدى من لبس قناع أهل ما وراء البحر......... وتناسى أن والده ما تزوج أمه إلا بصداق وميثاق وشهود ومهر؟


فإلى أين متجها أنت  أيها الغر؟


أو على التقليد البليد أنت مجبر؟


ألست أنت العربي السيد ابن السيف والقلم والفرس ...سيد البدو والحضر؟


تجوب وتجود على فرسك الصحارى جودا ...دليلك شمس ونجم , وهامتك يعلوها نسر وصقر


لما تهن يا ابن الأسياد وأنت الضرغام الحر ؟ لما تخنع يا ابن الأمجاد؟, بغيرك لا تحمى البلاد  ولا يهنأ العباد , إلا إن استقر الأمر .                                 إبراهيم تايحي