(( رسالة أم لرضيعها لحظة الفطام))
قسوت عليك ياصغيري
وأبعدتك قسرا عن حضني
حان وقت فطامك يابني فلا تبكيني
جفف دموعك إنها تفتت كبدي
ونظراتك الجائعة باتت خنجرا يمزق أحشائي
أنظر ياصغيري
خزانتك قد غدت ملأى بالدمى
لاعبها لعلها تلهيك عني
فيوما ما ياطفلي الصغير ستكبر
وستتبارز لكسب ودك فاتنات العذارى فلا تغتر
وستحير ايهن تختار
أتختار السمراء لون العسل والحناء ؟
أم تختار شقراءا كرزية الشفاه؟
أم هيفاء يتباهى الحسن بقدها..
أم ياترى حوراء يغار الغزال من لحظها ؟؟
حينها ياصغيري
ستنسى أنك كنت يوما في أحضاني
وأنني حملتك تسعة أشهر في بطني
وأن جزءا من جسدي تمزق كالثوب البالي...
لتخرج من الظلمة الى النور
وستنسى حتما ياولدي
أنني أرضعتك حولين كاملين
قبل أن تصير عبدا لصدر أنثى غيري
لكنني لن أنساك ياحشاشة قلبي
وستجد ذراعاي مشرعتان لضمك
كلما ضاقت بك رحبات الكون
وسأظل أحبك....
حتى رحيلي من دار الفناء الى دار البقاء