قلبي يئنُّ ... وأدمعي أنهارُ
ويدايَ ثلجٌ .... والجوارحُ نارُ
وربيعُ أيّامي خريفٌ باهتٌ
جفّتْ به الأوراق والأزهارُ
وكأنني بجذوع أشجاري خَوَتْ !!
وكأنّ دهري حولها منشارُ !!!
لم أبلغْ الستين بعدُ ولا يدِيْ
رجّافةٌ !! .....لكنني أنهارُ !!
هل ما جرى في الشام سِرُّ تساقطي ؟!
أم أنها الأيّامُ والأعمارُ ؟!
سرَقَتْ يدُ الأحزان منّي بسمتي
وتقطّعتْ بِرَبابَتيْ الأوتارُ
لم يبقَ لي من مفرداتِ سعادتي
إلاّ ظنونٌ ... جيشُها جرَّارُ
في الليل يَدْخُلُ بعضُها لحديقتي
فأضيعُ بين خيولها وأحارُ
وإذا أتى وجه الصباح أرى لها
ظلاً بعيداً !!! قد علاهُ غبارُ !!!
يارحلةَ العمْرِ الكئيب ترفّقي
فالوقت قارَبَ !! .. وانتهى المشوارُ !!
لا تقتلي قبل الوفاةِ قلوبَنا
فهي الحِمى للشامِ وهي الدارُ
لو تعلمي ما أوْدَعَتْهُ دمشقُنا
بقلوبنا .... لتكشّفَتْ أسرارُ
سَكَنَتْ دمشقُ عروقَنا من قبل أن
تُبنى الديارُ ويُخْلقُ الدَيّارُ !!
وبعالم الغيب التقت بدموعنا
فتفجّرت في أرضها الآبارُ !!
نحن اكتفاءُ الشامِ نحن قديمُها
وحديثُها .. والنقشُ ... والآثارُ
نحن الصباحُ الحلْوُ نحن ضبابُها
نحن الندى إن شحّتِ الأمطارُ
نحن الصِبا للشام نحن جدودُها
بل نحن ما لم تحملِ الأخبارُ !!
وأجلُّ مافي الشام أنّا لمْ نكُنْ
إلاّ قضاءً خَلْفَهُ أقدارُ !!!!!!
ياربَّ أهلِ الشامِ ...صعْبٌ حالهم
أنتَ اللطيفُ المنعم الستّارُ
هيّء لهم في الغيب نصراً حاضراً
وانْصُرْ فأنت الناصرُ القهارُ
بِخَفِيِّ لطفكَ يا إلهي كُن لهم
.....في ضعفهم ...
هم وحدهم لاالزادُ يكفي عندهم
لا صاحبٌ لا مُسعِفٌ لا جارُ !!
مُتفرّقونَ ، مشتتون ... سلاحُهُم
الصبْرُ .. والإيمانُ ... والإصرارٌ
تتربّصُ الدنيا بهم بجيوشها
ويُحاكُ شرٌّ حولهم ويدارُ
همْ يا إلهي في الثغورِ .. يمينُهم
مُدّتْ إليكَ ... وعزمُهم ينهارُ
فامْدُدْ يداً .. كيمينِ ( بدْرٍ ) كي نرى
نصراً رآهُ جنودُكَ الأخيارُ
ماذا أقولُ وفي لساني جمرةٌ
وعلى شفاهي أورَقَ الصُبّارُ
ماحيلتي إلا دعاءٌ نابضٌ
في مُهجتي .. ضجّتْ به الأسحارُ
ويمين خيرٍ أستظلُّ بظلّها
وقصائدٌ في طيّها أعذارُ !!!!!