كيف أبقى إنسان
يباعدني قربي مني
ويدنو مني الغياب
شهقات من الحنين
ضاعفت الزفير والأنين
وألمي ملىء قلبي
أحمله كالكتاب
من لهيب بدد الصبر
وأمنيات سفكها
أمل قد خاب
تغريبة عن مدى ليالينا
وإشتعال أوقد الذاكرة
وهيأ أجراسها للرنين
فغفوت قرب قلبي
أنتظر الحِساب
أغترف شهقاتي
وأوقظ النجمات
في عاصمة العتم
وقد ساد الصمت
إلا من أشباح
تروح وتغدو
بين الخراب
لا أدري
أحياء نحن ..أموات نحن
تسوقنا الأيام
إلى وحل السنين
إلى أبعد مدى
حيث يتدثر البدن
ببلوى الأرتياب
نبحث عن معجزة
بين أضغاث القلوب العاثرة
نبحث عن بحراً
يرمينا وراء الشمس
نبحث عن موعظة
نبحث عن درس
عن رحيل طارىء
لا أخفض له قامتي
بعيداً عن صحاري السراب
عن ترنيمة تحيا بروحي
حتى لو كانت عتاب
بعيداً في هذا الكون
أجتر حلمي وأناشيد العذاب
أستقبل وجهي بالخوف
وأعود من الدنيا
ذرة تراب
مثل ومضة أهوي
أو شهاب --
كالطيور الهاربه أشرد
أبايع الحزن
في عرس الألم
لا أدري لا أعلم
كأني فوق نعشي
أصارع الندم
لست وحدي
من هجر ضياء البنفسج
واشترى الشقاء
والصمت الأبكم
وسافر بحقائب كل الدنيا
تناثر مع صفير الريح
مع نفح الجراح
في وجع الأه
وليل العتم
أنتظر حلمي الآتي
تحت سماء آفاقي
ما بين سقوطي وتوبتي
أكل الحريق أوراقي
وجف حبر القلم
قرب نومي أصحو
وأنيني فوق جرح الكلم
بكيت من ألمي
والروح تشتت عناصرها
بكيت لجج الفراغ
بكيت وجعي وأنكساري
ودنيا العدم
بكيت قلمي ويدي تقيدني
بعد أن ضاعت حروفي
ومات الحلم
بكيت إنتظاري وفصول الزمن
تمضي ببوارق العمر
نحو فوضى الدروب
وإختزال الوهم
كالعقم والعقر في الجسد
بذاره الطعن والغدر
وقذف الحمم --
كيف أبقى إنسان
من تراه يعرف السر
كيف أكون سيداً
برائحة إنسان
كيف أغوص بإعماق ذاتي
وأتدرب على البسمة
أذلل الصخر والصوان
كيف أرسم الدنيا
بصفو السماء
وروعة الالوان
السر بأنفسنا بداخلنا
إن لم يضطرب القلب
ويزيدنا القبح إحتقان
لا شيء أقرب مني إليّ
ولا أفقاً ولا حّداً
أو مكان
أعبر داخل مملكتي
فوق سحابة
من الأحزان
تطوف الفضاء بليل
شديد الهوان
لا ضوء ولا نور مقيم
كأني أسير فوق جثث
قتلها الغدر والطغيان
لم يعد هناك
أمان
لم يعد في عرش مملكتي
صولجان