نبضات
رشاد رداد
في الأربعين
كلما نام سؤال
على حافة فمي
تنهض أسئلة
أخرى
الليل ضروري
لكي تشعل الفتيات
غرف قلوبهن المعتمة
النهار ضروري
كي نرى
بشاعتنا
في المرآة
قصائدي التي
تطير من راسي
كل مساء
وتحط على شباك الجارة
لا تعيدوها إلي
وعلى فمي يسقط سؤال
كبرنا فجأة
من يصدق أن
بغداد الآن
لا تعرف حروف الهجاء
عندما قالت يا أمتي يا أمتي
إني أرى احد عشر ذئبا
و... و... بقلبي يتربصون
رموها بالجنون
فاحترق النخيل
وماتت من الظمأ
البصرة
وقطعوا أصابع
بابل العشرة
من يقنع جدتي
إن البلاد التي تركوها
وراءهم دون غطاء
ماتت من البرد
انتظرته لم يأت
انتظرها لم تأت
فقررا الانتظار
المرأة الثلاثينية
أرضعت طفلها ونامت
ونسيت طفلا
تجاوز الأربعين
مازال يتربص دوره
كذئب جائع
طارت من رأس
الشاعر الفكرة
الجارة
لم تفتح النافذة
كانت على النافذة
الأخرى
الملاقط على حبل
الغسيل
طيور محنطة
حبل الغسيل مشدود
كوتر العود
مزهو
بعطر المرأة
الساخن الذي يخرج
من تحت إبطيها الناعمتين
صدفة
حدق الشاعر
في وجه جارته المشاغبة
فاحترقت نصف القصيدة
في رأسه
ونصفها الثاني تلاشى في
خطوط الطول المرسومة
على وجه زوجته الغاضبة
الطفل الذي رسم لوحته
باللون الأسود
أفزعني ...
تبين لي لاحقا
انه اللون الوحيد في حقيبته
عندما كبرنا
عرفنا أن أجسامنا تكبر
وسراويلنا لا تصغر
فشل في كل تجاربه
فقرر أن يجرب
روحه في منطقة أخرى
عامل النفايات
نبض المدينة
وحارسها النظيف
الشاعر
دالية تحمي وجه المدينة
من الضوضاء والعفن
الصديق
يقال أنها كلمة سنسكريتية
تعني المستحيل
فتحت النافذة فجأة
على جسد كامل النضوج
والإثارة
انتصب الشاعر
أحس بظمأ غريب
في حلقه
كان المشهد اكبر من
قصائده
وأفكاره