الكنغ
الجنس :
عدد المساهمات : 18239
العمر : 45
| اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى |
|
(اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ)[/size]إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستهدِيْهِ ونشكرُهُ ونستغفرُه ونتوبُ إليهِ، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنا ومِن سيِّئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِ اللهُ فلا مضلَّ لهُ ومَنْ يضللْ فلا هاديَ لهُ. وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ولا مثيلَ لهُ، يقولُ اللهُ سبحانَهُ وتعالى: ﴿وَللهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ﴾ سورة النحل/60، أيِ الوَصْفُ الذِي لا يُشْبِهُ وَصْفَ غَيْرِهِ، فَلا يُوصَفُ رَبُّنَا عَزَّ وجلَّ بصفاتِ المخلوقينَ مِنَ التَّغَيُّرِ والتَّطَوُّرِ وَالحُلُولِ فِي الأَمَاكِنِ وَالسُّكنَى فَوْقَ العَرْشِ، تعالَى اللهُ عنْ ذلكَ عُلوًّا كبيرًا. وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقُرَّةَ أَعْيُنِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَحَبِيبُهُ، مَنْ أَرْسَلَهُ اللهُ تعالى رحمةً للعالمينَ، فبلَّغَ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونصحَ الأمَّةَ فَجَزَاهُ اللهُ عَنَّا خَيْرَ مَا جَزَى نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيَائِهِ. اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ وأعظِمْ وأَنْعِمْ عَلَى سَيِّدِنا محمَّدٍ الذِي تَنْحَلُّ بِهِ العُقَدُ وتَنْفَرِجُ بِهِ الكُرَبُ وتُقْضَى بِهِ الحَوَائِجُ وتُنَالُ بِهِ الرَّغَائِبُ وَحُسْنُ الخواتِيمِ ويُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ الكَرِيمِ وَعَلى ءالِه وصحبِهِ.
أمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ، فَإِنِّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ القَدِيرِ القَائِلِ في مُحْكَمِ كِتَابِهِ: ﴿اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَىْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ ، عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ سورة الرعد/8و9. إِخْوَةَ الإِيمانِ، مَا مِنْ كِتَابٍ أَعَزّ عَلَى الْمُسْلِمِ مِنْ كِتَابِ اللهِ، لذلكَ يَسُرُّنا مِنْ حِينٍ إلَى ءَاخَرَ وَمِنْ عَلَى مَنَابِرِ الجُمُعَةِ أنْ نُشَنِّفَ أَسْمَاعَ الحَاضِرِينَ بِتَفْسِيرِ بَعْضِ ءَايَاتِ القُرْءَانِ، فَهَذَا بِإِذْنِ اللهِ تعالَى يَزِيدُنا جَمِيعًا إِقْبَالاً إلَى مَجَالِسِ العِلْمِ التي تُتلَى فيهَا ءايَاتُ القُرْءَانِ العَظِيمِ مَعَ تَفْسِيرِهَا.
واليَوْمَ اخْتَرْنا مِنْ سُورَةِ الرَّعْدِ بَعْضَ الآيَاتِ التِي جَاءَ فِيهَا: ﴿اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ﴾ الآيةَ. اسمَعوا جيِّدًا إِخوَةَ الإِيمانِ، قَالَ اللهُ تعَالى: ﴿اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى} الآيةَ. فاللهُ سُبْحانَهُ وتعالى موصوفٌ بعِلْمٍ أزَليٍّ أبديٍّ كسَائرِ صفاتِهِ لا يَقبلُ الزيادةَ والنقصانَ، حتى أنفاسُ أهْلِ الجنَّةِ في الجنَّةِ وأهلِ النارِ في النارِ يَعلَمُهَا، لا تَخْفَى عَلَيْهِ خافيةٌ. الواحدُ منَّا تَخْفَى عليهِ الخَفِيَّاتُ، أمَّا اللهُ تعالى لا تَخْفَى عليهِ خَافِيَةٌ، مُطَّلِعٌ علينَا وعَلى مَا في صُدُورِنا ومَا تُخْفِيهِ نُفُوسُنا، وهوَ سبحانَهُ وتعالى يعلمُ مَا تَحْمِلُهُ كُلُّ أُنْثَى مِنْ وَلَدٍ على أيِّ حَالٍ هوَ مِنْ ذُكورةٍ وأُنوثَةٍ وتَمَامٍ وَخِدَاجٍ أيِ نقصانٍ كالذِي لَيْسَ لَهُ مِشْيَةٌ سَلِيمَةٌ وحُسْنٍ وقُبْحٍ وَطُولٍ وقِصَرٍ وغيرِ ذلكَ. كما يُفهم من هذِهِ الآيَةِ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ عَدَدَ الوَلَدِ في الأَرْحامِ ﴿اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَىْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ﴾.
واللهُ يَعْلَمُ هلْ جَسَدُ الولدِ يكُونُ تامًّا أو مخدجًا، واللهُ يَعْلَمُ مُدَّةَ حَمْلِهِ في بَطْنِ أمِّهِ فَإِنهَّا تَكُونُ أقلَّ مِنْ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ أَوْ أَزْيَدَ عليهَا.أي يَعْلَمُ ما تَحْمِلُهُ مِنَ الوَلَدِ عَلَى أَيِّ حَالٍ هُوَ مِنْ ذُكُورَةٍ وَأُنُوثَةٍ وَتَمَامٍ وَخِدَاجٍ وحُسْنٍ وَقُبْحٍ وَطُولٍ وَقِصَرٍ وغيرِ ذلكَ وَمَا تَغيضُهُ الأرحَامُ أي وَيَعْلَمُ مَا تَنْقُصُهُ وَما تَزْدَادُهُ والمُرَادُ عَدَدُ الوَلَدِ فَإِنَّهَا تَشْتَمِلُ عَلَى وَاحِدٍ وَاثْنَيْنِ وثلاثَةٍ وَأَرْبَعَةٍ أَوْ جسد الوَلَدِ فَإِنَّهُ يَكُونُ تامًّا ومُخْدَجًا أو مدة الولادَةِ فإِنَّها تكونُ أَقَلَّ مِنْ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ وَأَزْيَدَ عليهَا إلَى كَذَا وكذَا وغير ذلك.
وهُنا انتبِهُوا جيِّدًا إِلى هَذِهِ الآيَةِ التِي اسْتَدَلَّ بِهَا عُلمَاءُ أهْلِ السنَّةِ والجَمَاعَةِ عَلَى تنْزِيهِ اللهِ عَنِ الشَّكْلِ وَالصُّورةِ والحَدِّ والكَمِّيَّةِ والمقدارِ، يقولُ سبحانَهُ وتعالَى: ﴿وَكُلُّ شَىْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ﴾.أَيْ أَنَّ اللهَ تعالَى خَصَّصَ وَجَعَلَ هَذِهِ المخلوقَاتِ عَلَى هذِهِ الكَمِّيَّةِ التِي هِيَ عَلَيْهَا، وَعَلى هذا المِقْدَارِ الذِي هِيَ علَيْهُ.
فالعَرْشُ هُوَ أَكْبَرُ المَخْلُوقَاتِ حَجْمًا وَلا أَحَدَ يَعْلَمُ مِسَاحَةَ العَرْشِ إِلاَّ اللهُ، حَتَّى الملائِكَةُ الذِينَ يَطُوفُونَ حَوْلَهُ أيْ حَوْلَ العَرْشِ لا يَعْلَمُونَ مِسَاحَةَ العَرْشِ، هَذَا العَرْشُ لَهُ كَمِّيَّةٌ وَلَهُ مِقْدَارٌ، فَإِذًا هَذَا العَرْشُ احْتَاجَ لِمَنْ خَصَّصَهُ لِمَنْ جَعَلَهُ عَلَى هَذِهِ الكَمِّيّةِ، عَلى هذَا المِقْدَارِ.
وكذلكَ السَّمَـواتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَا فِيهِمَا وَمَا بَيْنَهُمَا، حَتَّى الخَرْدَلَةُ مَنِ الَّذِي خَصَّصَها جَعَلَها عَلَى هَذِهِ الكَمِّيَّةِ ؟ عَلَى هَذَا المِقْدَارِ؟ هوَ اللهُ وحدَهُ الذِي لَيْسَ كمِثْلِه شَىءٌ الذِي خَلَقَ العَرْشَ إِظْهَارًا لقُدْرَتِهِ وَلَمْ يَتَّخِذْهُ مَكَانًا لِذَاتِهِ. فَلَوْ كَانَ اللهُ جِسْمًا لهُ كميةٌ وَمِقْدَارٌ لاحْتَاجَ لِمَنْ جَعَلَهُ عَلَى هَذِهِ الكَمِّيَّةِ، عَلَى هَذَا المِقْدَارِ، وَالمُحْتَاجُ لا يَكُونُ إِلَهًا.
وكُلُّ شَىْءٍ يَجْرِي في هَذِه الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ فَهُوَ بِمَشِيئَةِ اللهِ يَجْرِي وَيَحْصُلُ لِقَوْلِهِ تعَالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ الآية. أَمَّا قَوْلُهُ تعالَى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾، فَمَعْنَاهُ اللهُ يَعْلَمُ مَا غَابَ عَنِ الخَلْقِ، اللهُ عَالِمُ الغَيْبِ أَيْ مَا غَابَ عَنِ الخَلْقِ والشَّهادةِ أَي وَمَا شَاهَدوهُ، وَاللهُ سبحانَهُ وَتَعَالى أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ كَبِيرٍ قَدْرًا وَعَظَمةً، فَهُوَ العَظِيمُ الشَّأْنِ الذِي كُلُّ شَىْءٍ دُونَهُ. يا رَبُّ يا اللهُ يا اللهُ يا بَدِيعَ السَّمَواتِ، يا مُنَـزِّلَ الآياتِ، يَا مُفَرِّجَ الكُرُبَاتِ، فَرِّجْ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ مَا أَهَمَّهَا إنَّكَ أَنْتَ الكَبِيرُ المُتَعَالِ. (الْكَبِيرُ) العَظِيمُ الشَّأْنِ الذِي كُلُّ شَىْءٍ دُونَهُ بِالشَّأْنِ وَالقَدْرِ وَلَيْسَ بِالْمِسَاحَةِ وَالمكانِ لأنَّهُ مُنَـزَّهٌ عَنِ المِسَاحَةِ وَالمكانِ. (الْمُتَعَالِ) المُسْتَعْلِي عَلَى كُلِّ شَىْءٍ بِقُدْرَتِهِ أَوِ الذِي كَبرَ عَنْ صِفَاتِ المخلوقين وتعالَى عَنْهَا أَيْ تَنَـزَّهَ عنهَا أَيْ لا يُوصَفُ بِصِفَاتِ المَخْلُوقِينَ.فاللهُ تَبَارَكَ وتعالَى هُوَ العَظِيمُ الشَّأْنِ الذِي كُلُّ شَىْءٍ دُونَهُ الْمُسْتَعْلِي عَلَى كُلِّ شَىْءٍ بِقُدْرَتِهِ الّذِي تَنَزَّهَ عَنْ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ. وَاللهُ سُبْحَانَه وَتَعَالَى يَعْلَمُ بِحَالِ مَنْ أَسَرَّ القَوْلَ وَمَنْ جَهِرَ بِهِ. سُبْحَانَ اللهِ القَدِيرِ الذِي أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِنِعَمٍ لا نُحْصِيهَا. هذَا وأستغفرُ اللهَ لي ولَكُمْ
| |
|
الأربعاء 14 يوليو - 16:29 الغالية
عدد المساهمات : 29
| رد: اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى |
| مشكوووووووووووووور
والله معك | |
|
$قاهر الدمعة$
الجنس :
عدد المساهمات : 1189
العمر : 28
| رد: اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى |
| مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور | |
|
مارو
الجنس :
عدد المساهمات : 7
العمر : 47
| رد: اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى |
| مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور ياأخي على كل ماقلته صحيحححححححححححححححححح | |
|