فوائد النوم
النوم، نعمة من الله!
نعمة من نعم، لا تعد ولا تحصى! ..
يعيش بها الإنسان!
تأتيه، كرماً من الله، وفضلاً!
وما جعل الله شيئاً، إلا وفيه الفائدة .. كل الفائدة! ..
والنوم، فيه، وله، فوائد كثيرة ..ولاشك : أن أولها .. حفظ الحياة، واستمرارها!..
فلا حياة، بدون نوم! ..
.. فالنوم ضرورة حياة! ..
.. ففي اليقظة، نتحرك ونعمل .. ننشط ونفعل! ..
نمشي ونركض! .. نصعد وننزل! .. نأكل و (نخرج)! .. نشرب (ونطرح )!
نسمع ونرى! .. نستثار وننفعل! .. نبكي ونضحك! .. نحزن ونفرح!
وهكذا، مئات من العمليات، والأنشطة والفاعليات .
بل آلاف! .. بل أكثر!!
وأعضاؤنا، وأجهزتنا، تتابع ذلك و(تلهث )!
.. عضلات، تنقبض وتنبسط .. واحدة تبعد، وأخرى تقرب!
هذه (تشد)، وتلك (ترخي)!
مفاصل، تدور وتتحرك ..
وهذا (يُحني)، وذاك (يصلب)! .
أضواء من هنا، وأضواء من هناك! .. ألوان مختلفة، وشدة متغيرة! ..
نرى هذا، ونرى ذاك! ..
واحد (نُحب)! .. وآخر ( لا نرغب)!
.. العين تعمل! ..
أصوات من هنا، وأصوات من هناك! ..
ضجيج يتحدى .. وصراخ يُرعب! ..
(همس) يحلو! ..وكلام يزعج! ..
.. والأذن تسمع! ..
قلب ينبض! ..
.. ووجيب، يعلو وينخفض!
وسرعة، تزداد وتنقص! ..
معدة (تهضم) وأمعاء (تتحرك)! ..
و(الفرن) يعمل! .. وعند البعض (الوقود) لا ينقطع!! .
غُدد تفرز ..وعصارات تُصب! .
بول (يُطرح) .. وكلية تعمل! ..
أعصاب تشد وتُنبه .. ودماغ يُفكر ويعمل! ..
وهكذا، مئات، بل آلاف، بل أكثر!، من العمليات والفاعليات .. تتم وتستمر!
..تتشكل وتُتابع! ..
.. في حركة دائبة لا تنقطع .. واستمرار لا يتوقف!
.. وتصرف من هنا وهناك ..طاقة!
وتبذل من هنا وهناك .. مدخرات! ..
وتتشكل من هنا وهناك .. فضلات! .
وتتكون من هنا وهناك .. نفايات!
وتتراكم من هنا وهناك ..رواسب! ..
ويتعب عضو .. ويشكو النصب آخر!
(يئن ) هذا .. و(يصرخ ) ذاك! .
.. النجدة .. المساعدة . . إلينا بيد العون!
ألا من رحيم .. فيرحم؟!
ألا من معين .. فيعين؟!
(الحامي الباني)!
بلى! .
ها هو ذا من يمسح الكرب، عن وجوه المحزونين!
.. ويساعد المحتاجين!
.. ويريح المتعبين!
بلى! ..
ها هو ذا ( النوم )!
يأتي رحمة ونعمة!.
يأتي .. بلسماً (لجروح)! ..
.. وشفاء (لقروح)!
ها هو ذا ( النوم)!
مانح الراحة .. ومجدد النشاط .. ومعيد الحيوية، إلى الجسم والأعضاء! ها هو ذا (النوم)!
.. مخُلص من الفضلات .. ومبُعد النفايات .. ومزيل الرواسب! ..
.. كل ما استهُلك من أنسجة الجسم وخلاياه .. يُستعاد ويرُمم! ..
كل ما ضاع من مدخرات الجسم .. يُعوض! ..
كل ما صرف من طاقات الجسم .. يُعاد! ..
كل ما تشكل من رواسب ونفايات .. يُطرح، ويبعد!
.. الجوارح .. سكنت، واستراحت! .. استراحت مما يعرض لها من التعب والوصب والنصب.
فزال .. الإعياء، والكلال!
القلب .. استراح! .. والهضم (تحسن )!
درجة الحرارة .. انخفضت! .. والاستقلاب .. تغير، تبدل! .. وأكسدة النُسج .. نقصت وقلَّت!
جهاز الدوران .. تمهل! .. والعضلات ارتخت!
الفضلات المتكونة .. قلَّت!
والطاقة المصروفة .. نقصت! .. وربا المقدار المخزون منها، وزاد على المصروف المستهلك!
والجسم، تمكن من استعادة القوى، التي صرفها، خلال اليقظة، وبذلها أثناء النشاط!
فبالنوم .. تتمكن، أجهزة الجسم، وأعضاؤه، من أن تتابع عملها .. وتستمر في أداء وظائفها .. بشكل سليم، لا خلل فيه ولا عطب!
فالنوم .. يأتي، راحة للجسم المنهك .. والبدن المتعب! ..
.. فيه .. تبطؤ وظائف الأعضاء، وتتراخى .. فتستريح!
والفضلات والسموم التي تراكمت، خلال النهار، وأثناء النشاط .. تخلص الجسم منها، وطُرحت!
والأنسجة التالفة .. أعيد بناؤها ورمُمَّت! ..
.. وهكذا، فالنوم ضرورة حياة! ..
فالنوم .. يأتي فترة من الراحة والاستجمام .. لأعضاء الحس، والحركة! ..
فترة من الراحة، مطلوبة، لا بل، ضرورية! .
ضرورية .. لأعضاء عملت وتعبت!
ضرورية .. لتجديد النشاط، وترميم الخراب، وإعادة الحيوية!.
ضرورية .. لتتخلص هذه الأعضاء المرهقة، وتلك الأجهزة المتعبة، من نواتج نشاطاتها، وفعاليتها، ، خلال مرحلة اليقظة ،، والتي غالباً ما تكون ..سامة!
.. وهكذا، يأتي (النوم) ..
مُرمّم، وبان! .. منشط ومجدد! .. مُخلِّص، ومبُعْد! ..
..(يأسو الجراح)! .. و(يعيد الأفراح)!
.. يعيد (النشاط) ..يعيد (الحيوية) ..يُعيد (الفاعلية)!
يعيد كل ذلك .. إلى الجسم عموماً، وإلى الجملة العصبية المركزية، والدماغ منها خصوصاً!
فالجملة العصبية المركزية .. هشة لطيفة! .. سريعة العطب! .. وعملها حثيث قوي!
وخلايا الجملة العصبية المركزية .. مراكز لاستقلاب شديد! ..فهي تحتاج من الأكسجين، ما يعادل عشرة أضعاف ما تحتاجه الخلايا العضلية أو خلايا الغدد، وتحتاج مثل ذلك إلى مقادير من سكر العنب (الغلوكوز) ،، وهو الغذاء الذي لا غنى عنه لجميع الخلايا، أيا كان نوعها، وهو ينبوع طاقتها!
هذه الجملة العصبية، لهشاشتها، وللطافتها! .. وعملها الشديد القوي!..
يمسها التعب والنصب واللغوب، أكثر من غيرها، إذا مضت عليها مدة طويلة وهي (يقظى) تعمل وتنشط ،وتفعل!
وعندها لا بد من أن تستريح، وتستجم! ..
ويأتي النوم، مانحاً إياها، ما تريد! من ترميم وبناء .. وتجديد وحيوية ..وإعادة نشاط.
لقد توصل عدد من العلماء، في معهد علم خواص الأعضاء، بجامعة بلغراد، إلى الجزم بأن النوم الطويل، من شأنه مد العقل البشري، بطاقات ذكاء جديدة .. حيث تبين لهم أن الأشخاص الذين أخضعوا لمثل هذا الإسبات (نوم طويل تحت إشراف طبي، كما سنذكر)أظهروا بعد استيقاظهم، مزايا عقلية، تفوق ما كان لديهم قبل النوم!.. والسبب كما يقول هؤلاء العلماء، يعود إلى كون الدماغ، يتعرض في حالات النوم لعملية إغناء كيمائية، تؤدي بدورها إلى تطوير طاقات الذكاء لدى الإنسان!.