ميخائيل دبغي
(أيلول\ سبتمبر 1908- 12 تموز\يوليو 2008) كان جراح قلب مشهوراً عالمياً، ومبدعاً، وأستاذاً رائداً في مجال الطبّ، ورجل دولة على المستوى الدولي. في ربيعه الثالث والعشرين، وحين كان لا يزال طالباً في كلية الطب في جامعة تولاين، اخترع دبغي المضخة الدلفينية التي لم يفهم العالم أهميتها إلا بعد 20 عاماً، حين استحالت عنصراً أساسياً من آلة تشغيل القلب والرئتين. وقد أمّنت المضخة تدفقاً مستمراً للدم خلال العمليات الجراحية، فأتاحت بالتالي إجراء جراحة القلب المفتوح. كان دبغي من أول من أجرى جراحة تحويلة الشريان التاجي، كما أدّى أولى عمليات استئصال بطانة الشريان السباتي الناجحة في العام 1953. كان دبغي رائداً في تطوير القلب الاصطناعي، وأوّل من نجح في استعمال مضخة قلب خارجية لأحد المرضى- وهي مضخة تحويلة للبطين الأيسر. إلى ذلك، كان دبغي رائداً في استعمال طعوم داكرون لاستبدال الأوعية الدموية أو إصلاحها. في العام 1958، ولتصحيح حالة تضيّق الشريان الذي تسبّبه عملية استئصال بطانة الشريان، حقق دبغي أول نجاح في مجال عمليات الرأب الوعائي بالطعم. وقد تضمّن هذا الإجراء سدّ الثقب الذي أصاب الشريان جرّاء استئصال بطانته باستخدام طعوم داكرون أو الطعم الوريدي. في ستينيات القرن العشرين، كان دبغي وفريق الجرّاحين الذي يعمل معه من بين أوّل من سجّل العمليات الجراحية على شريط مصوّر. وكان المصوّر يقف فوق ركيزة عليها شريط جراحي مصنوعة بحسب مواصفات الدكتور دبغي ليصوّر من وجهة نظر الجرّاح موقع الجراحة. وكان يتمّ ترتيب الكاميرا والإنارة على بعد 3 إلى 4 أقدام من موقع الجراحة، بدون التدخّل في الطاقم الجراحي. وأمام اندهاش زملائه ومرضاه، تابع دبغي ممارسة الطبّ حتى عمر اعتزل كثر غيره عند بلوغه. مارس دبغي الطبّ حتى يوم وفاته، وقارب المئة عام سنة 2008. وقد استمرّت مساهماته في مجال الطبّ طوال 75 عاماً. أجرى الدكتور دبغي جراحات لأكثر من 50 ألف مريض، بمن فيهم رؤساء دول.