طرقت باب الخبايا، قالت من الطارقْ
فقلـتُ مفتونٌ لا نـاهبٌ ولا سـارقْ
تبسمَتْ فلاح لـي من ثغـرها بـارقْ
ورجعت حيران في بحر أدمعي غارقْ
ومما سبق نجد أن الموليا جنس أدبي وليد عصر امتزاج الثقافات، واختلاط
الأنساب، وتقهقر اللغة العربية الفصحى، أمام انتشار اللهجات العامية».
وعن أشهر من كتبها في محافظة "الرقة" وأشهر من غناها ردَّ "النجرس":
«سيد الموليا في محافظة "الرقة" بلا منازع هو المرحوم "محمد الذخيرة" والد
الشاعر "محمود الذخيرة"، وأحفظ له الجميلَ من شعر "الموليا"، حيث يقول بإحداها:
(يـهيم دليلي نقيـط البوم بنعايا
سهران ليل الدجى سهران بنعايا
يوم الملاقى اسقانيَ الزين بنعايا
اشربت يوم خذاني النوم عشويه).
وهو القائل أيضاً:
(ما كل هضيله يصيد الحايمات البرّ
أنهاك عن عشقهن يـَوْليد ما تقدر
آنا اللقنصت وحَدي بالجايله والحّر
رميتها بنويجـتي وردَّت خلاويا).
أما ابنه الشاعر الكبير "محمود الذخيرة" فلقد أتحف هذا اللون بقصائد جميلة أذكر منها قوله:
(لي فاض بحر الهوى والزين ما لاحي
حتَّ الـعذيبي تغـير حِـين ما لاحي
أركض وراهن وأصيح ملاح يا ملاحي
كلـكن حوارم ترا مـن غيرها هـيّا).
وللشاعر "زيد الهويدي" بعض الأبيات الجميلة في "الموليا"، إذ يقول:
(لمّن لفاني العلم مطـعون بـرديني
لفراق ولف الجهل محـَّد يعزيـني
ضحك مع الخلق وآنا الهم طاويني
طيّ السجل للكتب يا "حسين" ما لومي
رميت حالي طفل واليوم مفطومـي
قلبي عليهم شبه خلوج ابن رومـي
على ولدها حزن يعـقوب وشـويا).
وبرز في هذا اللون شعراء أضافوا روحاً جديدةً للموليا، أذكر منهم الشاعر "خلف الكريدي" الذي يقول في إحدى قصائده:
(أكتب وأدز بـَلوَرق سلام لـعيونك
إن جاد ليلى صدقت لصير مجنونك
إثنين غصـبن علي دايـم يذكرونك
واثـنين دوم تهـشل إحـروفهن ميَّا).
أما مطربي هذا اللون من الغناء الشعبي في محافظة "الرقة" فهم كثيرون، ولكن
من أبرزهم نذكر المطرب المرحوم "محمد الحسن" وشقيقه المطرب "حسين الحسن"».