قراءة فى كتاب
الفرعون الذى يطارده اليهود ..!!
فى مايو سنة 1997م أصدر قطاع الأخبار كتاب شيق جداً للكاتب سعيد أبو العنين بعنوان " الفرعون الذى يطارده اليهود " قد تختلف مع الكتاب أو تتفق معه إلا إنك لا تملك فى النهاية إلا الإعتراف بأن الكتاب شيق جداً ويستحق القراءة والمطالعة ، وكان من السهل أن أرفع هذا الكتاب للمنتدى خاصة وأنه متوفر على النت ولكن لأنى أعرف أن حتى لو وضعته على المنتدى فلن يقرأه أحد فأحببت أن أغوص فى الكتاب بقراءة سريعة له تقدم بعض الإفادات للأعضاء ، والكتاب يتكلم عن الفرعون رمسيس الذى يعتقد اليهود أنه هو الفرعون الذى إضطهد بنى إسرائيل فى مصر ، التوراة المحرفة قالت لهم إنه الملك رمسيس ! هكذا حددته وبالإسم ! لكن هل هو فعلاً الفرعون الذى إضطهد نبى الله موسى – صلى الله عليه وسلم- ومجموعة بنى إسرائيل التى كانت معه ؟! ..هذا السؤال يظل معلقاً ..ولذلك حدثت جريمة يهودية ضد هذا الملك المومياء لقد ارادوا أن يخرجوه من مصر .. ويضعوه تحت البحث والفحص والدراسة ..وهذا ما حدث .. أخرجوه من مصر إلى باريس ..هذا الفرعون الذى لم يخرج من مصر منذ إكتشافه بالبر الغربي للأقصر سنة 1881 م أخرجه اليهود .. ولكن كيف تم ذلك ؟ كيف خرج ذلك الفرعون إلى باريس .. ولماذا ؟! ..
يحكى لنا مؤلف الكتاب تلك القصة .. قصة خروج الفرعون إلى باريس للعلاج .. أو ربما نقول أن علاج المومياء وفحصها كانت هى الحجة التى خرج بها ذلك الفرعون من مصر إلى باريس وبقرار جمهوري من الرئيس السادات ..وكان أداة هذه الخدعة طبيباً بطانياً فرنسياً يهودياً من أصل مغربي كان يعالج محمود ابو وافية عديل السادات!
لم تكتشف الخدعة إلا بعد خروج الفرعون من مصر .. عندما ذهب "موشى ديان " لزيارته سراً فى المستشفى ، وأخذ ينقر على أصابع قدميه بعصا المارشالية ويقول له بكل أحقاد اليهود " أخرجتنا من مصر وأخرجناك منها ميتاً" .. وقدمته الدوائر الصهيونية فى التليفزيون الفرنسي عارياً من لفائفه وقال المذيع وهو يثير إنتباه المشاهدين قبل البرنامج : إنتظروا حدثاً تاريخياً لا يقل إثارة وأهمية عن نزول أول إنسان على وجه القمر ! .. وغضبت مصر لهذه الإهانة .. وقدمت إحتجاحاً .. يفتح هذا الكتاب الذى نعرض له اليوم على صفحات المنتدى القصة التى لم تنشر من قبل .. كل اسرارها وخفاياها .. نرويها لكشف الحقائق .. وللرد على رواية التوراة .. وعلى الإدعاءات اليهودية التى تقول بأنهم هم الذين شيدوا الحضارة المصرية .. وهى الإدعاءات التى رددها " بيجن " وهو يشير إلى الهرم الأكبر أثناء جلوسه مع السادات .. والتى رددها موشى ديان وهو ينقب فى سيناء طوال سنوات الإحتلال بحثاً عن أثار تؤيد كلام التوراة .. ولم يجد شيئاً سوى اثار مصر التى نهبها وباعها بمليون دولار للمتحف الإسرائيلى ..
ولاشك أن رواية التوراة التى حرفها أحبار اليهود فالرد عليها لا يكون إلا بالقرآن العظيم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. ورواية القرآن هى رواية بالغة التشويق ..وهى تحكي القصة من البداية إلى النهاية ..من لحظة إنتشال موسى – عليه السلام- طفلاً رضيعاً من البحر إلى غرق فرعون ..يقول الكاتب سعيد أبو العنين أن رواية لا تنطبق على وقائع حياة هذا الفرعون ..وأن القرآن الكريم كان يتحدث عن فرعون اخر غير رمسيس ..ثم يعرض المؤلف إلى سؤال هام ومثير جداً وهو لماذا صمتت الأثار المصرية ولم تسجل الأحداث المثيرة فى قصة فرعون موسى كأحداث مباراة السحرة وإنفلاق البحر وخروج بنى إسرائيل من مصر وغرق فرعون ..كلها اسئلة نالت إجتهادات بعض الباحثين .. ولكن الشىء المثير أن العالمة الفرنسية " كريستين نوبلكور" ذكرت فى كتابها عن سيرة الملك رمسيس أن التوراة قد ظلمت الملك رمسيس ! وكل ما قالته عنه غير صحيح !
وهنا يجب أن نتسائل هل تنطبق الاحداث التى ذكرها القرأن الكريم عن فرعون موسى على حياة الملك رمسيس .
يقول لنا المؤلف أن الأحداث القرأنية لا تنطبق على حياة رمسيس للأسباب التالية :
1- أن النص القرأني يقول أن فرعون وزوجته قد تبنا موسى – عليه السلام - (وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون ) [ القصص: 9 ] وهذا يوضح أن فرعون وإمرأته كانا عقيمين وليست الزوجة فقط بدليل قولها قرة عين " لى " و" لك" ، ونحن نعرف أن الملك رمسيس لم يكن عقيماً وكانت له ثمان زوجات اولهن
" نفرتاري " وكان عنده أكثر من 150 من الأولاد والبنات وأسماءهم مذكورة على جدران المعبد .. وانا ربما اختلف مع المؤلف فى ذلك إذ ربما تكون تلك الأحداث التى ذكرها القرآن المعظم قبل أن يرزق فرعون بالأولاد فكم ناس متزوجون منذ سنين ولا يرزقون بالأطفال إلا فى سن متأخرة .. فليس الدليل الذى ذكره المؤلف من وجة نظري بدليل قوى معتبر.
2- أن فرعون إدعى الألوهية المطلقة لنفسه ، والواقع التاريخي يقول أن الملك رمسيس كان يحارب تحت لواء العديد من الألهة فى معركة قادش .. وأختلف هنا ايضاً مع مؤلف الكتاب لأن هؤلاء كانوا يتعاملون بمعايير مزدوجة فممكن ان يدعي فرعون الألوهية ويوجد فى نفس البلد ألهة أخرى يعبدها الناس مع فرعون خصوصا وان المصريين القدماء كانوا يجعلون لكل شىء إله .. فلماذا لا يكون فرعون يتكلم عن ألهويته فى مكانته كحاكم ويعبده الفراعنة ويعبدون معه إله النيل وإله كذا وكذا ..الخ
ففرعون لا يمانع بالتأكيد ان تكون هناك ألهة أخرى لا تنازعه سلطانه .. وكيف أصلا يغار فرعون من مجموعة من الأصنام ! وبالتالى أقول أنه ريما كان مع فرعون اصنام اخرى يقدسها المصريون القدماء .
3- أن النص القرأني يقول : ( ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون) [الأعراف: 137] أى لم يبق لهذا الفرعون من اثار لأنها دمرت ، ولكننا نعرف أن لرمسيس أثار لا تزال باقية إلى اليوم وبالتالى فهذا الفرعون ليس هو رمسيس .. وهنا أختلف مع المؤلف للمرة الثالثة لأن ربنا – سبحانه وتعالى – توعد فرعون بأنه سيجعله لمن خلفه أيه .. والأية لا تكون كاملة إلا بعد أن نرى ما كان يفعله المتكبر من أعمال وكذلك نهايته .. نعم دمر الله- سبحانه وتعالى- ما كان يصنع فرعون وقومه ولعل ما تبقى منها وما نراه هى بقية موجودة للعظة .. فلعل ما هو موجود من تراث رمسيس هو بقية منه لا كله بطبيعة الحال لأن الله – عز وجل – دمر ما صنعوا وما بنوا .
وفى النهاية لابد لنا ان نقول أن البحث فى إسم ذلك الفرعون لا يهم .. ولو كانت له فائده يترتب عليها عمل لذكر إسمه القرآن الكريم .. ولكن على كل حال سيظل الجدل فى كون هذا الفرعون هو رمسيس أو غيره مستمر حتى أن هناك بعض الباحثيين إشتط وقال هذا الفرعون هو " أحمس " وأخرون قاله غيره ، على كل حال الكتاب مفيد جداً والأهم أنه ممتع .
مع الاسف لينك التحميل عير فعال ارجوا من الاخوة الاعضاء السماح