حذر خبراء صينيون من أن فيروس "ستاكسنت" الخطير هاجم أكثر من ستة ملايين جهاز كمبيوتر شخصي، وحوالي ألف كمبيوتر بشركات اقتصادية عملاقه بالصين، وذلك بعد أقل من أسبوعين على اختراقه بعض أنظمة التشغيل في أولى محطات إيران النووية في بوشهر.
وقال وانج تشان تاو، المهندس بشركة (رايزينج) الدولية للبرمجيات ومقرها بكين، وهي شركة كبيرة تنتج برامج لمكافحة الفيروسات في الصين: إن فيروس "ستاكسنت" يمكن أن يخترق أجهزة الكمبيوتر، ويسرق معلومات سرية، وخاصة من شركات صناعية، ويرسلها إلى مزود خدمة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف وانج أن الفيروس الخطير استغل وجود عيب في أنظمة التحكم الإلكتروني بشركة (سيمينز) تستخدمه في الصناعة التحويلية للتملص من الفحص الأمني، مشيرا إلى أن الفيروس يمكنه أن ينسخ نفسه وينتشر عبر أجهزة نقل البيانات في شبكة أي شركة خاصة كانت أم حكومية، محذرا من أن القراصنة قد يسيطرون على آلات الشركة التي تديرها أجهزة الكمبيوتر التي اخترقها الفيروس، ويوجهون أوامر خطيرة تتسبب في دمار بالغ.
وذكر أن الشركة طورت برنامجا للقضاء على الفيروس، ويمكن تحميله مجانا من الموقع الرسمي للشركة، وقال: إن الملفات الموجودة ضمن "ستاكسنت" تشير إلى احتمال أن يكون مصدره إسرائيليا لاستعمال أسماء مثل "استير" و"ميرتيس"، وهي أسماء غالبا ما يستعملها المتدينون اليهود ومستقاة من العهد القديم.
تجدر الإشارة إلى أن الصين بها نحو 420 مليون مستخدم لشبكة الإنترنت بحسب آخر الإحصاءات الرسمية الصادرة عن مركز معلومات شبكة الإنترنت الصينية، ويرى المراقبون أن هذا الهجوم المعلوماتي الغامض الذي ضرب بنى تحتية حساسة، ولا سيما في إيران والصين، يجعل سيناريو وقوع حرب معلوماتية لا هوادة فيها في أي نزاع مسلح قد يحدث مستقبلا أمرا واقعا، مما يبرر تركيز حلف شمال الأطلسي (الناتو) على هذا التهديد الجديد، حتى أنه يعتزم التأكيد على ذلك الخطر في "مفهومه الاستراتيجي" الذي سيعتمده خلال قمته القادمة المزمع عقدها يومي 19 و20 نوفمبر القادم في لشبونة.
وقال دانيال فانتر، من المركز الوطني للبحث العلمي في باريس، ومؤلف كتاب صدر أخيرا عن "حرب الإنترنت وحرب المعلومات": إن "الصيغ الأولى لمثل هذه التهديدات بدأت في 1992 عند الأميركيين، وهؤلاء الأميركيون هم الذين غذوا شبكات القيادة الأمريكية بمعلومات خاطئة عن العراق اعتبارا من 2003".
وفي بروكسل رأى آكسيل دييفر، مدير الشركة الأوروبية للدراسات الإستراتيجية -الشركة الاستشارية للشؤون الإستراتيجية وإدارة المخاطر- أن الأمر تصاعد في اتجاه استغلال محتمل -عسكري وسياسي- للثغرات التي يمكن أن تعتري أي نظام معلوماتي".
وقد يبدأ النزاع المقبل بهجوم وقائي من هذا النوع استكمالا لعمليات قصف تقليدية، بما يشبه حرب "بيرل هاربر" إلكترونيا، يشل الخصم، في إشارة إلى الهجوم الصاعق الذي تعرضت له القاعدة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية