على باب الجنة
أحبهم لله .. أنفعهم
فى ليلة مظلمة .. بالقرب من بيت بعيد عن مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم
لاح في الأفق رجل ممسك بالطعام والزاد في يديه قاصداً أحد البيوت التي
يسكن فيها سيدة عجوز لاتستطيع قضاء حوائجها لكبر سنها ولكن ما لبث بعد
قليل إلا وقد غمرته الدهشة .. كل شئ في بيتها مرتب وعندها ما يكفيها من
متاع .. أخذ يحدث نفسه من فعل ذلك ؟؟
تربص خلف الأشجار في الليلة التالية ليعرف من الذي يخدم هذه السيدة العجوز
..ها هو رجل يقترب من بعيد .. يقترب ويقترب .. وما إن رأى وجهه .. حتى قال
" ياليتنى كنت شعرة في صدر أبى بكر " هكذا قال عمر بن الخطاب عندما علم أن
الذي يخدم العجوز هو أمير المؤمنيين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبو بكر الصديق قائد المة ورئيس الدولة .. يخرج من بيته ليلاً ليخدم إمرأة
مسلمة .. ذلك لأنه تعلم من قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (من نفس عن مؤمن
كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسّر
على معسر ، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مؤمنا ستره الله
في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) رواه
مسلم.
أدرك أبو بكر أن والسرور الفرحة والبسمة ..كلها طرق ممهدة إلى الجنة .. كما
قال رسول اله صلى الله عليه وآله :
ما من عبد يدخل على أهل بيت سروراً، إلا خلق الله من ذلك السرور خلقا
يجيئه يوم القيامة، كلما مرت عليه شديدة يقول : يا ولي الله لا تخف!..
فيقول له : من أنت يرحمك الله؟.. فلو أن الدنيا كانت لي ما رأيتها لك
شيئا!.. فيقول : أنا السرور الذي كنت أدخلته على آل فلان.
علم أبوبكر وعمر والصحابة جميعاً .. أن كل خير نقدمه للناس هو أكثر ما
يحبه الله منا .. فكل يد مساعدة .. كل كلمة طيبة .. كل بسمة .. كل خير
نقدمه للناس .. ننال به أعظم ما في الدنيا والاخرة .. ننال به حب الله لنا
..
يقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب
الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي
عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من
أن أعتكف في المسجد شهرا، ومن كف غضبه، ستر الله عورته، ومن كظم غيظا، ولو
شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه
المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن
سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل»