العطــــور
المعالجة العطرية أصبحت اليوم ذات شهرة واسعة في مكافحة الأمراض والتدليك وتغطية الروائح زيت الريحان.. يرفع النشاط ويبدد الارهاق والقلق ويزيل احتقان الأنف
أول من ابتكر اسم المعالجة العطرية هو الصيدلي رينيه موريس غاتفوس في عام 1928م والذي كان يعمل في منشأة لصناعة العطور تمتلكها عائلته. ويعود اليه الفضل في تأسيس الحركة الحديثة لهذا الفرع من الطب التكميلي. ففي أحد الايام كان غاتفوس يعمل في مختبر مصنع العطور عندها حرق يده فكانت استجابته السريعة ان غمس يده في اقرب اناء منه مملوء بزيت نبات الخزامى Lavander. حيث شفي الحرق تماماً وبسرعة مذهلة. ومن هذه الحادثة استكشف غاتفوس ان الزيت بالتأكيد له تأثير علاجي بالاضافة الى تأثير مطهر Antiseptic.
وفيما بعد طور العالم فالنت Valnet فكرة غافتوس ووجد ان الزيوت العطرية لها خواص ذات اهمية من ناحية انها مضادة للانتان ولها القدرة على اعادة بناء الانسجة الحية التي ساعدت في شفاء جروح الجنود المصابين في الحرب العالمية الثانية، واستمر فالنت في استعمال هذه التقنيات على نطاق اوسع من ذلك في معالجة اضطرابات نفسية وطبية معينة وقد نشر اعماله في عام 1964م في كتابه بعنوان «المعالجة العطرية Aromatherapy».
تاريخ استخدام الزيوت العطرية في العلاج: ان قدماء المصريين هم أول من استخدم الزيوت العطرية في مجالات الطب والصيدلة والتجميل، وظهر اهتمامهم بالعطور والعلاج العطري على جدران معابدهم في الدير البحري وفيله وادفو. أما اوروبا فقد استخدمت العطور في العصور الوسطى لمكافحة الكوليرا والطاعون. وفي السنوات القليلة الماضية بدءاً من عام 1928م عندما اكتشف الصيدلي رينيه موريس غاتفوس المعالجة العطرية، بدأ العالم يقبل على العلاج العطري للتغلب على الاجهاد والآلام والارق، كما استخدم بخاخات تحتوي على زيوت عطرية مثل الليمون واللافندر لمقاومة الامراض البكتيرية وتستخدم بعض الزيوت لتطهير الجروح. وتستخدم العطور بشكل واسع في التدليك وكان هو الميزة الرئيسية في تطوير الحمامات الرومانية في الحضارة الرومانية.
ويقال ان كليوباترا نجحت في اغواء مارك انطونيو القائد الروماني الذي فتح مصر بسبب انها كانت تتضمخ بزيت الياسمين. ومع حلول عام 1000م كانت شبه الجزيرة العربية هي المركز العالمي لتجارة العطور، فقد كان يتم احضار المواد الخام من الهند والصين ومن مصر وسوريا من اجل التجارة بها، وبعد زوال الامبراطورية الرومانية هبط استعمال وتجارة العطور في اوروبا حيث بدأت المنطقة تعج او تغرق في ظلام العصور الوسطى. وقد ايقظت عودة الجيوش الصليبية الى اوروبا صناعة العطور، ومرة اخرى بدئ باستخدام اريج الخلاصات العطرية وخواصها العلاجية لتغطية الروائح الكريهة ومكافحة الامراض. واصبح اريج عطور الشرق مألوفاً للناس ولكن بقي حكراً للاغنياء بشكل رئيسي. انتاج واستعمالات الزيوت الطيارة: ينتج العالم سنوياً كميات كبيرة من الزيوت الطيارة ففي عام 1987م على سبيل المثال كان قدر الانتاج العالمي الكلي بوحدات الطن المترية على النحو التالي: 3000 طن من زيت الليمون، 2500 طن من زيت اليوكالبتوس، 2000 طن من زيت القرنفل، 6000 طن من زيت النعناع. النباتات الهامة والمشتقات الحيوانية التي تحتوي على روائح عطرية تستخدم في علاج كثير من الامراض وفي الروائح المبهجة والمفرحة للقلب: الريحان وزيت الريحان Basil: ويوجد منه عدة انواع ويستعمل ضد الارهاق والقلق ولعلاج لسعات النحل والحشرات الاخرى، حيث يزيل الاحتقان. كما يساعد شمه على ازالة احتقان الانف في نزلات البرد.
استكمالاً للحديث حول الروائح العطرية والتي من شأنها معالجة الأمراض نذكر هنا:
- البابونج وزيت البابونج Chamonile: حيث يستعمل لجلب النوم ومضاد للأرق ولعلاج عسر الهضم وطارد للغازات ولمشاكل الأكزيما.
- قشر ثمرة البرغموت وزيتة Bergamot:يستعمل مطهراً وضد التوتر وازالة الاحتقان وبالأخص احتقان الحلق وضد تقرحات الفم وضد رائحة الفم الكريهة حيث يستعمل كفرغرة. كما يستعمل الزيت لعلاج البهاق.
- المرمية وزيت المرمية Sage: يستعمل زيت المرمية لرفع الروح المعنوية في حالة الحزن والأكتئاب ومضاد لألتهاب العضلات الناتجة من الرياضة.
- العتره وزيت العتره Geranium: يستعمل زيت العترة مهدئاً للأعصاب ورفع الروح المعنوية وعلاجاً لحب الشباب وبالأخص الوجه والصدر والظهر.
- الياسمين وزيت الياسمين Jasmin: يستعمل لرفع الروح المعنوية والأنتعاش ورائحته الجميلة لها تأثير على احاسيس الناس. يستعمل ضد البشرة الملتهبة حيث يهدئها تماماً.
- الشمر وزيت الشمر Fennel: مضاد جيد للغازات ومنكه ومضاد للحمض ومدر، مقوٍ للدورة الدموية ومهدئ قوي لآلام المفاصل والعضلات وضد الربو ومشاكل التنفس. كما يدخل في صناعة الصابون والعطور.
- اليانسون وزيته Anise: يستعمل مضاداً للغازات والأرياح والمغص وضد الكحة ومنكه وفي اللبوسات المستعملة ضد التهابات الحنجرة. يدخل في صناعة الصابون ومعاجين الأسنان وصناعة العطور.
- اليانسون النجمي وزيته Star anise: يستعمل كما يستعمل اليانسون السابق ذكره.
- الشبث وزيته Dill: يستعمل مضاداً للغازات والأرياح وضد تقلصات البطن ومهضم وفاتح للشهية وفي صناعة الصابون.
- اللافاندر وزيته Lavander: يستعمل على التهدئة والاسترخاء وتهدئة النفس من الاحباط والقلق ويزيل الأرق ومطهر للجروح والخدوش والحروق واماكن لسع الحشرات وقاتل ومطهر للبكتيريا والفطريات.
يعتبر زيت اليوسفي مهدئاً ومسكِّناً ويفيد في حالات عسر الهضم او الامساك ويدلك به عادة اسفل البطن.
اما زيت البرتقال يستخدم كمنعش ويساعد على تنشيط الجهاز الهضمي ويفيد الكبد ويساعد على تخلص الجسم من السموم.
وزيت الورد يستعمل للبشرة الجافة او الملتهبة اذا اضيف الى كريم لتدليك الوجه كما يحضر من زيت الورد ماء الورد الذي يستخدم على نطاق واسع مع مياه الشرب وزيت الورد يعتبر من اغلى العطور لرائحته المتميزة والمحبوبة.
اما زيت حصا البان ويعرف ايضاً بزيت اكليل الجبل ويستعمل لتنشيط الدورة الدموية ويمكن استعماله تدليكاً لتدفئة اطراف اليدين والقدمين ويفيد في حالة التواء المفاصل اذا دلكت اماكن الالم به ويساعد على ازالة القشرة.
كذلك زيت البنفسج يستعمل مضاداً للالتهابات وآلام الروماتزم ويوجد منه مستحضر على هيئة كريم يستخدم دهاناً لهذا الغرض.
أ. هـ . نقلا عن جريدة الرياض الاثنين 4 شعبان 1427هـ - 28 أغسطس 2006م - العدد 13944
د.جابر بن سالم القحطاني
تطرقنا سابقاً إلى موضوع الزيوت العطرية والمعالجة ذلك العلم القديم والذي تمت إعادته واستعماله كإحدى طرق العلاج والشفاء من الأمراض، حيث يعد الصيدلي موريس غاتقوس أول من ابتكر اسم المعالجة العطرية وقد تطور هذا العلم من بعده وتعددت أنواعه وطرقه وأصبح العالم اليوم ينتج آلاف الأطنان منه سنوياً، في الاسبوع الماضي ذكرنا بعضاً من النباتات وزيوتها ووصفنا الأمراض التي تعالجها وتشفي منها واليوم نستكمل الحديث.
المحلب رائحته جذابة ويستخدم ضد إرتفاع درجة الحرارة، كما يستعمل كمنشط جنسي.
الشذاب وزيته يستخدم كمطهر وضد التقلصات في العضلات ويجب الحذر عند إستعماله.
العرقه: وهي تشبه البابونج وهي تستخدم كمضاد للاحتقان، وضد المغص وتطبل البطن.
الجعده وزيتها تستخدم كمنوم جيد وطاردة للغازات ومخفضة للسد ومدرة للبول.
النعناع البري وزيته: ويستخدم كمنوم ومهدئ وطارد للغازات وضد المغص.
الكراويه وزيتها: تستخدم ضد تطبل البطن وضد تقلصاته وطاردة للغازات والأرياح.
الكزبرة وزيتها: تستخدم كمنكهة وطاردة للأرياح والغازات وضد التقلصات وفي تحضير العطور والصابون.
جوزة الطيب وزيتها: تستخدم كمنكهة وطاردة للغازات وضد تطبل البطن ومبيضة للبشرة وضد الكلف وضد التقلصات والصداع النصفي دهاناً.
القرفة وزيت القرفة: يوجد من القرفة نوعان هما القرفة السيلانية والقرفة الصينية ويستخدمان جميعهما على نطاق واسع، إلاّ ان القرفة السيلانية هي المشهورة والمعنية كطبية وهي تستخدم لتخفيض السكر وضد التطبل والتقلصات أما الصينية فهي منكهة أكثر من السيلانية وتستعمل دائماً كمشروب شتوي وزيتها يستخدم دهاناً ضد التقلصات وضد الصداع.
الكافور وزيت الكافور: الزيت هو المستخدم وهو يوجد أحياناً على الحالة الصلبةكبلورات وهو مهدئ ومخفض للنشاط الجنسي.
الزنجبيل وزيته: يستخدم الزنجبيل كمعرق ومنشط وملطف وضد غازات البطن وضد التهابات الحنجرة والحلق ويستعمل زيته ضد الالتهابات دهاناً والروماتيزم وآلام المفاصل وضد البرد والانفلونزا ويعتبر الزنجبيل مشروبا شتويا جيدا في السعودية.
الهيل وزيت الهيل: يستخدم كأحد البهارات الهامة وخاصة مع القهوة وكثير من الأكلات الشعبية وزيت الهيل يستخدم ضد التقلصات وضد آلام البرد والالتهابات وضد تطبل البطن.
الأخيلية ذات الألف ورقة وزيتها: تستخدم ضد الالتهابات والتقلصات ودهان زيتها ضد آلام المفاصل والتهابها وضد الصداع النصفي.
الانجدان الرومي (الكاشم): يستخدم طاردا للغازات وضد الالتهابات المفصلية وضد الالتواءات.
المر وزيت المر: يستخدم ضد الفطريات ومطهرا وضد نزف اللثة وآلامها ومقو معد وقاتل للبكتيريا والفيروسات وضد الحروق والجروح.
الكمون وزيته: يستخدم كمشه وطارد للغازات ومضاد للمغص ومخفض لآلام العادة الشهرية وزيته يستخدم في تحضير بعض العطور وفي صناعة الصابون وبعض اللبوسات ويعتبر من المنكهات الجيدة التي تستخدم على نطاق واسع.
السعد وزيته: يستخدم ملطفا لانتفاخات البطن ومدرا للبول والحيض ولشفاء قروح الفم والشفاه واللثة ومهضما قويا وله رائحة قوية جميلة ويهدئ آلام المعدة.
البعيثران
د.جابر بن سالم القحطاني
يعد البردقوش نباتاً عشبياً معمراً عطرياً يعرف بعدة اسماء مثل البردقوش والمرزكوش والدوش والوزاب وينتمي إلى فصيلة النعناع والحبق والمرمية والزعتر، تشتهر منطقة عسير بزراعته ويعرف في تلك الجهات بالوزاب، كما يزرع في المدينة المنورة ويعرف بالدوش وهو من النباتات المشهورة برائحته العطرية المنعشة ويستخدم على نطاق واسع كمشروب كأحد الشايات المشهورة ويعمل طارداً للغازات والأرياح ومهضم، زيت المردقوش يستعمل لتهدئة اوجاع الرأس عند خلط عدة نقاط مع زيت السمسم ويعمل مساج بهذا الخليط على الجبهة وكذلك يستعمل هذا المزيج في استرخاء العضلات والأعصاب.
البعيثران Artemesia
وهو من النباتات العشبية المعمرة وينمو في الوديان لكنه يزرع في منطقة عسير ويتميز هذا النبات بلونه الفضي أو الرصاصي وينتمي إلى الفصيلة المركبة ويزدهر في الشتاء، له رائحة عطرية قوية ومميزة تستخدمه النساء في عسير للزينة وزيته يستخدم لتهدئة الأعصاب خاصة إذا خلط مع زيت الزيتون ودهنت به الأماكن المجهدة، يستعمل النبات كشاي لعلاج الاضطرابات الهضمية ومخفض للسكر، وزيته مع زيت السمسم خليط مخفض للحرارة كدهان. جريدة الرياض الأثنين 11 شعبان 1427هـ - 4 سبتمبر 2006م - العدد 13951
د.جابر بن سالم القحطاني
استكمالاً للحديث حول الاعشاب وزيوتها العطرية ومدى فائدتها في العلاج والشفاء من الأمراض نذكر في هذا السياق اليانسون النجمي وهو ثمار لشجرة معمرة وتشتهر به اسبانيا والثمرة تشبه في شكلها النجمة ولذلك سمي باليانسون النجمي يحتوي على زيت طيار مشابه تماماً اليانسون العادي المعروف وتأثيراته نفس التأثيرات.
- الكادي وزيت الكادي Cade تشتهر منطقة جازان بأفضل انواع الكادي وهو عبارة عن زهر يشبه الى حد كبير كافور النخل ويؤخذ من نبات شجري معمر يشبه انواعاً من النخيل وعندما ينفتح الشمراخ الزهري الذي يشبه كافور النخل تنبعث منه رائحة جميلة وتستخدم النساء في منطقة جازان الكادي على نطاق واسع ويباع بالحبة المفردة ويزدهر بيعه وتجارته في مواسم الزواجات. يستخرج من شمراخ الكادي زيت يعرف بزيت الكادي من اجمل الزيوت العطرية كما يحضر منه ماء الكادي الذي يضاف لمياه الشرب.
الخلطات العطرية الشعبية ..عادات وتقاليد
2/1العود في نجد والسعد في عسير والمعسل في جازان والبشع في أبها
المشلف حلي طبيعي للنساء والرشوش لفراش النوم وغرفة الضيوف
* لاشك ان جميع مناطق المملكة غنية بالعادات والمناسبات التي تستعمل فيها الخلطات العطرية الشعبية كمناسبات الزواج والأعياد والحفلات والعزائم وغيرها، وتتشابه جميع المناطق سواء الشمالية منها أو الجنوبية أو الشرقية أو الغربية أو الوسطى فيما بينها بهذه العادات وسندرج هنا بعض الأمثلة على هذه التقاليد والتطبيقات لبعض الخلطات العطرية المشتملة على نماذج من نباتات عطرية ونماذج من منتجات حيوانية عطرية ونماذج من مصادر معدنية تستعمل للزينة ومن الأمثلة الهامة لهذه الخلطات البخور (عود، جاوني، مصطكي، معسل، ظفر، معمول، لبان ذكر، سعد، بشع، ند، صندل مع الكافور) والمزاهر والمشاط والفروك والغتشة والمكاعس والمشالف والمدامج والرشوش والغمائم وغيرها.. وفيما يلي تفصيل أهمها:
اولاً: البخور
البخور كلمة تطلق اما على مفردات عطرية أو على مخاليط عطرية توضع على الجمر فبتأثير حرارة الجمر على المواد العطرية المكونة لها يتحول المخلوط إلى دخان عطري جيد الرائحة، ويستعمل لذلك مباخر أو مجامر ذات اشكال وألوان متعددة على حسب ما جرت عليه العادة في مختلف مناطق المملكة وبعض هذه المباخر يعمل على الكهرباء والبعض الآخر على الجمر الطبيعي أو الصناعي، والجمر الطبيعي افضلها حسب ما ذكر الناس من تجاربهم ومن أشهر انواع البخور ما يلي:
1 العود بمفرده ويستعمل على نطاق واسع في مختلف مناطق المملكة ولو ان المنطقة الوسطى اكثر استعمالا للعود.
2 الجاوني بمفرده ويستعمل على نطاق ضيق في مختلف مناطق المملكة، الا انه يستعمل على نطاق اوسع لدى القرى والبدو وكان يستخدم بكثرة لتبخير المساجد
3 المصطكي بمفرده ويستعمل بقلة.
4 اللبان المُر (الكندر) أو ما يعرف باللبان الذكر أو الشحري ويستعمل على نطاق ضيق وكان فيما مضى يستخدم على نطاق واسع في بعض مناطق المملكة.
5 السعد بمفرده وهو عبارة عن العقد الجذرية المجففة لنبات السعد رائحة هذه العقد جميلة جداً عند حرقها ويستعمل السعد على نطاق واسع في منطقة عسير وله سوق تجاري كبير.
6 معسل أبها وهو مخلوط مكون من قشور نبات العرعر المدقوق والمخلوط مع الصمغ والمضاف له بعض الروائح العطرية ويعمل على هيئة اقراص وتستخدمه النساء في أبها وما جاورها كبخور ويعادله في نجد المعمول.
7 البشع بمفرده ينمو على بعض الصخور الرطبة وكذلك على جذوع بعض الاشجار الكبيرة مثل العرعر حيث تجمع وتجفف وتستعمل كبخور في منطقة أبها.
8 الأظفر في مفردها وهي اظافير (حراشف) مشتقة من حيوانات بحرية أو برية تستخدم كبخور في منطقة أبها وبعض المناطق الاخرى من المملكة وبعضها نظيف جداً وخال من البقايا اللحمية وهي اما متطاولة أو مدورة، أما إذا وجد فيها بقايا لحم فلابد من ازالته وذلك بنقعها في الماء لمدة 24ساعة ثم ينزع اللحم منها وتنظف جيداًِِ وتجفف ثم تستعمل.
9 المعسل المستخدم في منطقة جازان ويتكون من دقة عود وظفر وماء ورد وهيل وسكر ويحضر بصهر السكر على النار حتى يعقد من جهة، وتبليل مساحيق العود والظفر والهيل بماء الورد من جهة اخرى ثم تضاف إلى السكر المائع ويضاف إلى ذلك ما يرغب من عطور اخرى ويترك حتى يصبح على هيئة قرص متماسك، ويبخر به الملابس وشعر النساء وهو يشبه المعمول في نجد.
10 مخلوط الصندل مع الكافور.. يستعمل كبخور في المنطقة الغربية على نطاق محدود.
11 المعمول.. ويستخدم على نطاق واسع في منطقة نجد وخاصة في الرياض والقصيم ووادي الدواسر وهو على هيئة كرات بحجم بيض الحمام ويتكون من حوالي 17مادة، وكميات ونوعيات وجودة المواد تختلف من تركيبة إلى تركيبة، وعليه تختلف جودة المعمول بناءً على هذه الاختلافات وبعض هذه الفروق تبقى سراً للصانع وتروي مجموعة من السيدات من منطقة القصيم ان النساء يقمن بصنع المعمول من المواد التالية: ظفر وماء ورد ومسحوق العود ومسك أبيض ومسك أسود وعنبر معمول وزباد ومسحوق صندل وعنبرة سوداء ودهن العود ودهن الورد ودهن العنبر ودهن الصندل ودهن مخلط ودهن الزعفران ويجري تحضير المعمول كما يلي:
يؤخذ الظفر وينقى من اللحم ويغسل ويجفف ثم يحمس في محماس خاص مع الرمل الأحمر حتى يصبح لونه بنياً محمراً ثم يسحق.
تخلط المساحيق جميعها (الكميات متروكة حسب الذوق وباقية كأحد الأسرار العملية للمعمول وبالاضافة إلى نوعية المساحيق والدهون فهي ايضاً اسرار تؤثر على قيمة المنتوج، مع الصمغ وتخلط جيداً.
تبلل بكميات مناسبة من ماء الورد.
يضاف إلى ما سبق مخلوط جميع الدهون.
يعجن الجميع عجيناً جيداً ثم تقسم العجينة إلى كرات بحجم بيض الحمام ويتراوح سعر المعمول مابين 4حبات بريال إلى سعر الحبة الواحدة بثلاث ريالات.
12 الند.. يتكون من عجينة رخوة لعدة مخاليط عطرية، حسب الذوق، يحضر من هذه العجينة قضبان دقيق بطول حوالي 7سم وتجفف أو تؤخذ اعواد بطول 30سم ويغلف معظم طولها بهذه العجينة ثم تجفف لتصبح جاهزة للاستعمال، حيث تشعل في قمة العود، والقضيب النار فيصدر منه دخان عطري.
ثانياً: المزاهر
وهي حاويات مناسبة من الصفيح (التنك) يزرع بها انواع عديدة من النباتات العطرية وقد اشتهرت بها المنطقة الجنوبية بما حباها الله من نعمة من اعتدال المناخ وكثرة الأمطار وعلى الاخص منطقة أبها وما جاورها، فتقوم النساء في تلك المناطق بزراعة الريحان والوزاب (البردقوش) والبرك والشيح والعطرة والعرقة (نوع من النبات يشبه الاقحوان وله رائحة جميلة جداً) في مزاهر مختلفة الاحجام ويضعونها قرب نوافذ المنزل وعادة تحاط كل نافذة بمزهريتين واحياناً يزرعونها فوق شنعات الابواب الخارجية للمنزل (اعتاد الناس في السابق وضع برندة فوق الابواب الخارجية للمنزل ويسقفونها بخشب وطين وهذه الشنعة أو البرندة تحمي الابواب من الامطار وايضاً تظلل الشخص الذي يدق الباب من الشمس والمطر)، كما يزرع مع تلك النباتات نبات آخر يعرف بالشار له رائحة عطرية ويعتبر من النباتات المدادة، وعندما ينمو يتدلى فوق شنعة الباب من جميع الجهات فيضفي منظراً جذاباً للابواب، وتستخدم النساء في عسير هذه النباتات المزروعة للزينة كما يستخدمها الرجال والأطفال ايضاً في مناسبات الاعياد والافراح وغيرها.
ثالثاً: الفتشة
وهي عبارة عن عملية تقطير اتلافي (التقطير بمعزل عن الهواء) عادي لمخاليط عطرية وتشتهر بها منطقة القصيم وخاصة مدينة بريدة وما جاورها، ومن المنطقة تحدثنا احدى السيدات ممن لديهن خبرة في هذا المجال حيث تقول ان الفتشة من العطور الشعبية القديمة في المنطقة وهي على نوعية اما قرص ظفر أو قرص جاوني، وكانت النساء في الماضي يستعملن وعاءً مصنوعاً من الطين الذكرة الذي يعمل منه التنانير ويسمى الوعاء "برمة" أما في الوقت الحاضر فيستعمل لتحضير القرص العطري وعاء من الصفيح بحجم جالون الجرانيت وبعض الناس يستعملون جالون الجرانيت نفسه، ويطلى هذا الجالون بطين غرين (ما يرسب في قيعان الغدران والسدود) ويوضع في اسفله قليل من الرمل الرطب وفي الوسط يوضع كرة من الطين الرطب (عجينة طين) بحجم قبضة اليدين ويوضع فوقه طاسة (وعاء عادي لشرب الماء) سعة لتر واحد ويوضع في الطاسة مخلوط من مقدار بيالة (الكأس الذي يشرب فيه الشاي) واحد مسك حجر (كر) مرضوض ونصف بيالة مسحوق عود ربع بيالة محلب وواحد ونصف جرام زعفران (علبة واحدة)، وفي حالة الرغبة في الحصول على قرص ظفر فيذر على الرمل الرطب مقدار عشرة بيالات ظفر منظف من اللحم ومجفف ومسحوق بالاضافة إلى بيالة واحدة من الجاوني تذر في احد الجوانب، اما في حالة الرغبة في الحصول على قرص جاوني فتستبدل بيالات الظفر العشرة ببيالات جاولي مسحوق سحقاً خشناً مع اضافة تلاث بيالات ظفر، ثم يغطى الوعاء بغطاء قدر بطريقة مقلوبة بحيث يكون قعر الغطاء إلى الخارج ثم يملأ الغطاء بالماء البارد ويلحم الغطاء على الوعاء باحكام بواسطة الطين المخلوط بقليل من الرمل ثم يوضع الجهاز بمحتوياته على نار هادئة جداً لمدة 7 10ساعات مع ملاحظة عدم تهريب الغطاء لاي أبخرة متصاعدة من الوعاء، وخلال هذه العملية فإن الأبخرة المتصاعدة من المواد العطرية بطريقة التسخين سوف تتكثف عند ملامستها للغطاء الذي يحوي ماءً بارداً وتتقطر في الكاسة ، عند فتح الغطاء سوف نجد في قاع الكاسة ناتج التقطير بصورة مركزة مع بعض المواد الصلبة الباقية من المواد التي وضعت في الكاسة، وهذا الناتج النهائي يسمى قرص (قد يكون قرص جاوني أو قرصاً ظفر)، وله استخدامات شعبية عطرية عديدة فهو يدخل في تركيب المشاط والفروك والرشوش ويستعمل كعطر بمفرده.. وغير ذلك..
رابعاً: الرشوش:
هو سائل عطري يحضر من تخفيف ناتج الفتشة أو يحضر من بعض المياه العطرية لبعض العطور ويستعمل بكثرة في منطقة نجد ويرش به فراش النوم وغرفة الضيوف والمجالس ويستعمل له المرش المعروف.
خامساً: المكاعس وعطر الحلق:
والمكاعس وعطر الحلق من التقاليد الشعبية التجميلية التي تتميز بها منطقة أبها وما حولها، فمن المنطقة تروى لنا احدى السيدات ممن لديهن خبرة عن هذا الموضوع فتقول: تستعمل النساء الريحان على هيئة مكاعس (بروز تجميلية في هامة الرأس) والمكعس يوضع بطريقة دقيقة في قمة الرأس حيث تقوم المرأة بغسل الشعر بمسحوق اوراق السدر وتجففه جيداً ثم تقوم بتمشيطه وتضع في قمة الرأس غونتان واحدة في كل جانب وهي عبارة عن خصلة صغيرة توخذ من الشعر في قمة الرأس وتظفر لوحدها ثم تظفر هذه الغونة مع ظفيرة كبيرة تأخذ الجزء العلوي الايمن من الرأس ثم يدخل بها عدد من اغصان الريحان ثم يعمل نفس الشيء بالنسبة للجزء الأيسر من الرأس وعادة تستخدم المرأة بعض المشاط عند ظفر الشعر، وفي بعض الأحيان يوضع مع الريحان غصن أو غصنان من البعيثران والذي يعرف في اغلب تلك المناطق بالبرك وكذلك غصن من الشيح الجنوبي وهو يختلف تماماً عن شيح نجد.
اما عطر الحلق فإن المرأة تستعمل غصناً من نبات العطرة (نبات يرتفع إلى حوالي متر ويشبه في شكله النفل ويزرع في المنازل ورائحته جيدة) مع غصن آخر من الريحان وتضعه في رقبتها وذلك بربط الغصنين في احد العقود التي تلبسها، ويمكن ان تستخدم في بعض الاحيان البعيثران ان لم يوجد الريحان أو العطر أو يمكن ان يستخدم الشيح أو الوزاب في حالة انعدام المواد السابقة، وهناك طريقة اخرى لتعطير الحلق يستعملها النساء، حيث يقمن بعمل عقود من القرنفل والهيل ويلبسنه بدلا من العقود العادية.
ولا يقتصر استعمال النباتات العطرية السابقة على النساء فحسب بل يستخدمه الشبان والشيبان والأطفال من البنين والبنات وبشكل ملفت للانتباه.
سادساً: المدامج:
تستعمل كبديل للمكاعس التي سبق الاشارة اليها وذلك في عدم وجود أي من النباتات العطرية السابقة حيث ان اغلب تلك الاعشاب موسمية، تقوم النساء بعمل المدامج بأخذ قطعتين من القطن متساويتين في حجم فنجان القهوة ثم يسحق المحلب وازهار الورد ويمزج جيداً مع الماء على هيئة عجينة رخوة ثم تغمس فيه كرات القطن وتوضع كل قطعة وهي مشبعة بالخلطة في ركن هامة الرأس، حيث يؤخذ جزء من شعر الهامة ويرفع إلى اعلى ثم توضع قطعة القطن ويعاد الشعر فوق القطن ثم يضفر الشعر كما سبق في حالة المكاعس وتلبس فوقها الشيلة أو المنديل فيعطي منظراً جميلا لقامة المرأة.
سابعاً: المشلَف
مجموعة من الاعشاب العطرية الفواحة تربط في خلف الرأس وتشتهر منطقة جازان بالمشلف ومن المنطقة تروي لنا احدى السيدات قائلة: ان المشلف من الحلي الطبيعية الخاص بالنساء مكون من اعشاب عطرية وهي البرك (البعيثران) والوزاب والشذاب والكادي والواله أو ما تيسر منها، يؤخذ من كل منها مجموعة اغصان وتربط مع بعضها البعض في صفوف متناسقة ثم تربط على الضفائر من الخلف بشريط مناسب وتلبس لوحدها أو مع الكبش (سنتحدث عنه لاحقاً)، فهي تعطي رائحة جذابة، كما ان عشبة الشذاب تطرد الهوام في حالة النوم وخاصة في قديم الزمان عندما كان الناس ينامون على الارض مباشرة، ويتردد على السنة الناس قولهن: "فلانة شالفة".
ثامناً: الكبش
هو نوع من الحلي الطبيعي العطري المستعمل في منطقة جازان على هيئة عقد تعلق على الرقبة فيتدلى على الصدر معمول من ازهار الفل الجازاني المشهور ومن المنطقة تروي لنا احدى السيدات طريقة صنع الكبش فتقول: ان الكبش احد الحلي الطبيعية العطرية المستعمل في المنطقة من قديم الزمان وهو عبارة عن عقد ينظم من ازهار الفل يبلغ طواله حوالي 130سم ويحوي مايقارب من ثلاثة آلاف زهرة فل، تقوم النساء بتنظيمها بخيط دقيق باستعمال الإبرة، بحيث تدخل الإبرة في الربع الأسفل من الزهرة (الجزء الرفيع) وباتجاه متعامد مع محور الزهرة، بحيث يكون أعلى الزهرة إلى الخارج وأسفلها إلى الداخل. ويدخل في الإبرة ست زهرات في آن واحد بحيث تشكل في مجموعها شكلا دائريا حول الخيط وبحيث تكون متراصة تراصاً ضيقاً جداً بدون ترك فراغات فيما بينها، وهكذا حتى يتم صف جميع الأزهار في الخيط مع وضع بعض أزهار الورد الأحمر كفواصل بين أزهار الفل على بعد مسافات مناسبة وتربط نهايتا الخيط مع بعض فينتج عقد اسطواني الشكل من الفل المرصوص المتناسق بشكل جميل جداً يتزين الفتيات والنساء في المنطقة بالكبش فيعلقنه على رقابهن فيتدلى على صدورهن فيزيد حسن جمال الصدر جمالاً ويلبسنه في المناسبات المهمة مع السحلة (سنتحدث عنها وهي غطاء للرأس مصنوعة من زهور الفل) او يلبسنه مع المشلف فتبدو الفتاة وكأنها باقة من العطر متحركة فتشعر بنشوة عنفوان الشباب وتكون موضع اعجاب واستحسان من الجميع. ومن العادات المألوفة في منطقة جازان تبادل العريسين عقدي الفل (كبشان) فيقوم العريس بتلبيس عروسه عقد الفل الذي جهزه معه وتقوم هي بتلبيس عريسها العقد الذي أحضرته معها، وذلك خلال حفلة الزواج. وفي الماضي كان النساء يلبسن الكبش والسحلة أو المشلف مع ثوب الميل وهو أحمر أو وردي اللون ومزركش بخيوط ذهبية مع لبس مسفع أزرق (طرحة) فتبدو الفتاة بألوان زاهية عطرية.
الخلطات العطرية الشعبية .. عادات وتقاليد 2/2
الأثمد يشد البصر وينبت الشعر ..والحناء يعالج الصداع ويخفي الشيب
السحلة للنساء والغمائم للرضع ، والمشاط : وردة وطيب وظفر وسدر
ثامناً: السحلة وهي نوع من الحلي الطبيعي العطري تغطي الرأس ما عدا مقدمته، وتصنع من أزهار الفل، ومن المنطقة تروي لنا مجموعة من السيدات من ذوات الخبرة في صنع السحلة فيقلن: ان السحلة مشهورة في منطقة جازان منذ القدم وتكون من حوالي أربعة آلاف زهرة فل تنظم في خمسين قطعة من الخيوط الدقيقة، طول كل خيط 45سم ويسمى "محءرقَهء" في كل خيط ثمانون زهرة، يقوم النساء بتنفيذها تنفيداً متناسقاً بحيث يدخل الخيط بواسطة الابرة في وسط الزهرة موازياً لمحورها ثم يعقد كل خيط من طرفيه بحيث يصبح على هيئة دائرة. تجمع هذه الخيوط وتوضع على هامة الرأس دون مقدمته ومؤخرته وخلف الرقبة وتصف صفاً دقيقاً وتربط مع بعضها البعض بحيث تصبح وكأنها غطاء واحد متكامل، أما مقدمة الرأس فيوضع عليها الشماس وهو نوع من أدوات الزينة مكون من قطع ذهبية دائرية الشكل خفيفة الوزن مرصوفة على قطعة قماش.تتحلى الفتيات والنساء في منطقة جازان بالسحلة في مناسبات الزواج والمناسبات العزيزة الأخرى فيزيد حسنهن روعة وأناقة وجمالاً، كما يفوح منهن ذاك العبير الفلي المتميز الذي يدغدغ مخ الرجل، ويتردد على ألسنة النساء قولهن "فلانة مسحلة" وذلك عندما ترتدي السحلة وتسمى الفلة الواحدة "جُعب" وقد يوضع الفل على السدرية على هيئة نقوش تخاط بخيط دقيق على السدرية التي تلبس أيضاً في المناسبات. كما تنظم بعض زهرات الفل بحلق الأذن (الأقراط) فيوضع في كل حلقة ثلاثين فلة فتزيد من رائحة الصدغ العطرية، كما تذر زهرات الفل على فراش النوم فتعطيه رائحة طيبة لها ذكريات حسنة وخاصة عند الزواج في تلك الليلة.
تاسعاً: العُكارهو طوق عبارة عن نصف قوس مصنوع من الأعشاب العطرية يلبسه الرجال في منطقة أبها وما جاورها فوق رؤوسهم وهو يشبه إلى حد ما العوك الذي يلبسه النساء. ولكن يصنع من الجلد أو من جذور النباتات العطرية ويجمل بوضع بعض الحلقات الفضية عليه، أما الأعشاب المستعملة في العكار للرجال فهي البرك أو الوزاب حيث تشبك في هذا العكار بطريقة متناسقة ويلبسه الرجل فوق رأسه.
أما الأطفال فلهم أعكرة خاصة تزين بالأزهار الملونة والأعشاب الخضراء الزاهية.
عاشراً: الغمائموهي خاصة بالأطفال الرضع في الجنوب فتروي لنا إحدى السيدات قائلة: تقوم النساء في منطقة الجنوب بعمل غمائم للأطفال الرضع. والغمامة عبارة عن قطعة قماش تخاط على هيئة انبوبة مفتوحة من أحد الجهات وتكون على مقاس رقبة الرضيع ثم تحشى بمسحوق المحلب والورد والقرنفل والظفر وقليل من السعد ثم تقفل من الجانب الذي استخدم للحشي ويخاط في كل جانب خيط مفتول ثم تربط هذه الغمامة في رقبة الطفل سواء كان ذكراً أو أنثى وهذه الغمامة تمتص لعاب الطفل وتجعل رائحة الطفل طيبة عند تقبيله وتجدد هذه الغمامة كل شهرين حتى يتعدى سن الطفل السنة الأولى من عمره.
حادي عشر: المشاطوهوعبارة عن مخاليط لمساحيق مواد عطرية تعمل مع الماء أو ماء الورد علي هيئة عجينة رقيقة ويظفر بها شعر الرأس وتستعمله النساء قديماً في المناسبات الخارجية وعادة تمشيط الشعر متأصلة في عرب الجزيرة منذ القدم فعلى وقت الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر وجود الماشطة وهي ما يساوي الكوفيرة في أيامنا هذه، والماشطة متخصصة بتمشيط النساء وتزيينهن للعرس أو لقدوم الزوج من سفر، وقد اشتهر منهن في ذلك الزمان أم زفر.وماتزال عادة التمشيط منتشرة في جميع مناطق المملكة وقد تختلف من منطقة إلى أخرى اختلافاً بسيطاً في مكونات المشاط نفسه وفي تسميته فمن أشهر التسميات كلمات: وردة وطيب وظفر وسدر وفيما يلي توضيح كل منها:
1 الطيب: وهو خليط لمساحيق مواد عطرية تعمل على هيئة عجينة رخوة ويمشط بها شعر الرأس ثم يظفر، ويمكن تمييز نوعين من تركيبات الطيب:أ عجينة رخوة مكونة من مساحيق المحلب والهيل والقرنفل والظفر المنتقى حيث يعجن الجميع بماء الورد.ب عجينة رخوة تتكون من مساحيق المحلب وأزهار الورد قبل تفتحه وفي بعض الأحيان يضاف بعض من القرنفل ويتم عجن المخلوط بالماء.
2 الظفر: يحمس الظفر ويسحق ويضاف إليه مساحيق كل من الهبهان (الهيل) وجوزة الطيب ويضاف إليه بعض العطر ويعمل على هيئة عجينة رخوة ويمشط به الشعر بمفرده وأحياناً بعد تمشيط الشعر بهذه الخلطة وقبل ظفره يوضع على الشعر أحد أنواع الطيب (المشاط) السالفة الذكر ثم تستكمل عملية التظفير.
3 الوردة: وهي خليط من مساحيق ناعمة جداً لعدد من مواد عطرية تعجن لتصبح عجينة رخوة ويمشط بها شعر الرأس ويظفر وتتركب الوردة في معظمها من مسحوق ورق السدر البري مضافاً اليه كل من ثمر (أزهار الورد قبل تفتحها) ومحلب وزعفران ومسك كسر (حجر) وظفر محمس ومصطكى وهيل وكمية قليلة من الفتشة (سائل + قرص) ومادة ملونة إما لون أحمر أو لون برتقالي، وكانوا في الماضي يستعملون مسحوق كرب النخل (وهي قواعد أوراق النخل)يجانس الجميع بعد طحنه بمطاحن خاصة ونخله، وكان في الماضي هناك نساء مختصات لطحن الوردة وتركيبها وكان عددهن كثيرا، أما الآن فقل عددهن وبدأت النساء الراغبات في الوردة يقمن بتحضيرها بأنفسهن أو يشترينها جاهزة من السوق، والنساء يتفنن في نوعية وكمية المواد الداخلة في تركيب وتحضير الوردة. وكان استعمال الوردة في الماضي من الأساسيات لأمور الزواج فيجمل شعر العروس بالمشط بالوردة يتبعه التظفير وذلك ليلة الزواج (الدخول) فيبدو رأس العروس جميلاً عطراً وكأن عليه تاج يهيج المعرس وتكون ليلة مباركة. ومن العادات السائدة آنذاك أن على الزوج أن ينقض ظفائر عروسته ليلة العرس مما يدل على إشارة حبها، حتى أن النساء في الصباح يتساءلن هل نقض الزوج شعر عروسته أم لا! فإن كان نعم فهو دلالة على حبه لها وإن كان لها فهو دلالة على عدم حبه لها.
4 السدر: وهذا أبسط أنواع المشاط حيث يعجن المسحوق الناعم لأوراق السدر بالماء على هيئة عجينة رقيقة ويمشط ويظفر به الشعر. ويعتبر هذا للعناية بشعر الرأس وليس كطقس من طقوس التجميل.وفي جميع حالات تطبيق المشاط بالطرق المختلفة جرت العادة على وجود امرأة تقوم بعملية المشاط تسمى المشاطة.. وتشتهر في كل حي ماشطة واحدة. لأن المرأة يصعب عليها أن تمشط شعرها وتظفره بنفسها على أن هناك بعض النساء تستطيع أن تقوم بعملية المشط والتظفير بمفردها ولا سيما ان لم يكن اكرداً. وتتفنن النساء بعملية المشط وبعدد الظفائر فمنهن من يعمل شعر الرأس ظفيرتين فقط ومنهن من يعمله عدة ظفائر كل على حسب ما وهبها الله من شعر جميل.
ثاني عشر: الفروك وهو مسحوق ناعم جداً لمواد عطرية بعضها ذو ألوان زاهية ويضعه النساء ذروراً في فرقة شعر الرأس (الفرقة أو الشقوه) التي تنتج بعد تقسيم الشعر إلى نصفين ثم مشطه أو تسريحه وظفره.
ويوضع الفروك بشكل أساسي في الجزء الأمامي من الفرقة فيعطي منظراً جميلاً لمقدمة الرأس والجبهة. وتتشابه عملية الفروك في جميع مناطق المملكة ويمكن ملاحظة نوعين من الفروك هما:
1 فروك يكون من زعفران وقليل من الورد وعصفر وهذا يكون لونه أصفر أو أن يضاف إليه صبغة حمراء فيكون لونه أحمر إلى برتقالي.
2 فروك مكون من الحسن المسحوق سحقاً ناعماً (نوع من الأحجار النادرة لونه أصفر إلى برتغالي).
ثالث عشر: الكحل يعتبر الكحل من المواد التجميلية للعين وهو من المصادر المعدنية ومن أنواع الكحل الحسن والأثمد، والأثمد هو أطيب الأكحال، وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يكتحل بالأثمد وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "كانت للنبي صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل منها ثلاثاً في كل عين". وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عليكم بالأثمد عند النوم فإنه يجلو البصر" وفي لفظ: "يشد البصر وينبت الشعر". والأثمد هو حجر الكحل الأسود يؤتى به من أصفهان، وهو أفضله وأفضله الأثمد السريع التفتت، وما كان لفتاته بريق، وكان داخله أملس ولم يكن فيه شيء من الأوساخ. والكحل منتشر في المملكة بين النساء بكثرة وفي بعض مناطق المملكة يستعمله الرجال خاصة كبار السن وتلاحظ هذه العادة منتشرة في جنوب المملكة، وعادة يكتحل النساء عند النوم للتزين للرجل أو في المناسبات الاجتماعية الخاصة حيث إن الكحل يزيد من جمال العين.ويوجد أنواع كثيرة من الكحل في المملكة بعضه على هيئة مساحيق والآخر على هيئة قطع من الأحجار السوداء اللامعة. وقد عملت دراسة على حوالي اثني عشر نوعاً من الكحل في أسواق المملكة فوجد أن أغلبها تحتوي على كمية من الرصاص. والرصاص له تأثير ضار على العين وبالأخص عند الأطفال حيث إن الكحل يمتص عن طريق الغشاء المخاطي للعين ويسبب مشاكل للأطفال الذين تكحلهم أمهاتهم وقد يصاب الطفل بالعمى نتيجة لذلك، وعليه فإنه يجب عدم استخدام الكحل للأطفال وإذا كان لا بد من ذلك فعليكم بشراء الكحل من نوع الأثمد الذي يوجد على هيئة قطع وليس مسحوقاً، ويسحق في المنزل ولكن يجب أن يكون الجهاز الذي يسحق فيه نظيفاً تماماً خشية أن يتلوث ببعض البكتيريا التي يمكن أن تسبب تلوثاً للعين الذي قد يؤدي إلى العمى.
رابع عشر: الحناءيعتبر الحناء من أشهر النباتات المستخدمة في المملكة وعلى الرغم من أنها تزرع في معظم مناطق المملكة المختلفة إلا أن معظم ما يستخدم يكون مستورداً من الخارج وذلك على صور مسحوق حيث يتم عمل عجينة الحنا لأغراض مختلفة منها ما هو طبي حيث تستخدم كعلاج لصداع الرأس وضربات الشمس وللاصابات الفطرية والجلدية وبالأخص ما يكون بين أصابع الأقدام.. قال عبدالملك من حبيب: بلغني أن الحناء دواء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابه خدش أو جرح أو قرص وضع عليها الحناء حتى يرى أثره على جلده، وكان إذا صدع غلف رأسه بالحناء، وكان لا يشتكي إليه أحد وجعاً برجليه الا أمره بالحناء، أن يخضبها به، واخرج ابن السني وأبونعيم في الطب النبوي عن أبي رافع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسيد الخضاب الحنا، يطيب البشرة ويزيد في الجماع". وأخرج البزار وأبونعيم في الطب النبوي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اختضبوا بالحناء فإنه يزيد شبابكم ونكاحكم".وتضيف النساء الليمون عند عمل عجينة الحناء وهذا تصرف سليم لوجود صبغة نباتية في الحنا تسمى "اللوزون" وهي التي تعطي اللون الأحمر البني للحناء، وهذه الصبغة تحتاج لثباتها إلى وسط حامض وتستعمل الحناء للزينة والتجميل وبالأخص في مواسم الأعياد والأفراح وحتى في الأوقات العادية فكثير من الناس مولعين بالحناء وبعض العجائز من رجال ونساء في بعض قرى المملكة لا يتركون صبغة الحناء تزول من أياديهم وأرجلهم إلا ويجددونها دوما. ومن الأمثلة الشعبية الدارجة في نجد المثل القائل: "يجوز العيد بلا حنا" أي بدون حناء. وهذا يدل على أهمية استخدام الحناء وحرص الناس عليه. وفي القرى وخاصة في منطقة الجنوب تقوم النساء الكبار في السن بتخضيب اليدين من المعصمين ظاهره وباطنه وكذلك القدمين من الكعبين، أما الرجال فيخضبون اليد اليمنى فقط من المعصمين والرجلين من الكعبين، أما الفتيات أو النساء قبل سن الخمسين فيخضبن الأكفف فقط، وبالنسبة للأرجل فيخضبن حواف القدمين فيعطي منظراً جذاباً. كما اعتاد الناس أن تتخضب الأسرة جميعها بما في ذلك الأولاد والبنات الصغار وله عادة طقوس جميلة لدى بعض المناطق. وفي الزواج تكون هناك ليلة الحناء وهناك متخصصات في عمل الحناء ونقشه، فتوجد نقشات جميلة تنقش على الأيدي والأرجل وحتى بعض الشعوب تخضب جزءا من الساعدين والبعض تضع بعض الرسمات الجميلة على جانبي الرقبة من الحناء. وتستعمل النساء الحناء ويدخل أيضاً مع الأطياب فيعطي الشعر لوناً لامعاً جذاباً. كما أن النساء والرجال الكبار في السن يستعملون الحناء في اخفاء الشيب حيث يحول لون الشعر إلى لون كستناني جميل أ.هـ.