كثير
من الأمهات تعاني من سلوك أطفالهن خارج المنزل، فالطفل في داخل المنزل
يشعر أنه تحت الرقابة وأنه مقيد بقيود معينة وقد يكون سبب انضباطه هو وجود
والده أو إدراكه أن والدته ستخبر والدته بشأن الأخطاء التي تقع منه داخل
المنزل وبالتالي فإن العقاب قادم، بينما عندما يخرج الطفل من المنزل بصحبة
والدته فإنه أحيانًا يكون منفلتًا وشاعرًا بأن هناك حالة من التحرر
والانطلاق تمنحه صلاحيات التصرف بشكل غير مسئول أو مقبول.
أولاً: اجعلي طفلك مدركًا لعواقب تصرفاته
من
الضروري قبل الخروج من المنزل إلى التسوق على سبيل المثال أن توضحي لطفلك
بشكل هادىء ولكنه واضح في الوقت نفسه أن كل تصرف سيصدر عنه سيكون له
تداعيات وعواقب وأنه يجب عليه بالتالي ألا يقدم على سلوك معين إلا بعد أن
يفكر فيه ويديره في رأسه ليحسب العواقب التي ستقع ويقرر ما إذا كان يريد أن
يقوم بهذا السلوك أم لا.
ثانيًا: كوني واضحة في تعليماتك ومحددة
إذا
كنتي تصطحبين طفلك إلى أحخد الأسواق التجارية أو المحلات فيمكنك ببساطة أن
تجلسي معه قليلاً قبل الخروج من المنزل لتخبريه بالأمور التي تريدين أن
تحدث بشكل محدد، فيمكنك أن تخبريه بضرورة أن يبقي يده في يدك طوال الوقت
حتى لا يتوه وسط الزحام، وكذلك يجب عليه ألا يمد يده على أي سلعة معروضة في
السوق التجاري وإذا أراد أن يتوقف عند شيء معين عليه أن يطلب بمنتهى
التهذيب ذلك ولا يعبر عن أي استياء أو غضب في حالة رفض طلبه.
ثالثًا: ضعي لطفلك دليلاً عامًا في مثل هذه الخروجات
من
الأهمية بمكان أن يكون هناك دليل عام بقواعد سلوكية عمومية يتعلم طفلك أنه
يجب أن يلتزم بها بمجرد الخروج من المنزل مثل عدم الحديث بصوت عال وعدم
إلقاء القمامة على الأرض، وعدم العبث بثيابه أو بشعره وعدم التعامل مع
الحيوانات التي يمكن أن يبصادفها خارج المنزل، بالإضافة إلى ضرورة عدم
التجاوب مع الغرباء.
رابعًا: تحديد العقوبات
كل
تصرف خاطىء يخالف ما تم الاتفاق عليه سيقابل بعقوبة واضحة وحاسمة، وهذا
أمر يجب أن يكون جليًا قبل الخروج، فعقوبة البكاء بدون سبب أو التذكر عند
عدم شراء لعبة معينة أو وجبة طعام معينة ستكون عقوبة محددة ومعلومة مسبقة
للطفل، وبالتالي فإن كل تصرف لا يليق يصدر عنه خارج المنزل ستترتب عليه
عقوبة واضحة ومعلومة.
خامسًا: لا توافقي بعد الرفض
إذا
طلب منك طفلك أمرًا معينًا خارج المنزل وكان جوابك الأول هو الرفض وعدم
الاستجابة، فمن الخطورة بمكان أن تعودي بعد ذلك وتحت إلحاح منه للموافقة
على الشيء نفسه، لأن هذا سيجعله يفقد إحساس المسئولية ويشعر أن كل شيء ممكن
ولا حدود للانضباط.
سادسًا: الحل الحاسم
إذا
كان طفلك قد قرر الدخول في هيستريا من البكاء والغضب والصراخ لإجبارك على
تنفيذ رغبته في أحد الأسواق التجارية، فقد لا يكون أمامك من مفر سوى اللجوء
إلى أسلوب صعب يحتاج إلى تركيز ودقة في تنفيذه وهو أن تختفي عن نظر طفلك
لعدة دقائق بشرط أن تكووني دائمًا ناظرة إليه ولا يغيب عن عينيك بينما هو
لا يستطيع أن يراك، ليدرك جيدًا في هذه اللحظة أنه قد يصبح وحيدًا في هذا
العالم بين لحظة وأخرى وساعتها سيخرج من حالة الهياج التي كان فيها وينصاع
لك مرغمًا.