تظهر
بوادر الخوف عند الأطفال منذ سن صغير وهم في الثالثة من عمرهم حيث يبدأ
إحساسهم بالخوف من أمور كثيرة مثل الخوف من الظلام أو من الحيوانات أو من
الخوف من الأصوات العالية.
ويستطيع
الوالدان أن يسهما في التخلص من الخوف عند الأطفال من خلال خطوات بسيطة
أساسها التفهم والصبر، حتى لا يكون لمشاعر الخوف تداعيات سلبية على المدى
الطويل عند الأطفال.
احتواء مخاوف الطفل
-
يجب على الوالدين أن يكونا قدوة للهدوء والاستقرار في تصرفاتهما أمام
طفلهما الخائف، وذلك من خلال أن يمارسا حياتهما بصورة طبيعية، لأن الجو
الأسري المحيط بالطفل يعتبر من أهم العوامل المؤثرة والباعثة على الطمأنينة
والأمان.
وبالنسبة
للأم عليها أن تراعي وقت شعور الطفل بالخوف أن تبادر بتهدئته والحديث معه
بحنو وثقة مع البعد التام عن تعنيفه، واللجوء إلى أسلوب الحوار وتوجيه
الأسئلة والتأكيد على أنه ليس وحده.
-
ادعمي طفلك نفسياً ولا تستهتري بمشاعر الخوف لديه، لأن الطفل لا يستطيع
تجاوز إحساس الخوف إلا إذا وجد حالة من المساندة المعنوية الصادقة من جانبك
كأم.
-
يجب على الأم أن تعمل على تقديم نماذج جيدة في التعامل مع المخاوف التي
تثير شعور الخوف لدى الطفل، فالأم الذي تخاف من الفأر مثلاً ، عليها أن
تحاول عدم إظهار تلك المخاوف أمام طفلها بل تبذل قصارى جهدها لمداراة هذا
الخوف لكي لا يتأثر الطفل.
-
من المهم أن يحرص الوالدان على تقليل الخوف عند الأطفال، ففي حالة خوف
الطفل من الظلام يجدر بالأم أن تحاول الجلوس مع الطفل، ثم تقوم بخفض الضوء
إلى حد ما، وتشعره بأنه معها في أمان، أو تقومين في بعض الأحيان بالنوم مع
الطفل في حجرته والباب مفتوح ثم تغلقين الباب كل يوم بشكل أكبر من اليوم
الذي قبله، وذلك حتى يتعود على الظلام ولا يخافه.
-
للتغلب على أزمة الخوف التي تنتاب طفلك لابد من وضع حل بعيد المدى وهو
يعتمد على بناء درجة كبيرة من الثقة في نفسه فيما يتعلق بالعديد من الأمور
التي تستشعرين أنها بدأت تثير قلقه، لأن الخوف في نفس الطفل لا يولد مرة
واحدة وإنما تكون هناك إشارات خفية يجب ألا تغيب عن وجدان الأم الواعية
التي تولي طفلها عناية وتركيزًا طوال الوقت.
-
لاشك أن تحدث الوالدين مع أبنائهم يمنحهم الهدوء النفسي والاطمئنان من أي
مخاوف، فعلى الآباء والأمهات أن يمنحا أطفالهم الشعور بالأمان والاستقرار
مع خلال التحدث معهم باستمرار لكن المهم أن يكون هذا الحديث له مغزى حقيقي
ويهدف إلى محاولة اكتشاف الأسباب والدوافع الحقيقية التي تثير المخاوف لدى
الطفل وأسوأ السيناريوهات التي يتوقعها وهذا أفضل طريق للتخلص من الخوف عند
الأطفال.
-
ليس بالضرورة أن يكون خوف الطفل مرتبط بأمر مادي محسوس، فكثير من الأطفال
الذين يتمتعون بعاطفة قلبية جياشة وحساسية مفرطة يكون خوفهم الأكبر مرتبطًا
باحتمال حدوث مشاكل في الحياة الأسرية أو انفصال الوالدين بالطلاق، وبعض
الأطفال يزداد خوفه من احتمال فقد أحد الوالدين لشدة تعلقه بهما، وفي هذه
الحالة تكون معالجة الخوف مسألة تستلزم المزيد من الفهم والاحتواء العاطفي
والصبر لإنقاذ الطفل من دوامة قلقه وخوفه.