تعليم مهارات القيادة عند الاطفال
من حق أبنائنا علينا أن نعلمهم مهارات القيادة، ونحرص طوال الوقت على إكسابهم صفات القيادة حتى نضمن أنهم عندما يخرجون إلى المجتمع لن يكونوا مجرد تابعين وإنما سيتحلون بصفات القيادة.
من الطبيعي والبديهي أنه ليس كل طفل يمكن أن يكون مؤهلاً للقيادة الكاملة عندما يصل إلى مرحلة الشباب والنضوج، لكن المؤكد في الوقت نفسه أن كل إنسان يحتاج إلى طبيعة القيادة في شخصيته لأنه سيكون مسئولاً في يوم من الأيام عن غيره وهذه المسئولية تستلزم منه أن يكون متمتعًا بحد ادنى من القدرة على القيادة.
أولاً: يجب أن يعتاد الطفل على مواجهة التحديات القاسية والاختبارات الصعبة في الحياة، وكلما كان الأب والأم يتعملون بدرجة من التوازن مع اختيار المواقف والتحديات التي يجب أن يمر ابنهما بها كلما كان ذلك دافعًا لإكسابه القدرة على القيادة وتحمل المسئولية، لأنه ومع كل اختبار أو تحد جديد يمر به في حياته سيكتشف المزيد والمزيد من مهاراته وإمكانيته الخاصة كما سيتعلم كيفية استغلال هذه المواهب الكامنة في أعماقه للتغلب على الصعاب، وهذه من سمات القائد الناجح.
ثانيًا: من الضروري ان يتعلم الطفل القدرة على مواجهة وحلّ المشاكل التي تعترضه على نحو خلاق وبأسلوب مبتكر وعلى غير مثال سابق، وهذا يستلزم من الأب والأم تعليم الطفل كيفية الانطلاق في التفكير خارج حدود المتاح والبحث دائمًا عن تجاوز الحلول البديهية السهلة، وقد يجد الوالدان أن طفلهما بفطرته يستطيع أن يفكر بطريقة مبتكرة هذا يجب أن يدفعهما إلى إكسابه المزيد من مهارات القيادة.
ثالثًا: تعليم الطفل سمات القيادة يستلزم الاهتمام إلى حد بعيد باحترامه وتقديره سواء كان ذلك في وجود الناس أو في عدم وجودهم، فالقائد هو شخص يتمتع بكرامة مصانة وتقدير من قبل المحيطين به، وكلما حرص الوالدان على احترام طفلهما والتعامل معه من منظور الاحترام الإنساني كلما ساعد ذلك في زيادة ثقته بنفسه وإكسابه شخصية القائد.
رابعًا: إكساب الطفل المهارات الاجتماعية لأن القائد هو القادر على كسب حب الآخرين والبقاء في بؤرة اهتمام وتركيز المعارف والأصدقاء والزملاء، لكن مع الحرص في الوقت نفسه على ألا يكون ذلك بصورة متكلفة زائدة عن الحد، فالطفل يجب أن يدرك أن محبته في قلوب الآخرين مرتبطة بقدرته على العطاء والتضحية والبذل والإيثار، وليست منحة يحصل عليها بصورة تلقائية، فحب الناس في نظر القائد الصادق يجب أن يكون مرتبطًا بما يقدمه لهم على أرض الواقع وليس بما يتصور أنهم يؤمنون به في داخل قلوبهم وحنينهم لتقديسه كقائد أو زعيم.
خامسًا: تعزيز الدافع الذاتي في نفس الطفل من أهم الأسباب التي تساعده على اكتساب مهارة القيادة في المستقبل فالطفل القائد هو الذي تشتعل في داخله طوال الوقت الدوافع والجماس من أجل تحقيق النجاح لاسيما إن كان هذا النجاح في عمل جماعي وبالتالي فهو طفل غير أناني ولكنه طفل حريص على إطلاق طاقات الإبداع والتميز في كل المحيطين به.