رعاية الاطفال في البيت
لو
كنت زوجة وفر الله تعالى لها مستوى معين من الحياة المادية يمكنها من
إشباع احتياج أسرتها وأطفالها فإن هذه النعمة تحتاج إلى شكر كبير لأن
الكثير من النساء في هذا الزمن لا يجدن ما يكفيهن لسد احتياجات أساسية
لعائلاتهن، ومن أهم وأبرز سبل شكر هذه النعمة أن تفكري جيدًا في الحنين إلى
المنزل وترك العمل لاسيما إن كان عندك أطفال صغار يحتاجون إلى اهتمامك
ورعايتك.
ليس
الهدف من هذه السطور مناقشة جدوى عمل المرأة في خارج المنزل أو طرح جدلية
ما إذا كان هذا العمل يدخل في نطاق المباح أم المحرم أو ما هي ضوابط عمل
المرأة في الخارج، وإنما الهدف هو إبراز أهمية أن تعود المرأة إلى منزلها
لتتفرغ لتربية ورعاية صغارها، وكيف يمكنها أن تسترشد ببعض الخطوات العملية
التي تمكنها من أن تجد نفسها وتمارس حياتها بكل حرية وحماس وطموح من داخل
بيتها.
في
البداية اعلمي أنك لو كنت امراة عاملة واعتدتي على الخروج من المنزل لكسب
المادة فإنه قد يكون صعبًا عليك في البداية أن تتصوري أن حياتك في المرحلة
المقبلة ستكون مركزة داخل منزلك وأن نشاطك الأساسي سيكون منصبًا على رعاية
أطفالك وتربيتهم والاهتمام بهم، لكن ثقي أن هذه الصعوبة ستزول تدريجيًا
وستجدين أن بيتك هو مملكتك وهو جنتك في هذه الحياة لو أنك تستحضرين نية
القرار في البيت لإخراج أولادك على أكمل صورة إلى المجتمع.
أولاً: إعداد جدول عمل يومي
من
المهم أن تشغلي نفسك بجدول أعمال رائع داخل المنزل لتكوني يوميًا على موعد
مع المهام والالتزامات التي تقومين بها تجحاه زوجك وأبنائك، ويتنوع هذا
النشاط ما بين إعداد وجبات الطعام والاهتمام بتنظيف المنزل وتجميله وإضافة
ما ينقصه ليكون مكانًا رائعًا مناسبًا لتربية الأبناء على حب الجمال
والنظام كما يجب أن تخصصي لنفسك وقتًا للراحة كل يوم، ومع اهتمامك بمتابعة
أطفالك في دراستهم وأداء واجباتهم لابد أن تهتمي بان تكون لك أنشطة وهوايات
قادرة على القيام بها من داخل المنزل.
ثانيًا: إقامة صداقات مع أمهات مثلك
من
الأشياء التي تساعدك على حب حياتك كربة منزل أن تكون لك صديقة أو أكثر
وتكون هذه الصديقة مثلك ربة منزل ومحبة لحياتها ومقدرة لدورها وليست متسخطة
على معيشتها كثيرة الشكوى، لأن الصديقة المتفائلة المحبة لدورها ستكون خير
عون لك ومن خلال صداقتك بها ستشعرين أن حياتك الجديدة التي تختارين فيها
أن تكرسي كل وقتك وجهدك لأبنائك هي حياة جميلة وتستحق أية تضحية.
ثالثًا: تذكري أنك لست "سوبر وومان"
المرأة
الخارقة أسطورة في عقل الأبناء وأحيانًا في عقل الأزواج، وليس معنى أنك
قررتي التخلي عن عملك خارج المنزل وأن تكوني ربة بيت وأن تكرسي كل حياتك
وطاقتك رعاية لأبنائك أنك ستتمكنين من أداء المستحيل، وعلى أبنائك قبل زوجك
إدراك أنك تقومين بكل ما تستطيعين للقيام على راحتهم وتلبية طلباتهم
وإشباع احتياجاتهم ولكن ذلك سيكون في إطار الممكن والمعقول وأنك لازلت
إنسانة تريد أن تحافظ على شخصيتها المتفردة واهتمامتها ومن حقها أن تمارس
هواياتها ولا تكون دائمًا في حالة استنزاف لجهدها ومشاعرها وكيانها.