العناق بدل العقاب للاطفال
هل
فكرتي يومًا في أن تستخدمي العناق بدلاً من العقاب في توجيه طفلك وتربيته؟
كثير من الأمهات يعتقدن أن العقاب هو الأسلوب الأمثل والوحيد في تربية
الأطفال وأنه بدون اللجوء إلى العقاب والتعنيف المستمرين فإن حال الأولاد
لا ينصلح وستفلت الأمور من بين يدي الوالدين، والحقيقة على خلاف ذلك.
الطفل
في مراحله العمرية المبكرة لا يتصور أن الدنيا بمثابة سجن كبير عليه أن
يتلقى فيه الضربات والتعنيف والعقاب المستمر، بل هو ينظر إلى الدنيا
باعتبار أنها مجالاً رحبًا لتحقيق رغباته واللهو والاستمتاع بكل لحظة، وحتى
تستطيعي أن تعلمي طفلك أن الحياة من حوله تقوم على منطق "افعل ولا تفعل"
لا يجب أن يكون العقاب هو وسيلتك الأولى وخيارك المفضل، بل يجب أن يكون
الحوار الهادىء الذي يناسب عقلية طفلك هو خيارك المفضل، ويجب أن يكون حبك
وحنانك وعناقكك لطفلك هو أسلوبك الأساسي.
على كل أم أن تدرك أن العقاب القاسي يؤدي إلى خلق ردود أفعال سلبية لدى الطفل تتمثل في عداوة الأهل، والتمسك بالسلوك السلبي الذي عوقب عليه لمجرد تحدي الوالدين.
واعلمي
أيتها الأم أنه لو كان العقاب يؤدي إلى زرع الكراهية والتحدي في نفسية
الطفل، فلابد إذن أن تكون هناك وسيلة أفضل للتربية، لأن اللجوء إلى عقاب
الطفل عقاباً بدنياً يجب أن يكون خيارًا غير مطروح، والاستعاضة عنه بالعناق
الذي يمكن أن يكون هو أفضل وسيلة لتهدئة الطفل خاصة في حالة الغضب والخطأ.
ويساعد عناق الطفل في حالة الانزعاج أو الغضب الشديد في جعل الطفل يشعر بأنه قريب من والديه، كما أنه يجعله يهدأ على الفور من دون عقاب، مما يمهد للأب أو الأم الخطوة التالية، وهي توضيح الشيء الذي أخطأ فيه الطفل وتحذيره من تكراره مرة أخرى.
ومما
يدفع الأم إلى الاعتماد على هذا الأسلوب في حالة هياج الطفل وغضبه أن تعلم
أن العناق يساعد على انتظام ضربات القلب، واعتدال ضغط الدم، كما أنه يخفف
من الإحباط، ويحث على الاسترخاء.
وقد اتضح أن العناق يساعد في قيام المخ بإفراز هرمون أوكسيتوسين الذي يساهم في شعور الطفل بالأمان، بالإضافة إلى أن احتضان الطفل عند البكاء يحفز من نموه عصبياً وعاطفياً.
ومن
الأمور المهمة التي يجب أن تجعل الأم تلجأ إلى أسلوب العناق بدلاً من
العقاب البدني حتى في حالة هياج الطفل وتسخطه على أمر ما أن تدرك أن
الدراسات العلمية أثببت أن التربيت على كتف الطفل واحتضانه تزيد من درجة
ذكائه العقلي ونموه الطبيعي؛ حيق يساعد على إفراز مادة الاندروفين في
الجسم، وهي موصل عصبي يساعد على تخفيف العصبية والقلق النفسي والإحساس بالألم.
أولاً: استعمال العناق يفيدك في التوجيه
إذا
قمتي بعناق طفلك وهو في حالة الغضب والهياج فإن هذا يعطيك كأم الفرصة
لإعادة ترتيب أفكارك واستغلال هذا الوقت في اختيار الكلمات المناسبة لتوجيه
طفلك وتوضيح الموقف له بالصورة التي تجعله يتفهم سر رفضك تحقيق رغبته،
بينما مسارعتك بضرب طفلك سيحبط أية محاولة للحوار والشرح ولن يتفهم الطفل
سر هذا العقاب.
ثانيًا: العناق يعطي طفلك شعورًا بالأمان
من
الأهمية بمكان أن تحيطي طفلك بحالة من الأمان الدائم لأن شعوره
بالاطمئانان لاسيما من خلال معانقتك له سيجعله أكثر تقبلاً واستجابة لكافة
أشكال التوجيه التي تريدين أن تجعليه يتفهمها.