أيام تسرقنا
ونبقى "مهبولين" بأيام ضاعت فيها الأشياء المضيئة التي خفت جداًّ ضياؤها، لا نستطيع أبداً أن نعيد
عربة الوقت
إلى الخلف، لن نستطيع كذلك أن نوقف العمر حتى ننتظر أحلامنا لتلحق بنا،
لتعاود التفكير بنا وبالزمن الذي منحناه إياه لكي ترانا بعيون المحب،
تشفق علينا فتتحقق، لكنها أبداً لن تفعل، وأبداً لا يتوقف العمر في سرقة نبضنا،
نتألم ونحزن ونخاف من عمر لا يبقى فيه متسع حتى للتفكير بما تبقى،
لكننا بشر مسيرين بأقدارنا، مشبعين بمخاوف لا حصر لها بثقل كبير من
التجارب والخسارات، التي أتعبتنا وأخذت منّا أكثر مما أخذه العمر الذي مضى،
والذي يصر أن يمضي.
حينما يمضي العمر بنا، فإننا نكبر، ويبقى هناك بين الحد الفاصل بين زمنين حالة عميقة جداًّ اسمها
"التوق" الذي يسكن في عروقنا، يسير مع دمائنا، ينعس في أجفاننا،
يزورنا عند كل ليلة نتوحد فيها مع ذواتنا لنعيش قلق الفقد والخسارة، التي ولّت مع تلك الفرص.