بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
إن مصطلح الثعلبة طبياً يدل على مرض وحيد يسمى (الحاصة البقعية) , و هذه الحاصة البقعية هي مرض مناعي بسيط في كثير من الأحيان و لكن ليس في جميعها , و ذلك لما تسببه من أذى نفسي نتيجة التشوه الجمالي و الذي يتظاهر بفقدانٍ للشعر في منطقة ما من الجسم و خاصة في فروة الرأس أو الذقن أو الحواجب , و هذا الفقدان هو سريع و تام و يترك خلفه جلداً طبيعياً أو منخمصاً مع بعض الأشعار المتكسرة أو الدقيقة في الحواف , و الثعلبة مرض قابل للشفاء الذاتي أي بدون تطبيق أي علاج , إلا أن المسارعة بطلب العلاج الطبي يكون ضرورياً في كثير من الأحيان و ذلك لعدم معرفتنا للمدة التي يحتاجها هذا الشفاء الذاتي و الذي قد يطول (حوالي السنة) أو يقصر أو لا يتحقق , و أيضاً في حالات الإصابة الظاهرة للعيان أو المنتشرة أو المسببة للقلق الشديد أو ذات المنظر غير المقبول .
إن تعدد الحاصات و نكسها هو أمر وارد و كذلك انتشارها لتشمل كامل فروة الرأس (الحاصة الكلية) أو تعميمها لكامل الجسم (الحاصة الشاملة) , و هذه الأخيرة بالإضافة للحاصة الثعبانية (و هي عبارة عن التقاء الحاصة الصدغية مع القفوية) و الحاصات التي تظهر قبل البلوغ و الحاصات التي جاوزت العام , كل هؤلاء ينذرون بصعوبات كبيرة في العلاج .
يعتقد الكثيرون من غير أهل الاختصاص أن الثعلبة هي مرض معدٍ و ذلك استناداً لرؤيتهم لإصابات متعددة في العائلة الواحدة أو بين الأقارب , و لكن الحقيقة العلمية هي أن الثعلبة مرض غير معد و إذا ما وجدت حالات عائلية أو بين الأقارب فإن ذلك يعزى للوراثة .
الأمراض التي تشبه الثعلبة متعددة , بعضها معدٍ (السعفات , الإفرنجي , الحاصة الالتهابية , الجذام) و بعضها قد يعكس خباثة داخلية (الحاصة الموسينية) و بعضها ينتج نتيجة الضغط أو الرض أو الشد أو أذيات مختلفة أو أمراض أخرى مثل الذأب الحمامي و تصلب الجلد و الحزاز المسطح و الغرناوية و عرة نتف الشعر و الاكزما الدهنية و الحاصة الأندروجينية و الصماوية و الإياسية و الدوائية و بعد الولادة و نتيجة مرض شديد (داء الكرية المنجلية , تيفوئيد ) و غير ذلك .
إن علاج الثعلبة يمكن أن يتم بالستيروئيدات القشرية , المينوكسيديل , السيكلوسبورين , DNCP , ديفينسيبرون , بسورالينات , أنترالين .
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان