شخصية مزدوجة
هل لكل إنسان فعلاً شخصيتان؟!
هل نجمع في داخلنا بين الشيء ونقيضه؟!
كلنا نملك عقلاً واعيًا، وعقلاً لاواعيًا. بيد أنك لا تستطيع أن تتواصل مع عقلك اللاواعي تواصلاً فعالاً وحقيقيًا،
حتى تحت تأثير التنويم المغناطيسي، على عكس عقلك الواعي.
أكثر ما يثير الدهشة هنا هو أن عقليك الواعي واللاواعي يحملان صفات ومواقف ودوافع مختلفة بعضهما عن بعض،
ولكل منهما سلوكياته الخاصة التي غالبًا ما تتصارع بعضها مع بعض.
فقد يريد العقل الواعي الدقة والإتقان، بينما يطلب العقل اللاواعي الاستمتاع باللحظة الحالية، أيًا كانت العواقب اللاحقة.
يؤثر العقلان الواعي واللاواعي في سلوكيات المرء، دون أن يؤثرا بعضهما على بعض.
لهذا السبب نقول أشياء مثل: ”لا أعلم“ أو ”دعني أفكر في الأمر“.
ما يزيد من صعوبة فهمنا لأنفسنا وفهمنا للآخرين،
هو كم الذكريات وكثافتها اللامتناهية التي نخزنها في كتلة صغيرة يبلغ وزنها 1400 جرام تقريبًا.
فالمخ ليس جهاز فيديو يسجل كل حدث نمر به، بل هو يشبه المستودع أو المخزن الكبير حيث يقوم بتخزين ذكرياتنا ومعتقداتنا وترجماتها وتفسيرنا لها.
الذكريات الزائفة شائعة أيضًا لدرجة أن كل محادثة نجريها – قصيرة كانت أم طويلة – تتضمن إشارة إلى ذكرى واحدة على الأقل لم يكن لها وجود من الأساس.
تغيير النفس يبدأ بتغيير السلوك، مما يؤدي إلى تغيير المواقف والآراء،
وهذا يعني أن عليك أن تدفع الآخرين إلى انتهاج سلوك معين كي تؤثر فيهم وتقنعهم.
أول ما يجب عليك عمله لتغيير سلوكك أو سلوك الآخرين هو تغيير البيئة المحيطة،
لأنك عندما تتحكم في هذه البيئة، تستطيع فورًا أن تشكِّل وتغرس سلوكًا صار مرغوبًا بعدما كان منبوذًا