الجانحون عن الصراط
أينما كان وجودي , وحيثما تواجدت ...إني كادح إلى ربي فملاقيه
وأنت وأنت وأنتما .. كلنا –ذكورا كنا أم إناثا- موقوفون .. محاسبون... لأننا كنا يومها مسؤولين...
فما ذا نحن للواحد القهار بقائلين؟
قال الحق سبحانه وتعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس.. ) الروم 41
من منا من لم يخطئ ؟ من منا من لم تجنح سفينته؟ من منا من لم يأكل لحم أخيه حياأ وميتا ؟
من منا من لم يخنس قلبه ؟ من منا من لم يفسد في الأرض بقصد أو بغير قصد ؟
الا من رحم ربي.
مع هذا .. رب عظيم يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار , ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل.
إلا أن المعظم منا اليوم على قلوبهم أكنة وأقفال , وفي أذانهم وقر , وعن النصيحة هم معرضون.ولكتاب الله وسنة رسوله – صلاة ربي وسلامه عليه جاحدون ....
هم منا من دمنا ولحمنا ولساننا لكنهم مارقون , وجهرا بمعصية الرحمن متشدقون ...
أباحوا ما زين لهم شيطانهم فاستحلوا حرمة رمضان –جهارا نهارا- وتشبثوا بأطراف حلس اللات.والعزة ومناة الأخرى وهبل ونسر ويغوث وود وسواع ويعوق.....
وقالوا لكبارنا قبل صغارنا : هذا رمضانكم أنتم وليس رمضاننا نحن...
فما كان جوابنا لهم : نعم هذا رمضاننا وتلك رمضاؤكم عليها وفيها تجدون ما أعد الله لكم وبه توعد , والله لا يخلف وعده.( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) الروم 41
ما هذا الكفر وهذا العناد .. هذا الإلحاد.. هذا الجحود.. هذا الصدود..
كفى ..كفى استهزاء واستهتارا ؟.. كفى تمردا أيها التراب ؟..
ومع هذا فالله رحمن رحيم , باب توبته مفتوح ما طلعت شمس وما وقب غسق ما لم تبلغ الحناجر ؟ ولكنهم الجانحون عن الصراط.
( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) الصف 8
إن الدين لواقع ..ثابت نابت في صدور المؤمنين والمؤمنات كالجبال ورسوخها وشموخها وصلابتها ,لأنها[ الجبال] آية من آيات الله في الكون..
تب يا هذا لربك الذي خلقك فسواك فعدلك ....
خلقك لتعبده وحده لا تشرك به شيئا ( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون) الذاريات56 .
ومماتك ومحياك بيده وما خلقك عبثا ( ..الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) الملك 2 .
رزقك من فضله وحلاله( ..فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا ) النحل 114 .
هذا كلام الله ربنا ورب أبائنا رب العالمين ليس فيه من باطل ولا التباس ولا تناقض
جلي واضح مبين ....
عد لرشدك وتجنب غيك فإنك ملاقيه وإنك مهما استعليت فالله أعلى وأجل , وما أنت الا تراب
أولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة ثم أنت بين ذلك تحمل العذرة.
وصدق من قال:
يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي-*- فعلا جميلا لعل الله يرحمني
يا نفس ويحك توبي واعملي حسنا -*- عسى تجازين بعد الموت بالحسن.
ابراهيم تايحي