ماأجمل أَنْ يُكَوِّنَ الإنسان شَمَّسَا ً بَيْنَ النَّاسِ
لَا تَتَأَمَّلُ الْوُجُوهُ السَّوْداءُ وَالْقُلُوبُ الْحَقُودَةُ وَالزُّهورُ الذّابِلَةُ
لِأَنَّكِ سَتُشْعِرُ باليأس بَلْ بِالْحُزْنِ والكآبة
إلتفت يَمِّيِنَا سَتَجِدُ وُجُوهُ بَيْضاءِ مُشْرِقَةٍ
تَبْتَسِمُ لَكَ وَقُلُوبُ طَاهِرَةٍ
كَمَا عرفَنَا إِنَّه فِي الدُّنْيا أَجِنَاسٌ مُخْتَلَفَةً ألوان غَرِيبَةً
حَاوَلَ أَنْ تَتَذَوَّقَ كُلَّ شُعُورَ يُصَادِفُكَ حلْوُ كَانَ أَمْ مرَّ
حَتَّى تَعْرُفَ فِي مُسْتَقْبِلِكَ مامعنى هَذَا اللَّوْنَ وَمَا مَعْنًى هَذَا الْمَذَاقِ
تَحَمُّلُ الأشواك الَّتِي قَدْ تَدُوسُهَا فِي يَوْمِ مِنْ الأيام
ربما يَكُونُ بَلاءُ مِنْ رَبِّكَ
فَلَا تَيْأَسُ فَكُلَّمَا أَحُبَّ اللهِ عَبَّدَا ً إبتلاه
لَا تُحْزِنُ كَثِيرَا ً
فَكَمْ مَنَّا مِنْ عَاشَ نُصْفُ عُمَرِهُ حِزْنَا ً وَيَأَّسَا ً لِسَبَّبَ مَا
فُرَّاقُ خَسَارَةِ ضِيَاعِ الأحلام
هَا هُوَ الْآنَ لَا شَيْءَ يَسْتَكِينُ فِي غُرَفَةٌ كَئِيبَةً لَا يَرْضَى بِشَيْءِ
هَلْ تَعَرُّفُ النَّاسِ عَنْه ؟ فَهَلْ إستفاد شِيئَا
بِكُلَّ تأكيد لَا
مَا أَجُمَلُ أَنْ يُكَوِّنَ الإنسان شَمَّسَا ً بَيْنَ النَّاسِ يَلْتَمِسُونَ مِنْه دِفْأهُمْ
وَيَشْتَاقُونَ لَهُ كُلَّ مَا غَابُ
مَا أَجُمَلُ أَنْ يُكَوِّنَ الشَّخْصُ زُهَرَةَ يُسَارِعُونَ النَّاسَ إِلَيه كَيْ تَحْضُنَهُ أياديهم
وَمَا أَجَمَلَ أَنْ يُكَوِّنَ الشَّخْصُ كُتَّابَا يَتَمَنَّى كُلَّ قَارِئَ يُجْلِسُ بِجَانِبِهُ
كَيْ يَقْرَأَ مِنْ كَلاَمِهُ قَلِيلَا ً وَأَنْ يَعْتَبِرُ مِنْ حُروفِهُ كَثِيرَا ً