فساد الطبع لا يصلحه التطبع
من شب على طبع أعوج , عاش بقية عمره في زريبة الهمج
لا تطلب استقامة ظل بناء فصاحب الدار ضرير والباني أعرج
لا أدري ما الحياة؟ ولا هي لنا بمداوية ؟ فكيف استطيب العيش والماء أجاج
حقا إني أمسيت ذا عقل عقيم وفكر يتيم , لم أعد أفقه معنى الحياة؟ ولا أحس بأحاسيسها
كل على الظهر انقلب .. حتى المجن.. حتى الإنس.. حتى الجن...
دخلت سوق ذا المجنة فما وجدت الا أكبادا في محنة وأنة
عرجت على سوق عكاظ فما ألفيت الا رياء.. نفاقا ..خداعا.. والناس من حوله في اكتظاظ
ومنه شطر سوق النخاسة حيث الهمة والضمائر والكرم , وأدا, ردما في حفر الرجس والنجاسة
حينها تذكرت قول الإمام الشافعي –رحمه الله –
لم يبق في الناس الا المكر والملق -*- شوك إذا لمسوا, زهر إذا رمقوا
فإن دعتك ضرورات لعشرتهم -*- فكن جحيما لعل الشوك يحترق
عدت منكسر الهمة والقامة ..لا طريقا أبصرت ؟ ولا سبيلا للاستقامة
سألت الحية في جحرها ..والدتي في لحدها.. أمي في بيتها.. زوجتي بين أهلها ..
فتشت عن المروءة أين هي؟ ماذا فعلوا بها؟...سألت الطير في السماء .. والحيتان تحت وفق الماء ...كل عن الكلام والحديث أحجم وصام... طعامنا حولوه إلى سحت وحرام..شرابنا مزجوه بخلط إثم ورفث وقيح الأيام.. ألبسونا حلل العري كسوة.. صفا واحدا صلينا أمام الإمام ..حروف نطق ألسنتنا هجنوها فقلنا للحرة يا [ مدام]..أفئدتنا أضحت هواء ونط الفحش قفزا فساد المقام..دكت عظام الفضيلة..فتلت شدا أوتار الرذيلة ..خسف القمر فحل الظلام..
عمت أبصارنا بعدسات تحضر وتحسر ..وفينا عمت البصيرة شغفا فتونا بالإجرام
فساد الفساد فينا لا يصلحه فساد التطبع , لا تخفي الأقنعة لؤما وإن غطت باللثام
اللهم أنت اللطيف , لا تؤاخذنا بفعل الفساق و من شر ومكر هؤلاء الأقوام
وافرغ علينا من لدنك صبرا جميلا , تبركا بقدوم سيد الأشهر شهر الصيام
ابراهيم تايحي