رأفة بي يا نسيمة الصباح
رأفة بي يا نسيمة الصباح , فما غدوت بقادر عن بعدك ولا صاح
عربات عمري جرت بعضها فليس باق, في المحطة الا مصباحك ومصباح
لا تبتعدي عني قيد أنملة ؟ فيضيق صدري, وتكبر كلومي فلا تندمل الجراح
أنا مهلهل الفؤاد رفيق السهاد, باك, سقيم , وحيد .في خيمتي كثير النواح
باعوني برخص واشتروك بغلاء , زعما , طمعا في ودك هذا الصباح
حروف اسمك نقشتها على صخر , وما قدموا عليه هو ضرب للأقداح
أعابوا علي فقر الجيب والزمن , أهذا بربك عيب؟ أم هو أمر مستباح؟
اعلمي يا ابنة أولاد الحمد أنك , لا زلت أميرتي وأنا الحارس دون سلاح
حتى وإن أصابك نزغ فلا تثريب, عليك مني أنت منارتي في غدوي ورواح
خاصمت القمر غيرة عليك كواكبه, انتثرت لبهاء طلعتك وعبقك الفواح
أنا بين يديك طفلا خائفا أنا , بين راحتيك رضيعا مرتجفا وحب وضاح
أنا الذي كنت وسأبقى وفيا وإن, طال الأمد وزاغ الزمن قبضا للأرواح
سأبقى على حبك وإن مضى الأنام , سراعا نحو اللحود وما في الألواح
ألا تدركين يا جوهرة في الأفق؟, تلألأ ضياءها قدر هيامي وغرامي وارتياح
لاأغويك بزيف الكلام وتنميق الأحلام , لكن أكفيك سويداء قلب بلا أتراح
وأزهو بك عليا سموا فوق الغمام, وتحت الخيام وأعضد حماك بنبل ورماح
حينها ينضج لب حبنا فنجني ما طاب, شهد النحل وسباحة في يم الأفراح
ولعل طارقا لم نعد له قدوما يليق, لكن الجود من الموجود حقا لا أشباح
أعقلت كلامي يا مليحة المحيا ويا صفية, المعدن يا سائحة في فؤادي بلا سياح؟
ابراهيم تايحي